كيف أحب زوحي بعد الإعجاب بشاب قبله
2013-05-23 04:43:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أرجو أن تتحملوا طول رسالتي؛ فهي تحكي قصة 8 سنوات مضت.
كنت مرتبطة بشخص، وكنت أحبه، ثم لم أعد أحبه فانفصلنا، وبعد فترة أعجبت بشخص آخر، وصارحت أمي وأختي وبدؤوا يشجعونني على الارتباط به؛ لأنه ذو أخلاق، وكانت أختي تحاول أن تقربنا من بعض، وذات يوم وبعد أن أصبحت أحبه جدا، وبدأت أتغير لأرضيه لأني حقا أحببته، فوجئت بأختي آتية لتخبرني بأنه صارحها بأنه يحبها، وجاءت لتخبرني ماذا تفعل! ضاقت علي نفسي، ورفضت أن أظهر بمظهر المكسورة، فأجبتها بأنها حياتها وهي حرة بها، ولكن أهلي لن يوافقوا لأنها تكبره سنا، لقد جرحتني أكبر جرح في حياتي؛ لأني كنت أنتظر منها أن تواسيني وترفض أن تقبل به، ولكنني صدمت لأنها كانت دائما تقول لي أنني ابنتها التي لم تنجبها، فلم أكن أتوقع أن تفعل بي!
وطبعا بدأ الصراع بينها وبين أهلي وأهله؛ وذلك لفارق السن بينهم، ووجدت نفسي مضطرة لأن أواسيها وأقف بجانبها حتى لا يعرف أحد ما أعاني منه؛ لأني أعتز بكرامتي جدا، وبعد سنتين وجدت الشخص الذي كنت مرتبطا به، جاء ليقول لي أنه مازال يحبني، ويريد الارتباط بي رسميا، ولم أجد أمامي مخرجا سوى هذا، عسى أن أنسى وجعي حين أرزق بأطفال، وقد حدث وتزوجنا ولم يذهب هذا الشخص الذي أحبه عن مخيلتي، ففي كل موقف كنت أتخيل لو كان هو شريك حياتي، وبعد أن تزوجت صدمت بأن زوجي يعاني من مشكلة في الإنجاب، وقد كان مهربي الوحيد هو رغبتي في أن أصبح أماً.
الآن وأنا بداخلي كل هذه الصراعات لم أعد أستطع التعامل مع أختي كما في السابق، وهذا لشعوري لأنها هي السبب في كل أحزاني كما يؤرقني عدم استطاعتي حب زوجي.
أرجو الرد لأني حقا متعبة، فماذا عساي أفعل أفيدوني!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يستخدمنا جميعًا في طاعته، وأن يجعل لك من أمرك يسرًا، وندعوك إلى كثرة الاستغفار، فإن الله يقول: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا} ثم ماذا يا رب؟ {ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا} فنسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بالذرية.
وأرجو أن تعلمي أننا في زمان -ولله الحمد- للطب فيه مجهودات كبيرة في العلاج في مثل هذه الأمور، ونتمنى أن تعرضوا أنفسكم على الأطباء وتستعينوا برب الأرض والسموات، فإن المؤمنة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
أما بالنسبة لإحساسك الذي نريد له أن يتلاشى وأن يمضي؛ لأنك أحسنت عندما كتبت ما في نفسك، وأحسنت عندما كتمت هذا الميل عن الزوج الثاني، وأحسنت عندما حرصت واجتهدت على أن تُشجعي أختك وتقفي إلى جوارها، ولا تلومي هذه الأخت، فإن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فالله تبارك وتعالى لم يقدر لك أن تتزوجي بغير هذا الرجل، ولذلك لا تحزني على ما فات، ولا تلومي أختك على ما لم يعطك الله، واعلمي أن الإنسان يمكن أن يكون سعيدًا بالأولاد أو بدونهم، بالزواج أو بدونه، بالنجاح أو بدونه، بالأموال أو بدونها؛ لأن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فكوني راضية بما يُقدره القدير، وعند ذلك ستجدين آثار وثمار السعادة في نفسك، ونسأل الله أن يسعدك بطاعته، وندعوك إلى التوجه إلى الله والرضا بما قدره لك سبحانه وتعالى، وحاولي الإقبال على زوجك؛ لأنه لا ذنب له في هذا الذي يحدث معه، كونه لا يُنجب هذا من تقدير الله تبارك وتعالى، وعليه أن يواجه أقدار الله بأقدار الله، فالمرض قدر يواجه بالدعاء وبالدواء، وكذلك هذه الحالة – عدم الإنجاب – ينبغي أن يسعى ويبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.
ونتمنى أن تشجعيه وتؤيديه، ولا تلوميه، ولا تشتدي عليه فيؤثر ذلك على معنوياته ونفسياته، فيكون ذلك خصمًا على سعادتك وسعادته، فكونوا راضين بقضاء الله وقدره، ونسأل الله أن يقدر لنا ولكم الخير حيث كان ثم يرضينا ويرضيكم به.
واعلموا أن نعم الله مقسمة، فلا يوجد إنسان إلا أُعطي أشياء وحُرم أشياء، والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه فيؤدي شكرها لينال بشكره المزيد.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.