كيف أتخلص من أوهامي وأنفتح على الجميع؟
2013-07-01 02:19:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لست سعيدا، وليس لدي عواطف تحركني نحو أهدافي، لدي مشاكل اجتماعية كثيرة، ومنها: نقص العاطفة في البيت، وعدم القدرة على مواجهة الناس، والدوخة، والكسل.
عملت فحوصات وتحاليل الأذن والدم والجيوب الأنفية والقلب، وكذلك أشعة مقطعية للرأس، وجميعها سليمة، والذي أشعر به عدم القدرة على الإتيان بكلمات أعبر بها، ولا أجد كلاما أعبر به، ولا أعرف أن أعبر عن مواقف حدثت لي، لست متزوجا، ودائما عند التفكير في أمور الزواج، أو في المواقف الاجتماعية تأتيني رهبة من المواجهة، أو كسل.
أيضا عندي مرض نفسي وهو الفصام، ولدي رغبة جنسية شديدة في العشرين سنة الأخيرة، والآن -الحمد الله- خفت قليلا.
أرجو الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا السؤال.
أرجو أن يكون فهمي صحيحا أني فهمت من سؤالك أنك تخاف أن يكون عندك مرض الفصام، وليس أن عندك هذا المرض.
إننا كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، أو أننا ضعاف الثقة في أنفسنا أو ضعاف الشخصية، أو أننا غير قادرين على تحمل المسؤولية، وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وتعاملهم معنا وخاصة في طفولتنا، فقد يقولوا عنا مثلا أن عندنا خجل أو تردد أو حساسية أو ضعف الثقة في الشخصية، فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل، وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار.
لا بد لك أخي الكريم: وقبل أي شئ آخر أن تبدء "بحب" هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبلها كما هي، وبغض النظر عما جرى معك في حياتك، فإذا لم تتقبلها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟
مارس عملك بهمة ونشاط، وارع نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من التغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعط نفسك بعض الوقت لتبدء تقدّر نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعر بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.
والله تعالى يقول لنا: "ولقد كرمنا بني آدم" فنحن مكرّمون عند الله، وقد قال تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف، وكما يقال "فاقد الشيء لا يعطيه" فكيف أعطي الآخرين ضرورة احترام نفسي وتقديرها إذا كنت أنا لا أقدرها حق قدرها.
ومن الطبيعي أن يشكك الإنسان أحيانا في قدراته بين الحين والآخر، أو قد يشعر بأنه ليس لديه عواطف، وكما هو الحال معك, فمثل هذه الشكوك طبيعية، وهي ستختفي تلقائيا مع الوقت.
ومن المتوقع أن تخفّ عندك مثل هذه الحساسية من تلقاء نفسها، وخاصة من خلال اقتحام المواقف التي ترتبك فيها أو تشعر بعدم الثقة فيها، وإذا طال الحال أو اشتدت ما تشعر به من أعراض هذه الحساسية فقد يفيد مراجعة أخصائي نفسي، فممن يمكن أن يقدم لك الإرشاد النفسي المطلوب.
وفقك الله ويسر لك.