الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع س ن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إذا أخذنا أعراضك بمنهجية متدرجة - حسب ما أوردتها – فإننا نستطيع أن نقول: إن حالتك هذه قد بدأت بنوع من القلق النفسي الذي أصبح يأتيك أيضًا في شكل وساوس ومخاوف، ومن ثم تطورت الأمور نسبيًا لتُصاب بما يمكن أن نسميه (درجة بسيطة إلى متوسطة من الاكتئاب النفسي).
هذا التدرج – أو التطور – طبيعي جدًّا بالنسبة لكثير من الحالات النفسية - لا أقول إنه ينطبق على جميع الحالات النفسية - لكنا نعرف أن هنالك ما يمكن أن نسميه بـ (سُلَّم الأعراض).
أخي الفاضل الكريم: فالتشخيص النهائي لحالتك - من وجهة نظري - هو القلق الاكتئابي، والحالة - إن شاء الله تعالى – ليست صعبة أبدًا، وعلاجها – إن شاء الله تعالى – سهل.
عقار (زيروكسات) - الذي وصفه لك الأخ الطبيب - عقار ممتاز جيد فاعل - لا شك في ذلك – وإذا كانت فترة العلاج أسبوعين فهي غير كافية، ولا أعتقد أن الأخ الطبيب سوف يقوم بإيقاف الدواء، إنما يريد أن يعرف كيفية تفاعلك مع الدواء، ومن ثَمَّ سوف يطلب منك الاستمرار عليه، وأقل مدة للعلاج في مثل هذه الحالات هي ستة أشهر، وهذه المدة ليست مدة طويلة، ودائمًا ما نحاول أن نقسم جرعة العلاج إلى مرحلة تمهيدية – أي مرحلة البداية – ويمكن أن يُبدأ (الزيروكسات) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا – أو 12.5 مليجرام – وقد يشتكي الإنسان من بعض الأعراض الجانبية, مثل: الشعور بالغثيان, أو عسر الهضم، والذي قد يحدث في الأيام الأولى، وإن كان (الزيروكسات CR) يتميز على (الزيروكسات) العادي بأن أعراض الغثيان واضطرابات المعدة أقل كثيرًا مع هذا المركب.
بعد الجرعة التمهيدية تكون الجرعة العلاجية، وخمسة وعشرون مليجرامًا – من وجهة نظري – جرعة ممتازة جدًّا، وأقل مدة تتناول فيها هذه الجرعة هي ثلاثة أشهر، وبعدها يمكن أن تخفض الجرعة إلى 12.5 مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
فيا أخِي الكريم: أنا أطمئنك تمامًا عن هذا العلاج وعن سلامته، وأنه ممتاز جدًّا.
أما بالنسبة لتخوفك من الأعراض الانسحابية: فإذا تم التوقف عن الزيروكسات فجأة فقد يُؤدي إلى ما نسميه بأعراض الانقطاع المفاجئ - أنا أفضل أن أسميها بأعراض الانقطاع المفاجئ, وليست أعراض الانسحاب - وذلك لنفرق بين (الزيروكسات) والأدوية التخديرية الإدمانية التي تؤدي إلى أعراض انسحابية حقيقية.
لتجنب آثار وأعراض الانقطاع المفاجئ يجب أن يتم تناول (الزيروكسات) بصورة متدرجة - خاصة عند التوقف منه - بعد أن ينتقل الإنسان من الجرعة العلاجية إلى الجرعة الوقائية، ومن ثَمَّ ينتقل إلى مرحلة التوقف التدريجي، وهذا - إن شاء الله تعالى – يقيك من كل الآثار الانقطاعية أو الانسحابية – إن أردت أن تسميها بذلك- .
(الزيروكسات) دواء ممتاز، وأقول لك - للتحوط فقط -: إنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وهذه يمكن التحكم فيها من خلال ممارسة الرياضة، وترتيب النظام الغذائي.
بالنسبة للمتزوجين: فالزيروكسات قد يؤدي إلى تأخير بسيط في القذف المنوي، لكنه قطعًا لا يؤثر مطلقًا على هرمونات الذكورة أو الإنجاب.
أخي الفاضل الكريم: بجانب العلاج الدوائي أريدك أن تكون متفائلاً، فحاول أن تتحكم في الأفكار السيئة غير الجميلة، وذلك من خلال تحقيرها، والإكثار من الاستغفار، وأن تستبدلها بأفكار إيجابية، فأنت لديك أشياء طيبة جميلة في الحياة.
على النطاق الاجتماعي أريدك أن تكون شعلة متقدة، وذلك بأن تُكثر من التواصل الاجتماعي مع أرحامك وذويك وأصدقائك وجيرانك ومجموعة مسجدك، فهذا كله علاج ممتاز جدًّا.
وأريدك أيضًا أن تجعل للرياضة نصيبًا في حياتك، وكذلك وُجِدَ أن تمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا لعلاج هذه الحالات، ولدينا في إسلام ويب استشارة رقمها: (
2136015) فيمكنك الرجوع إليها للاستفادة منها في تطبيق هذه التمارين.
بارك الله فيك - أخي الكريم – ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.