كيف أحل مشاكلي مع أهل زوجي؟
2013-04-20 22:58:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أنني امرأة متزوجة منذ سنة ونصف, ولدي طفلة عمرها 4 أشهر, وعلاقتي كانت بزوجي ممتازة ولله الحمد, ولكن مع أهل زوجي محطمة, وذلك لأني رفضت أن أكون طائعة لهم وتحت سيطرتهم, وقررت أن أتعامل معهم بشخصيتي الطبيعية, وهذا لا يعجبهم, فقالوا لي نحن لا نريدك.
أبو زوجي حلف طلاقا على زوجته أني ممنوع علي أن أدخل بيتهم, وهم يشوهون سمعتي بين الناس, وهم الآن يبحثون عن امرأة أخرى لزوجي, وزوجي من النوع ضعيف الشخصية يسمع لأهله في كل شيء, وهو موافقهم على فكرة الزواج بأخرى, وقد طردني من بيتي ولكني لم أخرج.
طلبت الطلاق وأنا لا أريد ذلك, ولكن طلبته بسبب طرده لي, فقال أنا لا أطلق, إذا لم أعجبك اخلعي نفسك مني, فما الحل؟ هل أتركه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك التوفيق، وأن يعينك على الوصول إلى الحق والصواب.
نحن طبعًا ننصح بالصبر والاحتمال، خاصة وأنت معك طفل الآن، ومثلك عاقلة ومعلمة، ينبغي أن تصبر على جهل الناس وجهالاتهم، فلا تصعدي الأمور مع زوجك أو مع أهلك، وحاولي دائمًا تهدئة الأمور خاصة وأنت ليس لك إشكال في الأصل مع زوجك، وإنما الإشكال مع أهل الزوج، ولذلك اتقي الله واصبري، قابلي إساءتهم بالإحسان وبالصبر وبالتجاوز.
نعتقد أنك نلت ما تريدين وزيادة، فالإنسان ينبغي أن يتعامل بحكمة خاصة مع من هم أكبر منه سِنًّا، فوالد الرجل ووالدته في مقام الأم، والإنسان قد تكون أمه أو الأب فيه شراسة وفيه صعوبة، فإن الإنسان عند ذلك يحتمل منه، صحيح تحافظين على الحد الأدنى من كرامتك، وهذه الأمور، ولكن ينبغي أن يقدر الإنسان أيضًا فارق السن وطبيعة الناس، لأنك لن تجدي زوجًا ليس فيه عيب ولا في أهله ولا في خالاته ولا في عمّاته.
اتقي الله تبارك وتعالى، واجتهدي في كل أمر يُرضيه، وتواصلي مع زوجك بهدوء، ولا تطالبيه بالطلاق، ولا تقومي بالخلع، وإنما ندعوك إلى مزيد من الصبر والانتظار والاحتمال، وأرجو أن يكون للعقلاء والفضلاء والعاقلات والفاضلات من الطرفين مشاركة في الوصول إلى الحل المناسب، وإذا كان زوجك ضعيف الشخصية فحاولي أن تتواصلي معه في الأوقات التي يكون بعيدًا عن أهله، من أجل أن تذكريه بضرورة المحافظة على طفلته وعلى بيته، وانقلي المشاعر النبيلة تجاه أهله، فليسوا جميعًا شر، وليست كل تصرفاتهم خطأ، ولكن الخطأ يظل خطأ.
الإنسان لا بد أن يُداري ويجامل، وكما قيل (من أجل عين تُكرم ألف عين) فأنت تحبين هذا الزوج وهو يحبك، وحياتك مستقرة -كانت ولله الحمد-، والإشكال حصل بسبب تدخلات جانبية وخارجية، وهذا النوع من المشاكل نحن نعتبره من السهولة، لأنه يحتاج إلى حكمة وحنكة من الزوج والزوجة فقط.
إذا تعاملنا مع هؤلاء الكبار في السن التعامل المعقول ولم نقابل عنادهم بعناد وشراستهم بشراسة، وحرصنا على أن نكون على الوجه الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، فإننا نكسب الجولة في نهاية المطاف.
نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن يكون لك تواصل مع الزوج بعد التوجه إلى الله تبارك وتعالى، وحاولي تهدئة الأمور، وتجنبي التصعيد الذي لا يخدم سوى الشيطان، فإن عاندوا وكابروا فكوني أنت الأعقل، وأنت الأفضل، وأنت الحريصة على المحافظة على دارك وبيتك، فأنت صاحبة المصلحة، وأنت صاحبة المشوار الطويل مع هذا الزوج، أما أهل الزوج وأهل الزوجة آباؤنا، أجدادنا الكرام كم سيعيشون معنا في هذه الحياة؟
ثم لا بد أن تدرك المرأة أنها متزوجة من الرجل وليس من أهله، فلا علاقة لها بالشراسة التي عندهم، ولا بالمواقف التي عندهم، وما ينبغي أن تأخذ المسألة مأخذ العناد المباشر، ومن هنا فنحن نشعر أنك أخذت حقك وزيادة بهذه المواقف الصارمة التي أوصلتك إلى هذه الدرجة، والآن ندعوك إلى عدم التصعيد، بل ندعوك لإظهار المشاعر النبيلة، إظهار رغبة في المحافظة على بيتك، التواصل مع هذا الزوج وتذكيره بالأيام المشرقة التي كانت بينكم، وبرغبتك في الاستمرار والمحافظة على بيتك وأسرتك، لأن بينكما طفل، وهو أول ضحايا وأكبر الضحايا إذا حصل الفراق لا قدر الله.
يُسعدنا أن تتواصلي مع الموقع، فتبيني لنا بعد اتخاذ هذه الخطوة –وهي خطوة التواصل مع الزوج والكلام الهادئ معه، وإظهار المشاعر النبيلة–يعني حتى لو كان أهله أعداء, وهم ليسوا كذلك، لكن الله قال: {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا}– فلا شك أنك رأيت فيهم من الخير مع هذا الشر الذي ظهر لك، فسلطي الأضواء على ما شاهدت من الخير.
نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن نسمع تفاصيل أكثر ومواقف أكثر حتى نستطيع أن نتعاون جميعًا في الوصول إلى الحل المناسب، لكن يبقى الشيء المتفق عليه الآن هو تجنب التصعيد، ومحاولة التعامل مع الوضع بهدوء وحكمة وحنكة.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.