أصاب بقلق وتوتر شديد خاصة في الأماكن المزدحمة.. فما علاجي؟
2013-04-21 04:15:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو التكرم بمساعدتي؛ حيث إنني مصاب بقلق وتوتر شديد جدا, خصوصا في الأماكن المزدحمة, والتي يتطلب الانتظار فيها, أو عندما أجلس مع شخص، حيث لا أستطيع التحدث بشكل عادي, وأصاب بالدوار وعدم الاتزان في المشي, وكذلك التعرق.
أرجو التكرم بوصف علاج يخلصني من هذه الأعراض, وأنا حاليا أستعمل (اندرال) 40 ملم, و (ارتان) 5 ملم, ولم أستفد منهما.
مع كامل الشكر والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ففي مثل عمرك وجود القلق والتوتر وبقية المخاوف كالخوف من الأماكن المزدحمة -أو ما يسمى برهاب الساحة–؛ يكون دائمًا مرتبطًا بدرجة بسيطة من الاكتئاب، والذي يظهر في شكل عسر مزاج وعدم ارتياح عام.
الخطوة الأولى في العلاج هي أن تقابل الطبيب العمومي –أو طبيب الأسرة– وتُجري فحوصات عامة، هذه قاعدة طبية مهمة جدًّا, والفحوصات التي سوف تُجرى لك قطعًا ستحدد نسبة الدم، لأننا يهمنا جدًّا ألا تكون تعاني من فقر الدم، وموضوع عدم الاتزان في المشي، وإن كان سببه الرئيسي قد يكون من المخاوف، لكن من الضروري أن تقوم بهذا الفحص.
كذلك تحديد نسبة الدهنيات، ووظائف الكلى والكبد والسكر، هذا كله مهم، وهذه فحوصات بسيطة جدًّا ومتاحة وسهلة، وهذه هي القاعدة التي تنطلق منها.
بعد ذلك حاول دائمًا أن تقوم بما هو ضد مشاعرك السلبية، فعندما يأتيك الخوف والقلق لا تتبعه، اخرج، وتواصل مع الناس، أدِ صلواتك الخمس في المسجد، واذهب إلى الأسواق متى ما كان ذلك ضروريًا، وشارك الناس في مناسباتهم, هذا هو العلاج الطبيعي الصحيح والمفيد لصحتك ومأجور عليه -إن شاء الله تعالى-.
رياضة المشي لابد أن تكون جزءاً من حياتك، فالمشي مهم، والآن الدراسات كلها اتجهت نحو أهمية الرياضة، وقد أُثبت ذلك بما لا يدع مجالاً للشك.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أنت الآن تتناول دواء إندرال والأرتان، والذي يعرف بـ (آرتين)، وهذا الأخير لا علاقة له أبدًا بحالتك، هذا دواء يستعمل لحالات خاصة جدًّا، وبكل أسف هذا الدواء أصبح الآن يُساء استخدامه من قبل بعض الناس، بعضهم دون علم، وبعضهم يعرفون ذلك، الدواء قد يسبب نوعًا من التعود البسيط، فعليك أن تتوقف عنه تمامًا.
بالنسبة للإندرال لا بأس به، بشرط ألا تكون تعاني من الربو، هذا مهم جدًّا، وجرعة الأربعين مليجرامًا يجب أن تكون مجزئة، لا تتناولها كجرعة واحدة؛ لأن الإندرال له عمر افتراضي يسمى بـ(العمر النصفي في الدم)، لا يظل أكثر من خمس عشرة ساعة، فإذن: تناول جرعتين في اليوم هو أمر مهم.
والإندرال يُعالج الأعراض الجسدية الناتجة من التغيرات الفسيولوجية التي تكون مصاحبة للتوترات والقلق، فاجعل الجرعة عشرين مليجرامًا صباحاً ومساءً -مثلاً- لمدة شهر، بعد ذلك أعتقد أن عشرة مليجراما صباحًا ومساءً سوف تكون كافية.
أما الدواء الرئيسي والعلاج المهم لحالتك فهو عقار مثل الزيروكسات أو اللسترال، كلاهما جيد ومفيد, اللسترال يعرف باسم (سيرترالين) هذا هو مسماه العلمي، والجرعة التي تبدأ بها هي نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة حبتين -وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك– استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر –وهذه ليست مدة طويلة أبدًا– بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
كما تلاحظ حددنا لك المراحل العلاجية بالنسبة للدواء وكذلك الجرعة.
الجرعة من السيرترالين يمكن أن تصل حتى أربع حبات في اليوم، لكن أنت لست محتاجًا لهذه الجرعة.
هذا الدواء كما ذكرنا مفيد جدًّا وسليم جدًّا، له آثار جانبية بسيطة، ربما يزيد الوزن قليلاً لدى بعض الناس، وفي ذات الوقت ربما يؤخر القذف المنوي قليلاً لدى بعض الرجال، لكنه لا يؤثر على الإنجاب أو على هرمون الذكورة.
أرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.