همومي وابتلاءاتي كثيرة.. مدوا لي يد العون
2013-06-30 02:35:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
من الصعب أن يعيش الإنسان في هذه الحياة من دون سند، أو يعيش وكأنه شيء مهمل.
أنا فتاة عمري 22 سنة، لن أقول أني متدينة، ولكني أحاول دائما أن أفعل الشيء الصحيح، ولا أعصي ربي، وأحاول أن أبتعد عن كل ما نهانا عنه، ولكن هذا لم يدم طويلا.
فقد عصفت ببيتي وعائلتي مشاكل لا يعلمها إلا الله، حتى أصبحت لا أريد أن يأتي الصباح، حتى لا أعيشها ثانية، حاولت جاهدة أن أرضى بما قسمه الله لنا، ولكني لم أستطع، حاولت أن أصلي وأن أرضي ربي لعله يرفع عنا البلاء، لكن هذا لم ينفع، أصبحت أشك في نفسي، أصبحت أشك بأن الله سبحانه وتعالى لم يعد يسمعني، وبعدما كنت أصلي وأصوم من أجل الآخرة، أصبحت أصلي من أجل هذا البلاء، ولم أعد أفكر في الآخرة إلا ما ندر أحيانا، أقول في نفسي لعلي فعلت شيئا عظيما في الماضي، ولم أعد أذكره رغم أني استغفرت مرارا.
ليس لدي سند في هذه الدنيا إلا الله، وإن تخلى عني فإني سأضيع، تمنيت لو عرفت السبب، أعرف أن الله لا يظلم عباده أبداً، وأعلم أن المشكل عندي، وأنا التي ظلمت نفسي، لم أعد أقوم الليل إلا ما ندر، ولا أعشق الصلاة كالماضي، أصبحت أخاف من نفسي، أخاف أن تجرني إلى النار، أعلم كذلك أن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده، ولكنه وضع لنا أملا في الدعاء.
عمري الآن 16 سنة، ونحن نعاني من هذه الأمور، وقد باءت كل محاولاتي بالفشل، حتى أصبحت لا أدعو كالماضي، وأصابني يأس لا يعلمه إلا الله، ليس يأسا منه سبحانه، ولكنه يأس من نفسي أن أتغير، أريد مشورة منكم، ودعاءً لعل الله يسمع منكم ويردني إليه ردا جميلا.
والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ آمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك ابنتنا الفاضلة في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك حسن الظن بنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربك، ويذهب حزنك، ويصلح لك شأنك كله.
لقد أصبت ابنتنا الغالية حين أدركت أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً، وأنه لا يفعل شيئا عبثا، وهذا من حسن ظنك بالله تعالى، ونحن على ثقة من أن حسن ظنك بربك لن يقودك إلا إلى الخير، كما أصبت أيضا حين أدركت بأن الله تعالى يبتلي عباده، وأن هذا البلاء لا يستمر ولا يطبق حتى يهلك هذا الإنسان، فإن الله عز وجل لا يريد هلاكه، ولكن يريد ليبتليه، فيرى صبره، فيثيبه على كل ما مضى من بلاء، ويثيبه على صبره واحتسابه، وهذا شأن المؤمن عاقبته إلى خير، ولك في أنبياء الله ورسله خير أسوة وأحسن قدوة، فإن منهم من ابتلي في جسده كما هو شأن نبي الله أيوب، حين ابتلاه الله في جسده وماله وأهله، ولكن بعد صبر طويل وبلاء عظيم فرج الله عنه تلك الهموم.
وتأملي في قصة إبراهيم، وما تعرض له من البلاء والامتحان، وتصفحي قصة يوسف عليه السلام، وما نزل به من المصائب من صغره، إلى أن مكنه الله عز وجل من ملك مصر وحكمها، تأملي في قصص القرآن، وما نزل من البلاء والامتحان بأنبياء الله ورسله، وتأملي في عواقب الأمور ونهاياتها لتدركي أن الفرج قريب، وأن النصر مع الصبر، وأن الله عز وجل لا يديم البلاء والمحن بأحد أحبابه وأوليائه، فإن هذا سيدفعك إلى الظن الجميل بالله تعالى.
وانتظار الفرج عبادة من العبادات الجليلة التي ينبغي للمؤمن أن يتقرب بها إلى الله تعالى، فحسني ظنك بالله ولا تيأسي من رحمته، واعلمي أنه قادر سبحانه وتعالى على أن يغير الحال بكلمة، ولكنه سبحانه وتعالى يفعل ما يفعل لحكمة عظيمة، واعلمي جيداً أن هذا الظن بالله تعالى سبب أكيد في تغيير الحال وإصلاحه كما قال الله في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء).
البلاء أيتها البنت العزيزة يحمل في طياته منحا عظيمة وجوائز وعطايا بليغة، فكم من منحة جعلها الله تعالى في محنة، فينبغي أن تلتفتي لهذا الجانب، وأن تعيشي مع هذه الحكم العظيمة، فإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة.
أكثري من دعاء الله تعالى، ولا تيأسي من رحمته، واسأليه العافية في الدارين، وتحيني أوقاتا يعظم فيها رجاء الإجابة، كالدعاء حال السجود، وبين الآذان والإقامة، وفي قيام الليل وحال الصوم، ونحو ذلك من الأوقات والأحوال الشريفة، وسيفرج الله عنك وسيجر الله إليك من الخيرات والأرزاق ما لم يكن في حسبانك.
نسأل الله تعالى أن يذهب كل همومك، إنه على كل شيء قدير.