كنت أحب شخصاً وتركني بلا سبب، كيف أعيش حياتي الطبيعية بدونه؟
2013-04-19 02:12:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أحببت شخصاً لدرجة لا تصدق، وكنت أصلي كل يوم في رمضان صلاة الحاجة وأدعو ربنا فيها أن يكون هذا الشخص خيراً لي، ويجعله الله من نصيبي، وفي كل صلاة في رمضان وفي كل الأيام أدعو الله أن يجعله من نصيبي، وكان يقول بأنه سيتقدم لخطبتي عن قريب، لكن ما حدث أن بعضاً من أهله لهم علاقة بي أخبروه كلاماً سيئاً وغير صحيح عني لكي يبعدوه عني، وهو صدق هذا الكلام ولم يخبرني بذلك وتركني من غير سبب.
المشكلة أنه مضى على هذا 5 شهور وأنا لا زلت أحبه، وأصبت ببعض الأمراض مثل: الضغط والمرارة والحالة النفسية السيئة، وحياتي توقفت بالكامل وطوال الوقت مريضة، هل فعلاً لو كان لي نصيب فيه سأتزوجه حتى لو حصل أي شيء؟ مازلت أدعو في كل صلاة أن يجعله الله من نصيبي!
ماذا أفعل لكي أمارس حياتي الطبيعية بدونه؟ أنا مقتنعة لو كتبه الله لي سآخذه، لا أنام من التفكير ولا آكل ولا أشرب، أريده لي بأي طريقة، لا أستطيع تخيل أنه سيتزوج فتاة أخرى في يوم من الأيام، أرجو أن تجدوا لي حلاً لأني غير قادرة على العيش.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُقدر لك الخير حيث كان، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
نحن نتفهم -أيتها البنت العزيزة– الحالة التي تعيشينها، ولكن الدواء لها ميسور سهل إذا أنت أخذت به جادة لتخلصي نفسك من هذه الحالة التي تعيشينها، هذا الدواء يتمثل –أيتها البنت الكريمة– في أمور لابد أن تتذكريها وتعقدي عليها قلبك، أول هذه الأمور: أن كل شيء سيحدث في هذا الوجود قد كتبه الله عز وجل قبل أن تُخلقي، وقد كتب الله تعالى من ستتزوجين به ومن سيكون نصيبك، وقدر الله تعالى نافذ لا محالة.
الحقيقة الثانية: أن تتيقني يقينًا جازمًا أن الله عز وجل أرحم بك من نفسك، وأنه سبحانه وتعالى أعلم بمصالحك، وأنه عز وجل قادر على أن يُحقق لك ما هو من صلاحك، فإذا كانت هذه الثلاث الصفات مجتمعة في الله تعالى (العلم بالمصالح – والرحمة بك – والقدرة على فعل ما يريد)، فكوني على ثقة من أن ما يختاره الله تعالى لك ويقدره لك هو الخير والمصلحة، وأنه خير مما تتمنينه أنت لنفسك، فأنت لا تعلمين المستقبل، ولا تدركين حقائق الأمور، ومن ثم ربما تحرصين على شيء غاية الحرص لكنَّ الله تعالى يعلم أن الخير في غيره، فيصرفه سبحانه وتعالى عنك لعلمه بأن الخير لك بأن يصرفه عنك، ولذلك قال لنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
ولذا فنصيحتنا لك أن تُقللي من هذا الحرص الذي تجدينه في نفسك بأن تتذكري هذه الحقائق المهمة، وتفوضي أمورك إلى الله سبحانه وتعالى، وتحاولي أن تشغلي قلبك بالتعلق بالله وحبه والإقبال على طاعته، وأن تسأليه سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير، فإذا علم الله تعالى أن الخير في تزويجك بهذا الرجل فسييسره لك، وإذا علم أن الخير في غيره فكوني على ثقة من أن اختيار الله تعالى أفضل من اختيارك أنت. لا شك -أيتُها البنت الكريمة– بأنك إذا عشتِ بهذه الروح فإنك ستجدين للسعادة طعمًا، وستفوضين أمورك إلى الله راضية مختارة.
خير ما ننصحك به -أيتُها البنت الكريمة– أن تتجنبي الوقوع في معاصي الله، فإن معصية الله تعالى لا تجلب لك إلا الحرمان، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه)، كما أن الطاعة في المقابل هي أعظم سبب لحصول ما تتمنينه من الأرزاق الحسنة، كما قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا* يرسل السماء عليكم مدرارًا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}، وقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
ومن المعاصي إنشاء علاقات حب بين الشباب والفتيات، فتوبي إلى الله تعالى من ذلك، والتزمي بآداب شريعة ربك، وتعرفي على النساء والفتيات الصالحات وأكثري من مجالستهنَّ، وحاولي أن تفوضي الأمر كله لله ليختار لك الخير، وأكثري من دعائه سبحانه وتعالى لاسيما في الأوقات التي يعظم فيها رجاء الإجابة بأن يرزقك الزوج الصالح، وستجدين عاقبة ذلك خيرًا بإذن اللهِ تعالى.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.