لا أحب نفسي وعلاقتي بأهلي سيئة وأعاني من رهاب الخروج

2013-04-12 09:41:27 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

يأتيني خوف غير طبيعي إذا فكرت بالخروج من البيت، وإذا خرجت أعد الساعات حتى أرجع، ولا أريد أن يكلمني أحد أو ينظر لي، وأحس أن الناس يحتقرونني، والآن سمنت فزادت المعاناة، علماً اني منذ تخرجت من الثانوية -خمس سنوات- وأنا عاطلة.

لا أحب أن يُمتدح أحد أمامي، أحس أن هذا ينتقصني، ودائماً أحلم أني أسقط، ولا أحسن الظن بربي، أتوقع أنه يعاقبني إذا ذهبت للمستشفى بالألم، أو يعاقبني بغيبة الناس لي، وأحس بنقص حنان، وإذا رأيت أماً تحضن طفلها أحس كأن أمي حضنتني، أحب العزلة والجلوس وحدي، أفرح إذا ذهب أهلي وتركوني في البيت، ولا أريد أن تحدثني أخواتي، عندما يكلمونني أسكتهم، لا أحب نفسي ولا أهتم بنفسي.

خالتي تكرهنا أو تغار منا وتحسدنا، صرت أكره الناس بسببها -حسبي الله عليها ونعم الوكيل-، تحرض أمي علينا وتستنقصنا، وبنات خالتي -الله يرحمها- وخالاتي لا يحبون بعضهم، إذا اغتابت إحداهن أخرى يشجعنها ويصدقنها، صرت لا أثق بأحد، كن يحسدنني على نحافتي، كان وزني 59 والآن 80، وإلى الآن يتكلمن عن كوني مرتاحة نفسياً ولهذا زاد وزني، صرت أكرههن ولا أذهب لهن إلا بتهديد أمي، والديّ علاقتهما شبه منفصلة، ويغتابان بعضهما أمامنا، صرت لا أريد الجلوس مع أحد حتى أرتاح نفسياً، وصرت أحب الجلوس وحدي، وأجد صعوبة في تكوين صداقات، عشت طفولة حزينة جداً فصرت أكره الصغار.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hnoodah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك تتمركز حول العلاقات الأسرية مع ذويك، وأنت لديك مخاوف نفسية واضحة، هذه المخاوف منعتك من الخروج من البيت، وربما يكون لديك أيضًا درجة مما نسميه بالظنان النفسي، وهذا قد يكون مرتبطا بالرهبة والخوف وعسر المزاج الذي تعانين منه.

أنت محتاجة -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تعيدي النظر فيما يخص علاقاتك وأفكارك عن الآخرين، حاولي أن تتجنبي سوء التأويل، ما ذكرته عن خالتك مثلاً أنها تكرهكم أو تغار منكم أو تحسدكم، هذا من وجهة نظري ظن، والظن لا يؤخذ به في مثل هذه الحالات، ودائمًا حين نُحسن إلى الآخرين حتى وإن كنا نرى أن بعض صفاتهم ليست جيدة وأنهم يضمرون الشر، من خلال حسن المعاملة يستطيع الإنسان أن يغيّر مفاهيم الطرف الآخر، وهذا فيه أجر عظيم، وفيه راحة نفسية كبيرة.

العلاقات الإنسانية هي علاقات طيبة وحميدة وممتازة، لكن الإنسان إذا تشدد في محاسبته للآخرين، ولجأ إلى سوء التأويل، وحاول أن يطبق قيمه بشدة وصرامة على بقية الناس، ولا يقبل منهم أي شيء يراه سلبيًا من وجهة نظره، هذا يصعب الحياة كثيرًا.

أنت محتاجة أن تذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا اقتراح أرجو أن تأخذيه على محمل الجدية، بالطبع أنت تقدرين ظروفك، لكن هذه المراكز موجودة -والحمد لله- في السعودية وكثيرة، وهدفي من انضمامك لأحد هذه المراكز هو أن تُخرجي نفسك من قوقعة الانعزال، وفي ذات الوقت يمكن أن تبني علاقة مع مدرسة القرآن أو أي من الداعيات، وتتواصلي معها وتشرحي لها ظروفك ومشاعرك، وسوف تجدين -إن شاء الله تعالى– التوجيه والنصح السليم، وفي ذات الوقت التحدث لشخص آخر نعتبره ثقة، هذا فيه علاج نفسي كبير جدًّا، لأن الاحتقانات النفسية الداخلية لا تفرغ إلا من خلال التعبير عنها، والتحدث فيها، والأخذ والرد من شخص يتفهم الظروف التي تحيط بك، والقصد ليس التوجيه من المدرِّسة أو أحد الداعيات، التوجيه مهم، لكن –كما ذكرت لك– مجرد الحديث في هذا الأمر وعدم كتمانه فيه خير كثير لك.

الإنسان -أيتها الفاضلة الكريمة- إذا جعل الفكر السلبي يتسلط عليه وقبله دون مناقشة أو رفض، لاشك أن ذلك يؤدي إلى اكتئاب كبير وعميق، إذن أنت يجب أن تكوني إيجابية في تفكيرك، يجب أن تحسّني علاقاتك مع من حولك، وأجمل شيء في الدنيا أن يحسن الإنسان علاقته مع شخص أساء إليه.

إدارة الوقت أيضًا مهمة جدًّا، أرى أن لديك صعوبة كبيرة في هذا الأمر، حاولي أن تنظمي وقت نومك، ونامي مبكرًا، تجنبي النوم النهاري، مارسي أي نوع من الرياضة المناسبة في داخل البيت، اجعلي لنفسك نظاماً غذائياً، لابد أن تهتمي بنفسك، أنت تعرفين كل السلبيات المحيطة بك، وأعتقد أن تصحيحها ليس بالصعب أبدًا، المهم هو أن يكون لديك دافعية وإصرار وإرادة، وأن تبني لديك فكرا جديدا يقوم على مبدأ أنك لست بأقل من الآخرين بأي حال من الأحوال، ولابد أن تعيشي حياة طيبة وجميلة ونشطة، وسلي الله تعالى أن يوفقك وأن يُسدد خطاك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net