هل مشكلتي هي القولون أم مرض نفساني؟

2013-07-07 14:22:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب مغربي، أبلغ من العمر 27 سنة، أعمل كتقني، مشكلتي مع المرض بدأت في صيف 2008م عندما أصبت بإسهال، ومغص وغازات ودوخة وتعب لمدة شهر ونصف، لم ينفع معه علاج ثم اختفى فجأة، وتحسنت حالتي بعدها، ثم بعد ثمانية أشهر ظهر الإسهال مجدداً بنفس الأعراض، وبدأت الوساوس!

قمت بزيارة طبيب اختصاصي الجهاز الهضمي، وقمت بمجموعة من الفحوصات منها فحص الكبد، وفحص البراز ومنظار المعدة، واختبار بعض الأمراض المعدية في الدم، كلها كانت سليمة -الحمد لله- لكن لم يختف الإسهال إلا بعد أربعة أشهر، وبدأت مجموعة من الأعراض تظهر وتختفي، حتى أظن أنها اختفت ثم تظهر مرة أخرى، كالخوف والملل، والشكوك، والوساوس؛ وفقدان الشهية، وآلام متفرقة كوخز الإبرة في القولون والأكتاف والظهر، وأحياناً تسارع في ضربات القلب، وضيق في التنفس، ودوخة عند الوقوف، وألم فوق الحاجبين كأنه شد في الجبين، وألم في فروة الرأس، والعصبية وسرعة الانفعال لأسباب تافهة، وتوتر وشد في أعصاب وعضلات اليدين و الرجلين و الرقبة.

كذلك أحس بعدم القدرة وأحس بتوتر عند قراءة نص طويل، وإحساس بالبرودة رغم اعتدال الجو، وسرعة الخوف والذعر عندما يفاجئني أحد أو أسمع صوتاً عالياً.

كان دائماً خوفي من مرض عضوي، ومررت بظروف عصيبة من عدم تشخيص المرض، ومع مرور الوقت اختفت معظم الأعراض، لكن في ابريل 2012م ظهر الإسهال مجدداً، فزرت اختصاصي الجهاز الهضمي مرة أخرى وقمت بمنظار القولون، فكانت النتيجة هي أن القولون متهيج.

أرشدني إلى طبيب نفساني الذي وصف لي بدوره هذ الدواء: كزانكس تناولته لمدة شهرين وفيلاكسور .37.5 لمدة سنة، اختفى الإسهال خلال الأيام الأولى من أخذ الدواء، وتحسنت حالتي شيئاً ما، لكن الآن وبعد انتهاء مدة العلاج بشهر ظهر الإسهال ثم اختفى وظهر ألم القولون، وبدأت أتعصب قليلاً، وأنفعل وأشعر بتوتر في اليدين والرقبة، يزول عندما أمارس الرياضة أو أخرج للتنزه.

هل يمكن أن يكون القولون العصبي هو المشكل؟ هل يجب أن أقوم بفحص الغدة الدرقية، وفيتامين د و ب12 للتأكد؟ وعندي قلق منذ صغري، وشخصيتي حساسة، ومنطوي بعض الشيء وأبي لديه وسواس قهري! هل تنصحوني بالزواج؟

من فضلكم أفضل ألا أتناول دواءً مرة أخرى، خصوصاً وأنا أفكر في الزواج قريباً، وأفضل النصائح مثل أغذية تقلل من الأعراض، أو حلول طبيعية تخفف من العصبية والتوتر.

أشكركم جزيل الشكر، وأطلب الله أن يجعل مساعداتكم ونصائحكم للناس في ميزان حسناتكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نجاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حين داهمتك هذه الأعراض قمت بالإجراء الصحيح، وهو أنك ذهبت وقابلت طبيب الجهاز الهضمي، والذي قام بالواجب الطبي تمامًا، حيث أجرى لك الفحوصات الدقيقة المطلوبة، وكانت كلها سليمة منذ ذاك الوقت، فأرى أن تشخيص حالتك أنك تعاني مما يُسمى بالقولون العصبي، وكلمة عصبي تعني العُصابي، والعُصابي يعني القلق والتوتر.

الرابط ما بين أعراض الجهاز الهضمي عامة والقلق هي أعراض معروفة جدًّا، لا نستطيع أن نقول إن القلق هو السبب الوحيد لاضطرابات القولون العصبي، لكن قطعًا القلق يلعب دورًا أساسيًا في هذه الأعراض، وكذلك الاكتئاب النفسي في بعض الأحيان.

أهم وسيلة علاجية هي أن تقتنع أنك لا تعاني من مرض عضوي، وتعتبر حالتك هذه حالة نفسوجسدية.

ثانيًا: من الأمور الجيدة جدًّا الحرص على ممارسة الرياضة بالتزام وانتظام، الرياضة علاج أساسي لمثل أعراضك.

ثالثًا: الجأ إلى التفريغ النفسي، لا تكتم، ما لا يُرضيك عبر عنه أول بأول وفي حدود الذوق وما هو مطلوب.

رابعًا: تمارين الاسترخاء ذات جدوى كبيرة جدًّا في تخفيف وطأة القولون العصبي، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) فيها بعض الإرشادات التي نراها جيدة ومفيدة، فأرجو أن تتطلع عليها وتحاول تطبيقها، هذه الأشياء أساسية بالنسبة لعلاج القولون العصبي.

موضوع الأكل: هناك عدة مدارس، هناك مدارس تحتم تخير أطعمة خاصة، لكن أعتقد أن التجربة خير برهان، وهذا هو الأفضل، كثير من الناس يعرفون الأطعمة التي تهيج لديهم القولون ويتجنبونها، وأعتقد أن هذا هو الأصح، ومن المهم جدًّا أيضًا أن تكون دائمًا إيجابيًا في تفكيرك.

أنت -الحمد لله تعالى- مُقدم على الزواج، وهذه إيجابية كبيرة، ولديك عمل، حياتك مستقرة، ولا تحمل همومًا للسلبيات، وكما ذكرت لك لا تحتقن داخليًا، فرغ عنك نفسك، تواصل، رفه عن نفسك، هذا كله طيب ويفيد.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: لا أريدك أن تتخذ موقفًا سلبيًا قاطعًا منها، لا، هنالك أدوية جيدة بسيطة، مثلاً عقار (دوجماتيل) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، يفيد الكثير من الذين يعانون من القولون العصبي. عقار (موتيفال) أيضًا دواء مفيد، بجرعة حبة واحدة في اليوم. عقار (دسباتالين) معروف أنه جيد جدًّا ومفيد.

أخِي الكريم: لا تتخذ قرارًا سلبيًا من الأدوية، لكن أتفق معك أن الأدوية يجب أن يتم تناولها في نطاق ضيق وبصورة راشدة، هذا هو الأفضل.

إذن عرضنا عليك بعض التوجيهات البسيطة - لكن نراها مفيدة – حول كيفية التخفيف العصبية والتوتر، وإن شاء الله تعالى يزول كل ما بك.

بالنسبة لإجراء فحوصات الغدة الدرقية وفيتامين (د) و(ب): لا بأس في ذلك، هذه يجب أن تكون جزءًا من الفحوصات الروتينية، وأعتقد أنك إذا قمت بإجرائها سوف تطمئن، وقد لا يكون لها علاقة مباشرة بأعراضك، لكن هي في حد ذاتها ضرورية، وأنصحك أن تراجع الطبيب مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا يُطمئنك، يجعلك بالفعل أنك تعيش حياة صحية، وفي ذات الوقت يمنعك من التردد على الأطباء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net