هل المستوى التعليمي والجمال يؤثر في نصيب الفتاة في الزواج؟
2013-04-22 01:01:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء الإجابة فأنا محتارة، ولا أعرف ماذا أفعل؟
أنا فتاة عمري 23 عاما، متفوقة في الدراسة الجامعية، وجميلة إلى حد ما لكن ظروفي العائلية لم تسمح لي بإكمال الدراسات العليا، كان طموحي دراسة هندسة، لكن لم يقدر الله لي ذلك، وبعد التخرج رأيت صديقاتي اللواتي كن أقل مني في المستوى التعليمي قد تزوجن من دكتور أو مهندس، فأصبحت مصممة على أن لا أقبل أي عريس ليس مهندسا.
كنت أعلم أن هذا التفكير خاطئ، لكن بعض صديقاتي كن يقنعنني بذلك، حاليا أنا تخرجت من الجامعة منذ سنة، وأصبحت أسمع أن التي تكمل الدراسات العليا يأتيها نصيب أفضل، فإذا كنت أرغب بالزواج من شخص يحمل هذه المواصفات يجب أن أكمل الماجستير.
علماً أنه تخصص صعب، وأخاف أن لا أوفق وأميل إلى عدم الرغبة، تقدم لي الكثير من الرجال، لكنني كنت أرفض، وكنت أبرر أنه لو كان هناك نصيب لما رفضت، أتاني عريس يحمل مواصفات جيدة كما أريد، مع أنه ليس مهندسا مثلاً لكنني أراه مناسباً، فهو شخص حسن الخلق والأخلاق، ومتدين أي كما أريد، فهو قد أكمل درجة الماجستير في تخصصه الذي هو نفس تخصصي، ويدرس في الجامعة، لكن من حديثي معه كان يسألني لماذا لم أكمل، ويحاول إقناعي أن أكمل، وأحسست أنه يريدني أن أكمل، لكنني متخوفة.
أنا أعاني من عدم الثقة بالنفس، فعندما كنا نتحدث كنت سأقول له إنك تستحق فتاة أجمل، ودراستها أفضل مني، مع أن الكثير من الناس يقولون لي إني جميلة، لكنني على الأغلب لا أقتنع، وكلما رأيت فتاة لا أعرف لماذا أشعر أنها أجمل مني، ونصيبها سيكون أفضل مني.
1- هل المستوى التعليمي والشكل -كما تقول صديقاتي وبدأت أنا أقتنع- يؤثر في النصيب؟
2- رأيت جدي المتوفي في الحلم يبارك لي في الماجستير، فهل يعني هذا أنني يجب أن أسجل الماجستير، وأنني سوف أنجح مع أنني أميل إلى عدم الرغبة؟
3- إذا قبلت بالزواج من شخص مع أنني أعرف أن مستواه التعليمي الذي كنت أرغب به، وهو غير موجود فيه سوف يؤثر في حياتنا الزوجية لكن جميع الأمور الأخرى مناسبة، فماذا سوف يحدث؟
4- الزواج نصيب وأنا أخاف أن يكون نصيبي مع شخص لا يحمل المواصفات التي أريدها، ولكن يجب علي أن أقبل بالنصيب، فهل هذا حرام؟
5- وهل هذا العريس الذي كان يقنعني بالدراسات العليا، ولكنني لم أكمل فهل عدم إكمالي سيؤثر إذا كنا سنتزوج أم لا؟
6- أنا أعاني ليس من الغيرة أو الحسد، لكن عندما أسمع أن غيري كان نصيبه جيدا أتوقف، وأعيد التفكير، وأتراجع عن الموافقة حتى لو تقدم لي شخص جيد فما علاج ذلك؟
7- إذا لم أكمل دراسة الماجستير، ولم نتزوج أنا وهذا الرجل فهل أكون قد قطعت نصيبي، فهل الدراسة ستؤثر في الموضوع؟
8- كيف أزيد من ثقتي بنفسي من ناحية جمال الشكل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونبشرك بأن الناس لا يقولون (أنت جميلة) إلا إذا كنت جميلة فعلاً، وعلى كل حال، فكل فتاة جميلة، جميلة بأدبها وأخلاقها وقيمها، جميلة لأنها ستجد في الرجال من يراها أجمل من مشى على وجه هذه الأرض، وهذه هي حكمة الحكيم سبحانه وتعالى، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، وليست الشهادات شرط في نجاح الحياة الزوجية، وليست أموال الزوج أو شهادات الزوج أو شكل الزوج أو أرصدة الزوج من عوامل النجاح الأساسية، فإن أهم عوامل النجاح الأساسية في الحياة الزوجية هي وجود الدين والأخلاق، وحتى التعليم هو من الأشياء المكمّلة، لكن لو كان تعليمه أقل أو تعليمه أكثر العبرة ليست بهذا، العبرة بتواصل هذا الإنسان، وبحضوره الفاعل في المجتمع، وقدرته على التفاعل مع الأحداث، وقدرته على قيادة الأسرة، وهذا قد لا يملكه صاحب الشهادات، ويملكه إنسان عادي يُشكل حضورًا فاعلاً وإيجابية وتواصلاً متوافقًا مع الناس.
ولذلك أرجو أن تعلمي أن زواج أصحاب الشهادات العليا ليس من الضروري أن يكون ناجحًا وموفقًا، بل الدراسات تقول خلاف هذا، تقول نسبة الفشل في الزواج من النسب المتشابهة في التعليم والشهادات المتساوية، نسبة النجاح والفرص أقل من تلك التي يكون فيها الزوج أقل من الزوجة في الشهادات، أو من تلك الحالات التي تكون عادية بين الناس.
ولذلك أرجو ألا تغتمي بهذه الأمور، ولا تهتمي بها، ولا تظني أن الزميلة التي تزوجت من رجل يحمل الشهادات سعيدة، هذا في نظرك أنت، وقد لا تكون كذلك في حقيقة الأمور، فإن البيوت تختفي خلف جدرانها كثير من المشاكل والمصائب والأزمات، والسعيد هو الذي يرضى بقسمه، ولا ينظر إلى ما في أيدي الناس، فلا تصدقي أي امرأة حتى لو قالت (أنا سعيدة - أنا كذا - زوجي لا يقصر) فإنها لا تُخبرنا إلا عن الجانب المشرق، قد يشاهد الناس أنه يشتري لها أفخم السيارات ويُسكنها في أحسن العمارات، لكن الناس لا يعرفون أنه يضربها، ولا يؤدي حق فراشها، ولا يعطف عليها، ولا ... إلى آخره.
ولذلك ينبغي أن ننتبه لهذه المسألة خاصة عندما تكون بين النساء، فالمقارنات مرفوضة، فلا تقارني بمَن يأتيك بالآخر، واعلمي أن هذا الذي قصدك، وطرق الباب مال إليك، فإذا ملت إليه فاعلمي أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدك، والسعادة ليست في طول الزوج أو في قصره، بعض الناس يشترطون شروطًا غريبة ، فمنهم من يريدها طويلة، وكأنه يريد أن يُدخلها في فريق كرة السلة، وبعضهنَّ تريد زوجها بمواصفات معينة كأنها تريد أن تجعله منظرًا ينظر إليه الناس.
نحن لا نريد أن يكون الاهتمام بهذه الأمور، ولكن الاهتمام في الأصل بالأخلاق والدين، فإذا وجدت الأخلاق ووجد الدين، فكل العيوب أمرها سهل وهينٌ، وما من إنسان – رجل كان أو امرأة – إلا وفيه نقائص، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته.
فتعوذي بالله تبارك وتعالى من الشيطان، فإن هم هذا العدو أن يُحزن الذين آمنوا، وهذا العدو لا يريد لك ولا لغيرك أن يتزوجوا، كذلك ينبغي أن تبني على ما عندك من قناعات، فإن كلام الناس ورضاهم غاية لا تُدرك، فإذا فوّت الذي طرق بابك سيقولون (إنها مغفلة)، وإذا قبلت برجل فسيتكلمون، وإذا لم تقبلي سيتكلمون، فكلام الناس لا ينتهي، ولذلك الإنسان ينبغي أن يكون همّه رضا رب الناس سبحانه وتعالى.
وأرجو أن تعلمي أن الزوج الذي قصد وطرق بابكم لم يكن يقصد الشهادات، والدليل على ذلك أنه جاء يسأل، ولم يقصد الأشياء التي تفكر فيها المرأة بهذه الطريقة، وإنما يرى الرجل المرأة فيُعجب بها، ويرتاح إليها، يعجب بجمالها، وتُعجب به، يميل إليها، تميل إليه، فإذا وجد الخلق والدين عند الطرفين فهذه أنجح الزيجات، حتى لو كانوا لا يملكون شهادة ولا دينارًا ولا درهمًا.
لذلك نتمنى أن تصرفي النظر عن هذه الوساوس، ولا تشاوري أحدًا، فإذا جاءك صاحب الدين وتكلم معك، ولعله لما قال (لماذا لا تُكملي) يريد أن يفتح معك نوعا من الحديث، فكثير من الخطّاب لا يجد موضوعًا يتكلم فيه، وقد يقبل بك، بل بعد قليل سيقول (اتركي الدراسة) فلا تظني أن كل الناس حريصون على هذا، لأن المرأة ليس هدفها الشهادات ولا الوظائف، لأن رسالتها أكبر، فهي راعية البيت، وهي المربية الأمينة والزوجة الحنون، وهي التي ينبغي أن تقوم برسالتها، ولن تنجح المرأة بشهاداتها، ولكنها تسعد بأمومتها وبزواجها، ومهما نالت من العلم فهي بحاجة إلى زوج يُكرمها.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.