قررت الطبيبة إبرة فصيلة لزوجتي الحامل هل يؤثر تركها على الجنين؟
2013-07-23 02:18:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الذي انتفعت به.
أنا متزوج منذ سبع سنين، ولي بنتان، ولدت الأولى بعد سبعة أشهر من الحمل وكذلك الأخرى بعد سبعة أشهر، وزوجتي الآن حامل بالطفل الثالث.
ذهبت إلى الدكتورة لكي لا يتكرر نفس الحمل، عملت فحص جرثومة -ولله الحمد- لم تظهر، وطلبت فصيلة دم لي ولزوجتي وبنتاي:
فصلة دمي هي +A
وفصيلة دم زوجتي هي -o
وفصيلة دم ابنتي الأولى (الكبرى)هي +A
وفصيلة دم ابنتي الثانية (الصغرى)هي +o
وبعد ظهور نتائج فصائل الدم أخبرتني بعمل إبرة فصيلة لزوجتي للطفل الثالث وذلك في الشهر السادس من الحمل.
السؤال: هل إذا لم أعمل إبرة الفصيلة لزوجتي يكون هناك أي ضرر على الطفل عند ولادته؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء وثقل ميزان حسناتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم -أيها الأخ الفاضل- قد يحدث ضرر للجنين إن لم يتم عمل تحليل دم لزوجتك في هذا الحمل, وهذا التحليل يسمى ANTI-BODY SCREEN؛ لأن أطفالك السابقين كانت فصائل الدم عندهم إيجابية, وهذا يعني بكل تأكيد بأن بعض كريات الدم الحمراء قد تسربت من دمهم إلى دم زوجتك عبر المشيمة لحظة الولادة.
ولأننا لانعرف الكمية المتسربة من دمهم, هل كانت كمية صغيرة؟ (يتمكن الجسم من التغلب عليها, ولا تؤثر على هذا الحمل) أم كبيرة؟ (لا يتمكن الجسم من التغلب عليها, فتسبب انحلال دم للطفل في هذا الحمل)؛ لذلك يجب علينا متابعة هذا الحمل بحذر، وذلك بعمل تحليل الدم الذي سبق وذكرته, وهو: ANTIBODY SCREEN.
فإن تبين بأن التحليل إيجابي, فهذا يعني بأنه حدث تسرب لكمية كبيرة من الدم الإيجابي لأطفالك السابقين إلى دم زوجتك, فتشكلت أضداد معاكسة لهذا الدم الإيجابي, قد تقوم بالتأثير على دم الجنين الحالي (إن كان مثلهم إيجابي الفصيلة), وهنا فإن التصرف السليم هو: أن تتم إعادة هذا التحليل ثانية, لكن بعد أسبوعين, فإن ارتفع التحليل أكثر مما كان عليه في أول مرة؛ فهذا يعني بأن الحالة تتفاقم, ويجب أن تتم متابعة الحمل في مركز متخصص في مثل هذه الحالات, وقد يستدعي الأمر سحب عينات من السائل الامنيوسي حول الجنين, لعمل بعض التحاليل فيها, ومعرفة هل أثرت هذه الأضداد على دم الجنين أم لا؟
أما إن تبين بأن التحليل لم يرتفع, بل بقى على نفس المستوى, فهنا تكون الحالة لم تتفاقم بعد, ويمكن متابعة الحمل عند الطبيبة كالمعتاد, مع الحرص على الاستمرار في إعادة التحليل كل 2-3 أسابيع أيضا؛ للتأكد من عدم ارتفاعه مع تقدم الحمل.
إن كان التحليل سلبيا, فهذا يعني بأن اختلاف فصائل الدم, لم تؤثر مطلقا على الحمل الحالي, ولا الأحمال السابقة, وأن الولادة المبكرة لم تكن بسبب اختلاف فصائل الدم, وهنا يجب أيضا إعادة هذا التحليل كل 2-3 أسابيع للتأكد أكثر, فإن بقى سلبيا (وهذا ما نتمناه في مثل هذه الحالات) فيجب إعطاء زوجتك إبرة خاصة (من الغلوبولين المناعي) في الأسبوع 28 من الحمل, ويجب تكرارها أيضا بعد الولادة؛ وذلك لمنع حدوث التحسس من هذا الحمل, وهذا أمر هام جدا يجب عدم إهماله مطلقا, ليس من أجل هذا الحمل فقط؛ بل لحماية الحمل الرابع إن حدث -بإذن الله تعالى-.
إن حدوث التحسس لدى زوجتك سابقا أو الآن لن يكون له تأثير سيء عليها -بإذن الله تعالى-, لكنه قد يسبب انحلال الدم واليرقان في الجنين, ومشاكل أخرى -لا قدر الله-, والوقاية هي أفضل ما لدينا في مثل هذه الحالات, وهي تتم عن طريق متابعة الأم بالتحليل الخاص للتحسس الذي سبق وذكرته, وإعطاء الإبرة إن كان التحليل سلبيا لوقاية الحمل القادم.
إذا أكرر لك -أيها الاخ الفاضل- بضرورة عمل التحليل الخاص بمثل هذه الحالة, وبضرورة الاستمرار بالمتابعة عند طبيبة ذات خبرة عالية, حتى لا يتضرر الطفل الحالي إن حدث وكان التحليل إيجابيا, ولحماية الحمل القادم بإبرة (الغلوبين المناعي)؛ إن كان حدث وكان التحليل سلبيا.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك وعلى زوجتك وأطفالك ثوب الصحة والعافية دائما.