زوجي تغير عليّ فأصبح لا يحترمني ولا يقدرني.. ماذا أفعل؟
2013-04-21 02:14:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة من رجل متزوج من امرأة قبلي، وهي مريضة فتزوجني أنا، -والحمد لله- عشنا حياة سعيدة، وعندي ولد وبنت فقط، ولي 9 سنوات متزوجة، ولكن الموضوع في أسلوبه وطريقة تعامله معي، فهو عند حدوث أي سوء تفاهم يتعامل معي وكأني جارية.
يصيح ويشتم ويسب، وعندما أبكي يزيد غضبه، ثم يهدأ ولا يعتذر، ولا يعترف بخطئه.
ويقول لي: ليس من حقك أن تتضايقي، والمفروض أن تراعي زوجك وقت تضايقه.
كرهت أسلوبه معي، وأشعر أنه لا يحترمني رغم أننا في باقي الأمور متفقون جدا، إلا في هذه المسألة فتؤلمني كثيرا.
ويبرر أخطاءه بكثرة ضغوطاته العملية، وأنا أشعر أن هذا ليس مبرر لإهانه إنسان أو الإساءة إليه، كما أنه لا يحب أن يطيب خاطري، ويحب أن يمضي الموضوع، وكان شيئا لم يكن، وعندما أبكي وأقول له: الحياة هذه لا تناسبني يقول لي: هذا أسلوبي، وهذه حياتي فاصنعي ما شئت، تعبت كثيرا حتى أنه أحيانا يصرخ عليّ أمام أولادي، ويسخر مني.
ملاحظة: زوجي عاش مع أخيه الكبير بسبب وفاة والده، وأخوه الأكبر كان شديدا جدا، وكان يعامل زوجاته بشدة، وغلظة شديدة، وهما طائعتان ويخافان منه كثيرا، ويحب السيطرة، وهو مثل السيد عليهم، فهو بمنظوره كزوج لديه الحق في التعامل الذي يريد، أما المرأة فعليها أن تطيع زوجها فقط، وتمتثل لأوامره، فأشعر أنه تطبع بهذا الطبع.
علما أنه أول خمس سنوات من زواجنا كان نادرا ما يتعامل معي بطريقة فظة، ولكن قبل سنتين بنى عمارة، وأصبح كثير الضغط، ولا يتحمل أي نقاش، أو سوء فهم أو حتى اعتراض، وأنا لم أنشأ في أسرة كهذه، فالعكس تماما أبي يقدر المرأة كثيرا، ولم أره في يوم يعامل أمي بطريقة فظة أو قاسية.
لهذا أنا متعبة كثيرا، ولا أعرف كيف أتعامل معه؟ ماذا أفعل؟
أشيروا عليً، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، والله نسأل أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.
وبخصوص ما سألت عنه -أختنا الفاضلة- من الشعور بعدم احترام زوجك لك فنود ابتداء أن نقرر أن الزوجة في الشريعة لها كامل الحقوق التي تحفظ عليها كرامتها وأمنها، والله قد قال في القرآن: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}، فالحقوق متبادلة كما أن الواجبات كذلك.
والسؤال: هل كل بيوت المسلمين تقوم على هذا الخلق، وهل بيوت المسلمين ليس فيها مشاكل؟ والجواب -أختنا الفاضلة- أنه لا يخلو بيت من وجود تلك الهنات، ولا أدل على ذلك من بيت أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد حدثنا التاريخ والسير عن مشاكل حدثت في بيت النبوة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعالجها ويجتهد في ذلك.
وما نريد أن نؤكده أن العبرة في الحكم على الزوج لا تكون بوجود بعض الأخطاء، ولكن تكون بمجمل الحياة: حسنها وقبيحها، صوابها وخطأها، ومن كثر خيره بان فضله، فزوج بلا أخطاء كسراب يحسبه الظمآن ماء، وقد ذكرت حفظك الله أن بينكما في غير تلك النقطة اتفاق على باقي الحياة، وهذا يبشر بخير، فالرجل عنده خطأ معين وعنده خير كثير.
وما مضى من الحديث لا يعني الاستسلام للخطأ، بل لا بد من معالجته حتى يتلاشى، أو يندمل أو على الأقل لا يتضخم، وننصحك -أيتها الفاضلة- بما يلي:
أولا: لا تظني أن إصلاح الزوج أمر عسير، فهذا أول الفشل، والتغيير قائم والناس تنتقل من السيئ إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن، فعليك تجنب اليأس.
ثانيا: ما ذكرته من عدم احترام ليس إرثا ورثه الأخ من أخيه فاطمئني، والدليل على ذلك أن السنوات الأولى من الحياة كانت كما ذكرت طبيعية، وهذا يدل على أن التغير حدث لأمر طارئ أو ضغط قاهر.
ثالثا: لكل تغير طارئ أسباب دافعة إليه قد تكون خارجية، وقد تكون داخلية، وقد تكون خليطا بين الأمرين، إذا أحسنت اكتشاف الأخطاء على الأقل الداخلية، ونعني بها داخل البيت، فسيكون هذا الأمر عاملا مهما في عودة الرجل إلى سابق عهده من الود.
رابعا: هناك بعض النساء تهتم جيدا بزوجها قبل الإنجاب، ثم تشغل عن زوجها بالأولاد دون أن تشعر، وهذا أمر خطأ، وقد يحدث دون أن تشعر الزوجة، وقد يتغير الزوج دون أن يشعر أن السبب في ذلك هو قلة الاهتمام به جراء اهتمام الزوجة بالأولاد، فأعيدي النظر -بارك الله فيك - في طريقة المعاملة ومدى الاهتمام.
خامسا: أحيانا تكون وسائل التغيير عند الرجل تابعة لثناء المرأة عليه، والعكس كذلك؛ لذا نرجو إذا أردت الحديث عن أمر سلبي أن تذكري مدى سعادتك معه، ومدى حبك لحسن عشرته، ومدى راحتك لوجوده، ثم تذكري ما عنّ لك من شكوى، ولعل الأمر هنا يختلف كثيرا.
سادسا: حسن الاستماع إلى الزوج من الوسائل الهامة في استقرار الحياة الزوجية.
وأخيرا: عليك بالدعاء إلى الله عز وجل أن يصرف عنكما الشيطان، وأن يجعل الود هو أساس الحياة بينكما، ولا نريد أن ننسى أن الحياة الزوجية لا بد أن نجد فيها مثل تلك المظاهر، وفقك الله لكل خير وييسر لك كل عسير.
والله الموفق.