الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمن الواضح أن شخصيتك انفعالية وعصبية، واندفاعية وذات مزاج اكتئابي، كل الانفعالات التي ذكرتها هي ناتجة من المكونات النفسية السابقة الذكر.
بعض النساء تكثر لديهنَّ هذه الأعراض قبل الدورة الشهرية، والبعض تكون لديهنَّ هذه السلوكيات والاندفاعات دون أن يكون لذلك علاقة بالدورة الشهرية، أنت ذكرت أنك أُصبت باكتئاب ما بعد الولادة، وهذا أيضًا احتمال يجب أن نعطيه اعتبارا ولا نستبعده أبدًا؛ لأن اكتئاب النفاس كثيرًا ما يظهر بعد الأسبوع الرابع من الولادة.
وموضوع أن تصفي نفسك أنك حقودة، وتغارين من الناس، أقول لك: جزاك الله خيرًا على هذه الصراحة والوضوح، لكن أعتقد أن نفسك أفضل من ذلك، هي مجرد الانفعالات السلبية والتوترات، والقلق والعصبية ومعاقبة الذات هي التي دفعتك نحو هذه المشاعر، عليك أن تُكثري من الاستغفار، وأن تسألي الله تعالى أن يطهر قلبك من كل حقد وحسد وغيرة، وعليك دائمًا بالتفكير الإيجابي، فأنت سيدة محترمة، لديك أسرة، لديك ذرية، وكثير من الناس حرموا من هذا الأمر، وأنت مطالبة أيضًا بتنظيم وقتك، الجهد الجسدي لا شك أنه يؤدي إلى انفعالات نفسية سلبية، وضعف النوم هو من ظاهرة اكتئاب ما بعد الولادة ولا شك في ذلك، وعدم النوم يؤدي إلى إجهاد نفسي وجسدي كبير.
أنا أرى أنك تحتاجين لعلاج دوائي، وأرجو أن تذهبي وتقابلي أحد الأطباء النفسانيين، ومصر -الحمد لله تعالى– مليئة بالأطباء المتميزين، من الأدوية التي سوف تساعدك ولا تتعارض مع الرضاعة عقار (ميرتازبين) الذي يعرف تجاريًا باسم (ريمارون)، تناوليه بجرعة نصف حبة ليلاً، بعد أن يكمل الطفل شهره الثاني لا أرى في ذلك أي خطورة على الطفل، هذا دواء جيد وفاعل، لكن نفضل قطعًا أن تذهبي إلى الطبيب.
أنت أيضًا -أيتها الفاضلة الكريمة- في حاجة لتمارين الاسترخاء، تمارين مهمة وضرورية جدًّا، بالرغم من انشغالاتك وانفعالاتك فأرجو أن تخصصي وقتًا لهذه التمارين، فهي لا تحتاج لأكثر من عشر دقائق إلى ربع ساعة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتأخذي بتفاصيلها وتطبقيها.
أنا متأكد أن في المجتمع النسائي الذي حولك فيه الكثير من الفضليات والصالحات من النساء، فاختاري الصحبة والرفقة الطيبة، هذا أيضًا فيه سند كبير لك، وتواصلي مع أهلك، وتواصلي مع زوجك في وقت غيابه، وتذكري أن عليك مسؤولية كبيرة وأنت -إن شاء الله تعالى– أهل لها، وارفعي من قيمتك الذاتية من خلال هذا النوع من التفكير الإيجابي، وهذا سيساعدك كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.