الشهوة الموجودة عندي ليست كالموجودة لدى الآخرين هل لها علاج؟
2013-06-18 05:57:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تقدمت سابقاً باستشارة كنت أريد طرح السؤال هذا فيها، ولكني خجلت أما اليوم فقد تشجعت علني أن أعرف السبب لمشكلتي، هي كما تقدمت سابقاً أنني أمارس العادة السرية يومياً، منذ بلوغي إلى الآن، ولا أتوقف عنها، وأحياناً تتجاوز المرة في اليوم، وأفعلها حتى من دون دافع جنسي من باب التسلية.
لكن الشهوة الموجودة عندي ليست كالموجودة لدى أقاربي وأصدقائي والعالم كله، فشهوتي هي أني أحب تقبيل أقدام النساء، وأن أصبح كالخادم المطيع، أنفذ الأوامر وأتلقى الضرب! فهل هذا طبيعي؟ هل هناك أحد مثلي أم أنني شاذ؟ كل الأمور تهون أمام الزواج، كيف سأتزوج وأنا لا يعني لي جسم الأنثى شيئاً غير أقدامها؟! كيف سأقوم بالجماع وأنجب أولاداً؟ هل من المعقول أن هذا مرض؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً عني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن التعلق بأعضاء معينة في جسم المرأة أو التعلق بمتعلقات النساء، هذا نوع من الشذوذ الجنسي، ويسمى بـ (التوثين) مفرد (وثن) وأنت تعرف موقف الإسلام من الأوثان، وحقيقة هذه الترجمة أعجبتني كثيرًا، أن يُوصف هذا النوع من الشذوذ ب(التوثين) فيه عظة وعبرة ودعوة لليقظة والتفكر والتأمل من الشخص المصاب بهذه العلة، حتى لا يكون عبدًا للأوثان.
الشيء الآخر هو أنك تحس بالشهوة مع وقوع الضرب، هذه أيضًا علة شذوذية تُعرف بـ (الماسوكية).
هذه الشذوذات بالرغم من أنها قبيحة لكن أعتقد أن التخلص منها ليس صعبًا، فهنالك شذوذات أفظع منها، والتخلص يتطلب القوة والعزيمة ومعرفة الشيء ومضاره، وأنت (حقيقة) مطالب بشيء أساسي، وهو أن تكون لك القناعة من أجل التغيير، وأن لا تكون عبدًا لشهوتك وهذه السلوكيات المنحرفة.
الكثير من الناس يتحدثون معنا حول هذه الأمور وما شابهها، ونلاحظ من الوهلة الأولى من يبحث عن التبريرات، ويتخذ النكران منهجًا له، وبالرغم من ذلك يقول إنه يريد أن يتغير، وهذا ليس محقًّا، وهناك من نراه جادًّا وفاعلاً ويستطيع بالفعل أن يغيّر نفسه، فأرجوك أن تكون من المجموعة الثانية، أن تكون هنالك لديك جدّية حقيقية، وأن تلمَّ إلمامًا تامًا بمساوئ هذا الأمر، وبعد ذلك تبدأ في العلاجات السلوكية المعروفة.
أولاً: أن تتوقف عن العادة السرية، لأن العادة السرية هي الرابط أو المثير في حالتك، وأنت ذكرت أنك لا تحس بشهوة حقيقية، لأن الشهوة المتعلقة بالعادة السرية أصلاً هي شهوة زائفة، ومن ملاحظاتنا أن العادة السرية مُخلة بالفكر، خاصة الذين يُسرفون ويدخلون في خيال جنسي مضطرب ومريض.
أيهُا الفاضل الكريم: أخرج نفسك من هذا الأمر بأن تكون حازمًا وصارمًا مع نفسك، والحياة فيها أشياء جادة وفيها أشياء طيبة، وفيها أشياء جميلة، وكل ما هو خبيث يقابله ما هو طيب وجميل وحميد.
هذه الشذوذات خبيثة، لكن تُقابلها الرحمة والسكينة والمودة والمعاشرة الزوجية الطيبة، والتي تتم في نطاق شرعي وفي ستر كامل، وأن تأتي زوجتك من حيث أمرك الله.
لا بد أن تُبنى مفاهيم جديدة، الخبائث لا يمكن أن تُنزع من عقلية الناس العقلية الفكرية إلا إذا زُرعت في مكانها أفكار جديدة تساويها وتوازيها، بل تكون أقوى منها في تأثيرها، والحق أبلج، ودائمًا ينتصر.
أيهُا الفاضل الكريم: انتصر على نفسك من خلال ذلك، وبعد أن تنتصر على نفسك سوف تجد أن أمر الزواج سهل جدًّا، وسوف تعيش حياة طيبة وسعيدة.
أنصحك - أيها الفاضل الكريم – بأن تنتهج علاجًا سلوكيًا معرفيًا منفّرًا للاضطرابات الجنسية، وهو أن تسير وتتبع الجنائز، وتصلي عليها، وتحضر دفنها، وتقف على حافة القبر، وحين ينزل الميت إلى اللحد هنا تذكر شذوذاتك، وتذكر أن إنزال هذا الميت إلى القبر سيكون مصيرك يومًا ما، ومصيرنا يومًا ما، ومصير كل نفس {كل نفسٍ ذائقة الموت وإنما توفون إجوركم يوم القيامة فمن زُحزِح عن النار وأُدخل الجنَّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}، وتذكر إما حفرة من نار، أو روضة من رياض الجنة.
أخي الكريم: كلٌ منا يريد أن يذهب من هذه الحياة الدنيا خالي النفس من الذنوب والسيئات، ومتأمِّلاً وواثقًا في الله، وحسن الظن بالله تعالى، أن رحمة الله سوف تشمله، لكن لا بد أن يزود الإنسان نفسه بالعمل الصالح، حتى الإيمان وحده لا يكفي، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزولاً} فيلزم مع وجود الإيمان وجود العمل الصالح، وكذلك يلزم معه صحيح المعتقد وصحة الطريقة.
أيها الفاضل الكريم: هنالك دواء يعرف باسم (بروزاك/ فلوكستين) يُقلل من الدوافع الجنسية المنحرفة، أرجو أن تتناوله، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، يتم تناولها لمدة شهر واحد، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى.
الانتظام في الجرعة هو أحد المتطلبات الضرورية، ليساعدك هذا العلاج الدوائي، وقطعًا لا أدعوك أبدًا أن تعتمد على الدواء، إنما هو أحد المحاور التي تساعدك إذا كان فعلاً لديك الجدية ولديك الدافعية لأن تغيّر من مسلكك، وأنا من جانبي أؤكد لك أن هذا الأمر ليس بالمستحيل أبدًا، تستطيع أن تتغير، ونسأل الله تعالى أن يوفقك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.