الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنك لست بمجنون، أنت إنسان فاضل كامل العقل والوعي والشعور، ومدرك ومرتبط بالواقع قطعًا لا شك في ذلك، والذي يحدث لك - أيها الفاضل الكريم – هو نوع من الفورات والتغيرات النفسية التي نعتبرها طبيعية لدرجة كبيرة في مثل عمرك.
أنا أقدر معاناتك مع هذه الظواهر التي تحدثت عنها، لكني أعرف أنها عابرة وأنها محدودة - إن شاء الله تعالى – وسوف تنتهي، أنت لديك خيال ذهني متسع، لديك أحلام يقظة كثيرة، لديك ما نسميه التماهي ما بين أحلام اليقظة وما بين الواقع، وأقصد بذلك أنك (مثلاً) حين تتخيل أنك لاعب كرة كبير، تقوم بتمثيل هذا الدور، هنا يحدث نوعًا من التناسق، أو التماهي ما بين الخيال وما بين الواقع، وهذا بالطبع يؤدي إلى السلوك الذي تحدثتَ عنه.
هذه ظواهر نفسية، وليست أمراضًا نفسية، وهي تنتهي تلقائيًا – أيها الفاضل الكريم - .
بالنسبة للخوف الاجتماعي: يجب أن تعالجه من خلال تحقير فكرة الخوف، أنت لا ينقصك شيء، أنت إنسان ممتاز، إنسان محبوب، لديك كيانك، لديك شخصيتك، والناس هم الناس، لا أحد أفضل من أحد إلا بالتقوى، فميّز نفسك بالتقوى وسوف تحس أن كفّة الميزان لديك قد رجحت في قبولك للناس وقبول الناس لك.
أنصحك أن تكون بارًا بوالديك، اجتهد في هذا السياق، بر الوالدين يؤدي إلى استقرار نفسي كبير.
تخيل نفسك بعد خمس سنوات من الآن أو ست سنوات، يعني من الضروري أن تضع اعتبارًا للمستقبل، وأن تضع الخطوات التي توصلك - إن شاء الله تعالى – إلى طموحاتك، هذا كله مهم وضروري جدًّا.
أنت محتاج لأن تحرق طاقاتك القلقية - وكذلك الوسواسية - في أن تمارس الرياضة (حقيقة) ليس خيالاً، مارسها مع مجموعة من الشباب، أي نوع من الرياضة متاحة لك، وعليك أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) ستجد فيها - إن شاء الله تعالى – خيرًا كثيرًا جدًّا إذا طبقتها بالتزام.
أعتقد أيضًا أنك ربما تحتاج لعلاج دوائي بسيط، عقار مثل (الفافرين) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً سيكون مفيدًا جدًّا لك، ومدة العلاج هي ثلاثة أشهر فقط، لكن لا أريدك أبدًا أن تستعمل هذا الدواء أو غيره إلا بعد أن تذهب، وتقابل أحد الأطباء النفسانيين، وسوف تجد منه - إن شاء الله تعالى – المزيد من التوجيه وكذلك وصف الدواء.
حالتك بسيطة جدًّا، ويمكن التغلب عليها تمامًا من خلال ما ذكرناه لك من إرشاد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.