بعد مرض والدي أشعر بنقص الثقة في النفس والخجل وعدم قبول الآخرين لي.
2013-06-20 01:43:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية: أنا كنت إنسانا اجتماعيا ومحبوبا –الحمد الله- لكن بعد ما مرض والدي صرت أعاني من الأعراض التي سأذكرها:
أنا أعاني من نقص ثقة في النفس، أحس أني لست مقبولا؛ دائما عندما أتكلم مع أي شخص أقول في نفسي: هل فلان يتقبلني ويتقبل شخصيتي، وأحيانا أقول يا ليت لو شخصيتي مثل فلان.
أعاني مشكلة في تكوين علاقات جديدة أشعر بالخجل.
وسمعت أيضا أنه من الصعب إعادة بناء الثقة بالنفس بعد فقدانها، فهل هذا صحيح؟
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء.
مرض والدك قطعًا مؤثر، لكن يجب أن يكون حافزًا ودافعًا لك لئن تتحمل مسؤوليتك حيال والدك وحيال أسرتك.
أنت -الحمد لله تعالى– في سن تؤهلك أن تفهم الأمور بصورة صحيحة، لديك طاقات نفسية، لديك طاقات جسدية، قف وقفة الرجال الصحيحة، كن مساندًا لوالدك وأسرتك -كما ذكرت لك– ومفهوم أنه (ليس لديَّ ثقة في نفسي) هذا مفهوم خاطئ لا وجود له، هي مجرد أفكار سلبية، حين يغرسها الإنسان في نفسه يبدأ في التباطؤ ويبدأ في عدم الفعالية، ويُصبح سلبيًا.
الناس خلقهم الله تعالى بمقدرات كاملة، وحتى إن كانت متفاوتة فهنالك حد أدنى من المقدرات يكفي كل إنسان لأن يقوم بواجباته الحياتية كاملة، وينفع نفسه وينفع من حوله.
مفهوم (عدم الثقة بالنفس) ناتج من الخوف من الفشل، ولا يوجد فشل أبدًا، الإنسان يحاول ويحاول ويُصر على النجاح، وهذا هو المفترض والذي يُعيد للإنسان ثقته في نفسه.
إذن أنت مطالب بأن تعرف أن نفسك ليست ناقصة، أنك لست بأقل من الآخرين، يجب أن تضع جداول يومية لإدارة وقتك، تخصص وقتًا للراحة، ووقتًا للدراسة –هذا مهم جدًّا– ووقتًا للصلاة، ووقتًا لتجلس مع والدك، وأن تسانده، ووقتًا تكون مع أصدقائك... هذا هو المطلوب منك، وأنت كذلك تكون قد عرفت قدر نفسك الحقيقي، مقدراتك موجودة، لكنك حقّرتها وقللت منها.
أيها الابن الفاضل: انتشرت هذه الألفاظ السلبية الآن بين شبابنا أو بعضهم، ألفاظ مثل (أحس بالإحباط)، (أحس أنه ليس لديَّ ثقة في نفسي)، (أحس ألا فائدة مني) هذه مشكلة نحن الآن نواجهها، أي مشكلة المفاهيم الخاطئة، نحن أمة العزة، نحن أمة القوة، شباب الإسلام هو الذي يُرجى منه.
وعليك -أيها الفاضل الكريم– أن تتخذ بعض النماذج الطيبة في حياتك، اقرأ عن سيرة سيدنا أُسامة بن زيد، اقرأ عن سيرة عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل... اقرأ عن سيرة محمد بن القاسم...، هؤلاء من شباب الإسلام العظماء، نحن قطعًا لم نصل إلى جزء يسير مما كانوا عليه، لكن يجب أن نتمثل بهم ونقتدي بهم ونتشبه بهم، وأنت في هذه السن محتاج لئن تعرف هذه النماذج الطيبة التي غيّرت العالم.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأحتم لك وأكرر لك أنه لا يوجد شيء يسمى بفقدان الثقة بالنفس، هذا مفهوم خاطئ، خاطئ تمامًا. أريدك الآن أن تبدِّل تفكيرك، وتمحو هذا المفهوم من وجدانك وخلدك، فإذن تكون فعلاً قد وضعت نفسك على أعتاب التفكير الصحيح، والذي سوف يتبعه الإنجاز الصحيح، وهذه الإنجازات التي سوف تُنجزها -إن شاء الله تعالى– تُغيّر مشاعرك، وتجعلك تتمتع باعتبار كبير لذاتك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.