عضل عليّ أهلي وكرهت حياتي وأفكر بالهروب
2013-03-14 08:59:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا غير متزوجة، وأعاني من الاكتئاب والضيق. أهلي يمنعوني من أن أكلم صديقاتي أو أزورهم ويمنعوني من الخروج حتى لفناء البيت، ممنوع أن أخرج إلا بوجود أمي، وأبي متوفى من سنتين.
أنا من كثرة الضغط علي انحرفت وأصبحت على علاقة برجل، وحاول الزواج مني لكن أهلي رفضوه، وللعلم أهلي يرفضون جميع الخطاب بسبب أنهم من خارج القبيلة، وأخواتي كلهن متزوجات وأنا أكرههن لأنهن تركنني وحيدة محبوسة في غرفة، لا أحد يسأل أو يعطف علي.
الآن على علاقة بشاب آخر وتقدم للزواج مني، وأيضاً رفضه أهلي. تعبت من حياتي وأفكر بالهروب لكن لا أستطيع تضييع مستقبلي الدراسي.
أنا انتهيت بمعنى الكلمة!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عنود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونرحب بك في كل وقت، ونحن لك في مقام الأب الذي نسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة.
أرجو أن لا تعالجي خطأ الأسرة وشدة الأسرة بالوقوع في خطأ تندمين عليه، واعلمي أن الرزق الذي قدره الله تبارك وتعالى لك سوف يأتيك، ولا تحملك ممارسات الأهل على الدخول في علاقات غير صحيحة، فإن العلاقات الخفية مع الرجال ومع الشباب لا تعود على المرأة أبداً بالخير، وينبغي أن توقني أن الرجل حتى لو تزوج المرأة بهذه الطريقة فإنه لا يثق فيها، وسوف يتعبها ولن ينجح في إسعادها؛ لأن الشيطان الذي جمعهم على الغفلات، وعلى هذا التواصل في الخفاء هو الشيطان الذي سوف يأتي غداً ليغرس الشكوك في النفوس، يقول: كيف تثق فيها؟! ثم يقول لها: كيف تثقين فيه وقد كلمك بالطريقة كذا، وأرادك عن طريق كذا؟ وإذا كانت الأسرة ترد الخطاب فإن هذا ليس من حقهم إذا كان الخاطب مناسباً وصاحب دين، والشرع يرفع هذا الحرج إذا ثبت أنهم يردون الخطاب دون أن يكون هناك عذر شرعي، فإن هذا يسمى عاضل في الشريعة، والشريعة تستطيع أن تنصف الفتاة، القاضي الشرعي ينصف الفتاة؛ لأنه يحكم بشريعة الله تعالى، إذا ثبت عضل الرجل فإن الولاية تنتقل منه لغيره من أوليائها، فإن تواطؤا واتفقوا على العضل والمنع فإن القاضي يزوج الفتاة بعد ذلك، وهذا من أحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تعالى به.
لكننا مع هذا نحب أن نذكر نقطتين:
النقطة الأولى: أن الأهل وحرصهم عليك هذا دليل على خوفهم وشفقتهم الزائدة، نحن لا نوافق على هذه الطريقة لكن ندعوك إلى أن تتذكري المشاعر المؤسسة لما يقومون به، السبب الفعلي في هذا الذي يحدث، فإن هذا مما يخفف عليك، ومما يخفف علينا أن تتأكدي من السبب الفعلي لهذا الذي يفعلونه.
النقطة الثانية: نحب أن نذكرك بها وهي ضرورة أن تحرصي على عدم معالجة خطأ الأهل بخطأ أكبر منه، الفرار فضيحة ودمار للفتاة، ولا يمكن أن يكون حلاً مناسباً في مثل هذه الحالة ولا في غيرها، كذلك أيضاً نتمنى أن تهتمي بدراستك وتجتهدي في إكمال هذا المشوار، وعندها سوف تكون الأمور مهيأة.
وتوجهي إليه سبحانه وتعالى، واعلمي أنهم لم يمنعوك مصاحبة الصالحات، فابحثي عنهن وكوني معهن.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يرحم والدك، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق والسداد.