الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن حالة القلق وعدم الارتياح والوساوس البسيطة وعسر المزاج الذي تعانين منه يظهر أنه مرتبط ارتباطًا ظرفيًا ومكانيًا، يعني أن هذه الحالة تأتيك تحت ظروف معينة وفي أماكن معينة، وأنت حين تخرجين من البيت تحسين بارتياح كبير، وحين تعودين إلى البيت تعاودك الأعراض مرة أخرى.
هذا يدل على أن الحالة حالة بسيطة، حالة ظرفية، عرضية، عابرة، والحل هو أن نبحث عن الأسباب، إذا كانت هنالك أسباب، لماذا تعاودك هذه الأعراض وأنت في المنزل؟ من المفترض أن يكون العكس هو الصحيح، هل لديك مشكلة في البيت؟ هل لديك عدم قدرة على التوافق مع أسرتك الكريمة؟ هذه كلها أسئلة لا بد أن تُطرح، ولا بد أن تبحثي عن إجابة، وإذا كانت هنالك أسباب عليك السعي في أن تزيليها.
من ناحيتي أقول لك: لا أريدك أبدًا أن تنظري لأعراضك هذه أنها تأتيك في وقت معين، أو تحت ظروف معينة؛ لأن مثل هذا التفكير والاعتقاد يجعل الحالة نمطية جدًّا، يعني أنها سوف تأتيك تحت الظروف التي تتخوفين منها، الإنسان كثيرًا ما يُنزل على نفسه بعض الأعراض النفسية من خلال التأمل والتفكر وما يسمى بالتأثير الإيحائي السلبي، يعني: الإنسان إذا ظن أو اعتقد أنه في ظرف معين، وفي مكان معين سوف يوسوس أو لا يرتاح هذا قد يأتيه.
على ضوء ذلك أريدك أن تقولي: (أنا يجب ألا أربط بين قلقي ووساوسي البسيطة هذه ووجودي في المنزل، بيت أسرتي هو مكان الأمان لي، وأنا عضو فعال في أسرتي، أحب والديَّ، أحب إخوتي) وبالفعل يجب أن تكوني فعالة في داخل الأسرة ومشاركة في جميع الأنشطة، وأن تخرجي نفسك من الروتين الشديد في داخل البيت، وهذا يمكن أن تصلي إليه من خلال تنظيم الوقت، ومشاركة الأسرة – كما ذكرت – في كل الأنشطة، وخصصي وقتًا للدراسة، ووقتًا للعبادة، ووقتًا للترفيه عن النفس بما هو مشروع، ومن خلال ذلك يحدث لك - إن شاء الله تعالى – قبولاً كاملاً للوضع.
أنا سعيد أنك حريصة على الأذكار قبل النوم، وعليك بالإكثار من الاستغفار، وتلاوة القرآن، ولا بد للصلاة أن تكون في وقتها.
هنالك تمارين للاسترخاء - تمارين التنفس المتدرجة – تفيد الناس، أيًّا كانت أسباب قلقهم أو هواجسهم أو وساوسهم، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجعي لها وتستفيدي من الإرشادات والتوجيهات الموجودة بها، والمتعلقة بكيفية تطبيق هذه التمارين.
أنا لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، فقط كوني أكثر إيجابية، وتفاؤلاً، ولا تتشائمي، وتجنبي الانعزال والعزلة والوحدة خاصة في داخل البيت، هذا مهم وضروري جدًّا.
حاولي أن تطبقي ما ذكرناه لك من إرشاد بسيط، وبعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع إن لم تتحسن أحوالك أعتقد أنه سيكون من المفيد أن تذهبي إلى طبيب نفسي عله أن يصف لك أحد الأدوية التي تحسن المزاج وتزيل القلق والخوف والوسوسة - إن شاء الله تعالى - .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.