بلغت من الكبر عتيا... وما تزال زوجتي تشك بي!
2013-06-17 03:12:54 | إسلام ويب
السؤال:
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,
السلام عليكم ورحمة الله.
زوجتي تشك بأن لي زوجة ثانية, ثم ذهبت أبعد من ذلك, اتهمتني بأن لي خليلة أو خليلات, وحجتها الوحيدة أنني لا أعاشرها في الفراش كالماضي.
علما أني أعاشرها مرة أو مرتين في الأسبوع, ولعلمكم فإن عمري يناهز التاسعة والستين سنة (69) سنة.
وبالرغم من أني أقسمت لها بالله العظيم عشرات المرات بأن ليس لي, لا زوجة ولا خليلة, ولا أعاشر امرأة سواها, ومع ذلك فهي لا تصدقني.
دلوني ماذا أفعل, علما أني لا أريد تطليقها خوفا من الله ومن العار والفضائح, فكلانا بلغ من الكبر عتيا, ولنا تقريبا (40) سنة عشرة, و(7) أبناء, و(14) حفيدا.
ما المخرج بارك الله فيكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سهيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى أن يرد هذه الزوجة إلى الصواب، ويؤسفنا أن نقول أن هذه هي طبيعة بعض النساء والمرأة دائما تتخيل، ثم تصور هذا الخيال إلى مشهد، ثم تصدق نفسها وتهاجم زوجها على هذا الإثم الذي صنعته.
والعلاج يكون بمزيد من الوضوح والبيان، إذا تأخر الإنسان يبين لها أنه كان في المكان الفلاني، وتأخر لزحمة الموصلات؛ لأن أي غموض أو صمت يعزز عندها هذا الجانب، الذي هو أيضا موجود عند المرأة التي تفكر بهذه الطريقة، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع مثل هذه المواقف بمنتهى الوضوح، فعندما اتهمته صفيه أنه ذهب لبعض أهله وأغلقت الباب: قالت: \"في ليلتي تذهب إلى.. \" فظل يترجاها ويترجاها فلما فتحت الباب مسح دمعتها بيده الشريفة، ثم قال: (ما هو إلا بول حقنني)، ثم موقف عائشة يوم زار البقيع، وكانت وراءه، والسواد أمامه فلما رجع بين لها أن جبريل أتاه، وأنه كره أن يزعجها، وأن تستوحش إلى غير ذلك من البيان والوضوح.
فالذي يعمق هذه المسألة عند المرأة هو غموض الرجل، ومنطق: (ليس لك شغل، وأنا أفعل ما أريد)، فهذه الأشياء تعمق هذه الشكوك، بل وتصدقها، ومن ثم تهاجم الرجل.
نتمنى أن تحسن الوضع، ونحن نعرف أن العمر ليس صغيرا، ولكن لا بد أن ترد على هذه الشكوك بمزيد من القرب منها، ونعتقد أيضا أن الزوجة لا تحتاج فقط للمعاشرة ،وإنما تحتاج أيضا للمؤانسة، والجلوس معها واللمسات والاحتضان، هذه الأشياء هي التي تحتاجها بالدرجة الأولى.
فالزوجة تحتاج أن تعلم أنها محبوبة في كل وقت، وتشعر بذلك كل حين، وعليه فلا بد أن توفر لها هذا الجو من القرب واللمسات والاحتضان، وغير ذلك من الأشياء التي لا بد للرجل أن يهتم بها.
إذن العلاج في القرب منها، واللمسات، والمداعبة، والنوم معها، والوضوح والصبر على غيرتها، وعدم التجاوب مع انفعالاتها والرد عليها بكلمات محسوبة وموزونة، حتى لا تفهم بطريقة غير صحيحة، ومحاولة أن يكون التواجد الأكثر في البيت وعدم الابتعاد عن البيت والأسرة إلا لضرورة، إلى غير ذلك من الأمور التي ربما تشعر المرأة أنه سحب البساط منها لكبر سنها.
وأرجو أن تحجبوا هذا الخلاف عن الأبناء حتى لا يتأثروا بما يحصل بينكما من الخلافات، ونحذركما من تطوير المشكلة أو الطلاق؛ لأنه سيلقي بظلال سيئة، ويترك آثار سليبة على الأبناء والبنات.
ونسأل الله تعالى أن يلهمكما السداد والرشاد.