كيف أتخلص من الحزن وأقوي عزيمتي لحفظ القرآن؟
2013-08-18 04:54:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يحزنني حقاً أني دائماً حزينة، لأني لا أملك أحداً، فمنذ أن تركت شاباً كنت قد عرفته من خلال الإنترنت، أصبحت أشعر بالوحدة مع أني فتاة شغوفة بالقراءة، وشديدة الولع بها، ولست كل الأوقات حزينة، لكن إن جرحني أحد يؤثر عليّ، وأصبح حزينة تقريباً لمدة أسبوعين، ثم أعود للحياة، ولا أذكر أني كنت هكذا! فحين كنت أملك ذلك الشاب، أحزن ساعة ثم يزول كل الحزن بسبب وقفته بجانبي.
وأنا أقرأ القرآن، فقد حفظت سورة البقرة، وحين حفظتها شعرت بسعادة وزهد في الدنيا، وأن الله معي فلا حاجة لي بمخلوق، لكن حين بدأت الدراسة توقفت عن الحفظ، وقلت قراءتي للقرآن، والآن أراجع حفظي لأكمل باقي سور القرآن، لكني أشعر بالتعب والملل أني أحفظ، مع أني أحب كلام الله الذي أحفظه.
السؤال: كيف لا أحزن؟ وكيف أقوي عزيمتي على حفظ القرآن؟
شكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يعينك على طاعة الله عز وجل.
أختنا الفاضلة نحب أن نجيبك في عدة نقاط تأتي تباعا:
أولا: شكر الله لك التزامك وطاعتك لله عز وجل، وهذا يدل على نقاء سريرتك وحسن فطرتك، ونسأل الله أن يديم عليك نعمة الطاعة والالتزام.
ثانيا: قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل طريق إلى جهنم محفوف بالشهوة، والشهوة أمر يشتهيه المرء فقال صلى الله عليه وسلم: (حُفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره)، والمعنى أنه الشهوة التي يشتهيها المرء هي الطريق الموصل إلى النار، وتأثير الشهوة المحرمة كبير، وهذا ما وجدته في حديثك مع هذا الشاب الذي لا يحل لك، فشهوة الحديث كانت تخفف حدة الحزن الموجود في داخلك؛ لذلك يزول الحزن سريعا، لكنه زوال مؤقت لأنك سريعا ستكتشفي أن هذا حرام، وسيتيقظ نور التدين في داخلك، فإن قوي هذا التدين أتاك الشيطان من هذا الباب، وهو باب زوال الحزن من سيساعدك عند غياب هذا الشاب، وهنا يجتمع عليك همان: هم الحزن، وهم مزيله، وهذا ما يجعلك تشعرين أن الهم قد ازداد والحزن يأخذ فترة أكبر.
ثالثا: تبقي هناك نقطة هامة نفسية ينبغي الإشارة إليها وهي: أن مجرد حديثك إلى الشاب عن مشكلة أو هم أو أي شيء أحزنك، مجرد الحديث نصف العلاج.
أما العلاج فيكون في النقاط التالية:
أولا: تعليق القلب بالله واليقين بأن فارج الهم هو سبحانه لا غير، وهذا يقتضي منك كثرة التنفل خاصة في الليل والحديث إلى الله عز وجل.
ثانيا: الاجتهاد في الانخراط بين صحبة صالحة واختيار أصلح الأخوات لتكون عينا لك وأذنا بشرط التدين والعقل.
ثالثا: الإيمان بأن الحزن وما يصاحبه ابتلاء والمرء مثاب على الصبر عليه.
رابعا: الاعتقاد التام بأن البلاء يكبر ثم يصغر وهذا يجعلك عند وقوعه تستبشري بزواله خاصة وأن في كل رحم عسر يسر كما قال تعالى : "إن مع العسر يسرا"
وأخيرا يقوي عزيمتك على حفظ القرآن ما يلي:
1- معرفة فضل حافظ القرآن وأجر قراءته ومكانته بين يدي الله مع السفرة الكرام البررة.
2- فهم الآيات عند القراءة يسهل عليك حفظها ويقوي عزيمتك فاجتهدي أن يكون معك كتاب تفسير مبسط.
3- كثرة الدعاء إلى الله عز وجل تقوي العزائم وتزيل الهموم.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على طاعته.
والله الموفق!