ابن أخي يكذب ويتمارض كثيراً لكي لا يذهب إلى المدرسة!
2013-04-17 01:11:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ابن أخي عمره 10 سنوات، مشكلته التظاهر الدائم بأنه مريض، تارة بطنه وتارة رأسه وهلم جرا، والداه يصرفان عليه النقود الكثيرة في الفحوصات والتي دائماً تظهر أنه كاذب، لكن الولد ذكي جداً ويستطيع التمثيل بشكل مقنع لذا دائماً يصدقونه، المشكلة أن والديه من النوع الموسوس جداً مما جعل الولد يلاقي سهولة في إقناعهم.
صار الولد يتغيب عن المدرسة بحجة المرض، مع العلم أنه متفوق جداً لكنه مدلل كثيراً لذا لا يحب أن يتعب نفسه في أي شيء، وتمارضه هذا يجلب له الراحة مثلما يريد، احترنا معه فلا نعرف كيف نعالجه، ازدادت حالته سوءا مع انتقال والده للعمل إلى منطقة أخرى، وصار كل أسبوع أو أسبوعين لديه مرض جديد، ويتضايق جداً إذا قلنا له: أنت بخير.
ما الحل؟ رجاء أفيدونا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تأملات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وكذلك على اهتمامك بأمر ابن أخيك هذا.
هذه الحالة نعتبرها من الحالات النفسوجسدية، يعني أن الطفل تظهر عليه أعراض جسدية نسميها بأعراض التجسيد، ويكون السبب ورائها سببًا نفسيًا، كثير من الأطفال الذين يتخوفون من الذهاب إلى المدرسة ليس عدم رغبة فيها، ولكنهم يستحسنون أمان المنزل، تجدينهم يظهرون بمثل هذه الأعراض: آلام البطن، الشعور بالغثيان وهكذا، هي شكاوي كثيرة جدًّا، ولو فطن الأبوان للاحظا أن هذه الأعراض تختفي غالبًا في أوقات الإجازة.
هذا الطفل يجب ألا نعتبره كذّابًا، هذا الطفل له ديناميات نفسية خاصة به، كما تفضلت وذكرت هو استأثر بود والديه وعطفهم المطلق عليه، وهذا دفعه للاستفادة من هذا الموقف، وذلك لتجنب الانتقاد والضغط عليه، وأن يجد وسيلة لكي لا يذهب إلى المدرسة، لأنه يريد أن يكون في البيت حيث يطمئن أكثر.
هذا هو تشخيص حالة هذا الطفل، وأعتقد أن العلاج يتمثل في: أن يفهم والداه هذا الذي تحدثنا عنه، وألا يُتهم الطفل بالكذب أو بالتمثيل، هي أمور تحدث على مستوى العقل الباطني بدرجة كبيرة، وهي نوع من المكافأة الذاتية التي يتلقاها الطفل من خلال إظهار هذه الأعراض، وأفضل وسيلة للعلاج بالطبع هي التجاهل التام، وعدم أخذه للعيادات، وأن يُلفت نظره لأشياء أخرى من خلال تشجيعه دون أن نتكلم عن المرض، وأن تكون هنالك صرامة مع التحفيز فيما يخص الذهاب إلى المدرسة، وألا تُعطى له إجازات مرضية من قبل الأطباء، وفي ذات الوقت يكون هنالك نوع من التواصل مع إدارة مدرسته وراعي فصله من أجل أن يتفهموا أن هذا الطفل ممتاز، لكنه يعاني من حالة تسمى بـ (قلق الفراق) وأقصد هنا فراق المنزل، ولذا يجب أن يُشجع ليستمر في دراسته.
الطفل عامة سوف يستجيب أيضًا للتحفيز، التحفيز الكلامي، الهدايا البسيطة، أن نساعده على إدارة وقته، أن نشعره بأهميته، أن نجعله يلعب مع أقرانه، هذه كلها تساعده كثيرًا -أيتها الفاضلة الكريمة-.
وبالله التوفيق والسداد.