الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شجون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
حين ذهبت إلى المستشفى لأجل الكشف، وقالوا لك: أن ليس بك شيء، فقط فقر الدم. هذا كلام طيب وجميل، وفقر الدم يجب أن يُعالج، وحين ذكروا لك (ليس بك شيء) أعتقد أنهم قصدوا: (ما فيك شيء من علل جسدية)، أنا أقول هذا طيب وجميل، وما لديك مشكلة نفسية لكنها بسيطة، لديك ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، هو يعطي هذه الصورة التي وصفتها (السرحان– عدم التركيز– الشعور بالهرم– الشعور بعدم الفعالية– الانحسار التام– وأن يمتص الإنسان ذاته في ذاته ولا يستطيع أن يتواصل اجتماعيًا)، هذا قد يضع الإنسان في شعور سوداوي، يفكر في أن الحياة لا معنى لها، وهذا هو الذي وصلت إليه، وأنا أقول لك: هذه حالة نفسية يمكن علاجها بصورة فعّالة جدًّا.
أنت –جزاك الله خيرًا– ذهبت إلى المستشفى من أجل الكشف العضوي، فأنا أرجوك الآن أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، والطب النفسي مثله مثل التخصصات الأخرى، بل هو متفوق كثيرًا على كثير من التخصصات، ولا صحة بدون صحة نفسية، وعلاجك بسيط جدًّا.
أنت تحتاجين لشيء من الإرشاد السلوكي، وأنا أساهم في هذا الأمر وأقول لك: يجب أن تعيدي تقييم ذاتك، فأنت أفضل مما تتصورين، لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك لم تستشعريها، لأن الشعور السلبي سيطر عليك، فتجاهلي السلبيات وابني الإيجابيات، وعليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، عليك أن تضعي أهدافًا في هذه الحياة، لابد أن تسعي دائمًا لبر والديك، فهذا -إن شاء الله تعالى– يفتح لك خيري الدنيا والآخرة، تواصلي اجتماعيًا وابنِي علاقات طيبة مع الصالحات من الفتيات، هذه هي الحياة، وكل الذي ذكرته لك ليس بالصعب، أمور كلها سهلة وبسيطة، لكن أحيانًا تداركنا لها يكون سلبيًا، لأننا قللنا من قيمة ذواتنا، لا تقللي من قيمة ذاتك –أيتُها الابنة الكريمة– أنت مكّرمة وعزيزة، ابنِي فكْرٍ جديداً فهذا سيفيدك جداً.
النقطة الأخرى، اذهبي إلى الطبيب النفسي، -وإن شاء الله تعالى- سيصرف لك أحد الأدوية الفعالة والسليمة جدًّا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي، وأنا أرى أن عقار (باروكستين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) من أفضل الأدوية التي تفيد في مثل حالتك.
وللفائدة راجعي: علاج الإحباط سلوكيا: (
234086 -
259784 -
264411 -
267822).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.