الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي حدث لك هو عدم القدرة على التكيف، وكما ذكرت وتفضلت كان من المفترض أن يحدث لك تواؤم مع الوضع الجديد بعد أسبوع أو أسبوعين (مثلاً) لكن الأمر استمر معك، وظهر هذا الاضطراب البيولوجي في دورة النوم لديك.
أنا لا زلت أعتبر حالتك هذه هي نوع من عدم التوافق أو التواؤم الذي نتج عنه ما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، وهذا جعلك تكون غير مرتاح مع وجود ضيقة في الصدر وقلق واضطراب في النوم.
المطلوب حقيقة هو أن تنظر للأمور بعمق أكثر، أنت رجل أتيت لهذا المكان من أجل العمل، والعمل قيمة عظيمة جدا للرجل، وفي نهاية الأسبوع تستطيع أن تذهب إلى أهلك وبيتك، وهنالك الكثير الذي يمكن أن تقوم به خلال أيام الأسبوع.
تغيبك عن العمل في بعض الأحيان خطأ كبير، لأنك حين تغيب عن العمل هذا يعني أنك تتفرغ للقلق والتوتر والشعور والتفكير السلبي، فعلى العكس تمامًا العمل سوف يشغلك، أقدم على عملك بجدية، خالط زملائك، واجعل لنفسك خارطة ذهنية تُدير من خلالها وقتك، وأنا أرى أن الرياضة مهمة ومهمة جدا بالنسبة لك، فالرياضة تؤدي إلى راحة البال وتحسن النوم، وذلك بجانب الفائدة العظيمة على الصحة الجسدية التي تنتج منها.
حاول أيضًا أن تقرأ، الاطلاع جيد، واكتساب المعرفة جميل، ويصرف انتباه الإنسان عن التوتر والقلق.
أنصحك أيضًا أن تمارس تمارين الاسترخاء، ولدينا في موقعنا استشارة تحت رقم (
2136015) يمكنك الرجوع إليها والاطلاع عليها والاستفادة من الاسترشاد والتوجيهات في تطبيق هذه التمارين.
بالنسبة للعلاج الدوائي: بالرغم من أن حالتك ظرفية لكن قطعًا الأدوية تفيد في هذه الحالات، عقار (ريمارون) والذي يعرف علميًا باسم (ميرتازبين) هو من الأدوية الممتازة جدا، وهو مضاد للاكتئاب في الأصل ومحسن للنوم، وما ذكر لك من أنه دواء خطير وله آثار جانبية ويسبب الإدمان، هذا الكلام ليس صحيحًا مع احترامي الشديد لمن قاله.
هذا الدواء ليس إدمانيًا، ليس تعوديًا، وهو من أفضل أنواع الأدوية، فقط عيبه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان، كما أن المرضى الذين لديهم ارتفاع في نسبة الدهنيات خاصة الكولسترول عقار ريمارون قد يمنع اخفاض الكولسترول.
هذه هي عيوبه المعروفة، وهي بسيطة جدا.
أرى أن موقفك من الريمارون أصبح واضحًا، وأنك قد عاهدت الله أو أقسمت ألا تستخدم مثل هذه الأدوية، وعلى ضوء ذلك أنا أقول لك اذهب وقابل طبيبا نفسيا حتى ولو لمرة واحدة ليوجه لك النصح اللازم, ويصف لك دواء يساعدك في النوم, وفي تحسين المزاج وإزالة القلق، ومن حقك أن تسأل تفصيلاً عن الدواء، هذا من حقك تمامًا، والمعلومات متاحة، ومن واجب الأطباء أن يوضحوا للناس كل ما هو مطلوب، حتى إن القرارات الطبية السليمة الآن تُتخذ بالاشتراك ما بين الطبيب والمريض.
هذا هو الذي أراه، أما إذا كنت لا تستطيع أن تذهب لمقابلة الطبيب فهنالك عقار قديم نسبيًا يسمى (تربتزول) واسمه العلمي (إيمتربتالين) هو دواء يحسن النوم ويحسن المزاج، وغير إدماني وغير تعودي، فقط عيبه أنه قد يسبب جفافًا في الفم أو الثقل في العينين، أو إمساكا بسيطا في الأيام الأولى للعلاج، فإن أردت أن تجربه فلا بأس في ذلك, أنا أثق تمامًا في هذا الدواء خاصة في مثل عمرك، أعتقد أن آثاره الجانبية سوف تكون قليلة جدا أو معدومة.
الجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً، لكن لا تتناول الدواء في وقت متأخر إذا قررت أن تتناوله، حيث إن تناوله في وقت متأخر يُشعر الإنسان بشيء من الكسل في الصباح، أما لو تناولته في التاسعة مساء أعتقد أنه معقول ومقبول جدا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.