أريد أن أعود إلى الله وأترك هذه المعاصي
2013-04-28 05:47:41 | إسلام ويب
السؤال:
أنا مبتلى بفتنة النساء، فأنا مغترب وحيد في بلد عربي، والحمد لله لم أصل للزنا، ولا حتى توجد امرأة أخرى في حياتي، بخلاف زوجتي، لكن الأفلام والصور الإباحية تملأ أجهزتي، ولم أختبر إن عرض علي الزنا سأقاوم أم سأرضخ له، أدعو الله ألا يحدث.
أجمل أيام حياتي أول سنة لي هنا، كنت ملتزما وأصلي الفجر، ومعظم الصلوات بالمسجد، لكن انقلب حالي، أصلي لكن ليس بنفس القلب (أرضي ضميري فقط) ولا أصلي الفجر بالمسجد، لا أريد غير إرضاء الله، كيف أعود إلى الله؟ كيف أبتعد عن فتنة النساء؟ أنظف أجهزتي لكن أعاود ملأها مرة أخرى، وأنا متزوج ولي 3 أولاد، وأحب زوجتي، لكني وحيد بدون زوجة في دنيا كلها فتنة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه .
أخي الحبيب: إن ما تحدثت عنه لأمر مؤلم حقا، فمثلك لا ينبغي أن يقع في مثل تلك الأمور التي تعلم أنها تغضب الله عز وجل رغم أنك تصلي، وقد ذكرت أنك ما عدت تشعر بالصلاة كسابق عهدك، وهذا أمر طبيعي؛ لأن المعصية لها ظلمة، نسأل الله أن يصرفها عنك، والله تبارك وتعالى يقول: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} فالران الذي غشى القلب كان من أثر ظلمة المعصية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُعرَضُ الفتنُ علَى القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ سَوداءُ وأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ بَيضاءُ حتَّى تصيرَ علَى قلبَينِ علَى أبيضَ مِثلِ الصَّفا فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامتِ السَّماواتُ والأرضُ والآخرُ أسوَدُ مُربادًّا كالكوزِ مُجَخِّيًا لا يعرِفُ معروفًا ولا ينكرُ مُنكرًا إلَّا ما أُشرِبَ مِن هواهُ).
فهذه النكت السوداء تتجمع لتصبح حاجزا منيعا بينك وبين الخشية والخشوع في الصلاة، لتجد نفسك تصلي بلا قلب، جسد يتحرك وقلب غافل، ولكن لأن فيك خيرا، يستيقظ الإيمان ويبدأ يصارع الباطل الذي في جوفك لتجد نفسك تمسح كل هذه الموبقات، ولكنك تعود مرة أخرى، وذلك لأنك لم تقو الإيمان ولم تستغل الفرصة، وكان عليك أن تنتبه إلى أن الشيطان الذي يجتهد في أن يبث فيك أنك ضعيف قليل الهمة ضعيف العزيمة من أجل أن يثنيك عن طريق الطاعة، وأن تقاومه، لكن لأنك فقدت خطة تحاربه بها تستلم له بعد فترة، ونحن هنا نعطيك خطة -إن شاء الله- تكون خطة رشد بعد عون الله لك.
أولا: يجب أن تقنع نفسك تماما أنك أهل للصلاح وقوي لمواجهة عدوك وعدو الله، وأنك تستطيع أن تتغلب على مثل تلك الصعاب، وأنك بالله قوي ومنصور غير مخذول.
ثانيا: اجتهد في البحث عن أسباب ضعفك، فلكل شيء سبب، وقد تجد السبب في الفراغ، أو في طبيعة العمل وظهور المغريات، أو في الجلسة وحدك كثيرا، أو في أصدقاء السوء، أو فيهم جميعا، وساعتها ينبغي إزالة الأسباب بنقيضها، فوقت الفراغ تستطيع أن تشغله بحفظ القرآن والرياضة والعمل التطوعي لخدمة الفقراء أو المساكين، وأصدقاء السوء يجب أن تغيرهم بآخرين صالحين طيبين يعينوك على طاعة الله، والمغريات تستطيع أن تواجهها بغض البصر مع الذكر، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ومن ترك النظر إلى المغريات أبدله الله محبة يجد طعمها في قلبه.
ثالثا :الإيمان الجازم بأن هذه المشاهدة لا تزيدك إلا سعارا ورغبة في المزيد، وقد ينقلب الأمر ليصبح مرضا، فبعض من اعتادوا على ذلك لم يستطيعوا أن يتأقلموا للأسف مع زوجاتهم، لا تكن وحدك في الغرفة أو لا تدخل الفراش إلا وأنت في حاجة شديدة إلى النوم، حتى لا يأتيك الشيطان وتضع يدك على عورتك فتبدأ في ذلك، يعني تقاوم النوم مقاومة حتى تضع رأسك على الوسادة ستدخل في النوم فورًا، مع الحرص على أن تنام على وضوء وأذكار النوم -بارك الله فيك– وأن تنام على سنة النبي -عليه الصلاة والسلام– وأول ما تنتهي من نومك قم مباشرة من الفراش حتى لا يأتيك الشيطان، ولا تطل المكث في دورة المياه، وإنما ادخل عندما تشعر بالحاجة الماسة الشديدة لقضاء الحاجة حتى لا تظل فترة فيأتيك الشيطان فيزين لك، لأنك بعيد عن نظر من حولك، وهذه الآفة التي عادة ما يستغلها الشيطان.
رابعا: تذكر أن الله إذ أنعم عليك بنعمه الكثيرة كان ينبغي أن تقابل ذلك بشكره ، ولو نظرت إلى أهل البلاء ورأيت عافية الله عليك ساعتها ستعلم منّة الله عليك ، فلا تستمطر غضب الله بمعصيته.
خامسا: اجتهد أن تأتي بزوجتك أو تقلل فترة الابتعاد عنها، فإن هذا من المعينات.
سادسا: احرص على كثرة الصيام؛ فإن الشهوة لا يكسرها إلا الطاعة، وأفضل الطاعة لهدمها الصيام.
سابعا: كثرة الدعاء إلى الله عز وجل، وخاصة في جوف الليل، فإن العبد إذا التجأ إلى ربه وعلم ربه صدقه نصره وأعانه.
أخي الحبيب: الآن الآن بادر وسارع، فالعمر لا يعلمه إلا الله، وإنا ندعوا الله الكريم أن يمن عليك بالعافية، وأن يصرف قوتك بالكلية إليه، حتى لا يكون لك فضل قوة تعصيه بها، والله الموفق.