تعلق الزوجة بغير زوجها وكيفية إصلاح هذا الانحراف!
2013-07-15 04:51:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
خطبت ابنة عمي، وعقدت عليها، لتعترف تحت الضغط بحب سابق لها، وأنها لا تستطيع النسيان، وأنها لا تحبني، ثم هي لا ترضى أن أطلقها، ولا هي تستطيع نسيان حبها السابق!
بين الأمرين كدت أهلك من الوسوسة -ولا أبرئ نفسي-فلي في العلاقات غير الشرعية سوابق، أرجو من رب العالمين مغفرتها.
ما الحل معها؟ وهل سأدفع ثمن (الدينونة) وإن تبت؟ وهل يصح الدعاء بإصلاح ميل قلب الزوجة؟
أشيروا علينا مأجورين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونشكر لك هذه الثقة في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
حقيقة كم تمنينا لو أنها لم تعترف، وكم تمنينا لو أنها لم تتعرض إلى ضغوط من قِبلك، فإن فتح الملفات القديمة ليس فيه مصلحة، ليس لك ولا لها، ليس لكما فيه مصلحة، والإنسان إذا كان عنده علاقة غير شرعية أو ميل غير شرعي ينبغي أن يجتهد في دفعه، ويتقي الله تبارك وتعالى، وتجتهد في نسيان ذلك الماضي الذي يئست منه.
الواضح أنها حريصة على أن تستمر معك، فتعوذ بالله من الشيطان، واطرد عن نفسك الوساوس، وشجعها على الإقبال عليك، واعلم أن الرجل يستطيع أن يؤثر على قلب زوجته بحسن المعاملة، وحسن القيام بالواجب، خاصة فيما يتعلق بالفراش، وإسعادها في تلك العلاقة الخاصة، والاهتمام بمشاعرها، والحرص عليها، والاقتراب منها، والدخول إلى حياتها، والثناء على إيجابياتها وجمالها ومظهرها.
بهذه الوسائل يستطيع الإنسان أن يؤثر على المرأة، وهذا أمر واضح، فالغواني يغرهنَّ الثناء، فعليك أن تُقبل عليها إقبالاً كاملاً، وتجتهد في الوفاء بحقوقها كاملة، خاصة الحقوق الخاصة التي أشرنا إليها، وتجتهد في إظهار إعجابك بها، واستحسانك لثيابها ولهيأتها ولكلامها ولشكلها، ولكل شأن من شؤونها، والشريعة تبيح للإنسان أن يتوسع في هذا الأمر، حتى لو كان ذلك على سبيل المبالغة، فإن هذا من الأمر المطلوب؛ لأنه يحقق غاية كبرى من الزواج ومن هذه العلاقة.
كذلك نتمنى أن تتوب من ماضيك، وتستغفر، ولا تذكر لها ما كان عندك من ماضٍ سالف، وإن أخطأت هي بذكر هذا الماضي الذي كان عندها، واجتهد في الاقتراب منها، وفي الانسجام معها، واجتهدوا في تربية أبنائكم، ونعتقد أن رمضان فرصة للتوبة النصوح والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وعليك وعليها أن تتذكرا سلبيات العلاقات الآثمة، فإنه لا خير في علاقة آثمة.
لا خير في إنسان كان يؤسس علاقة غير صحيحة، يكفيه من الشر، يكفيه من السوء، يكفيه من القبح أنه كان عاصيًا لله، وأنه كان يتواصل مع المعاصي، وأنهنَّ كن يتصلن معك في معصية الله وفي كل ما يُغضب الله تبارك وتعالى، كفى بهذا سوءاً، وعلينا أن نحمد الله تبارك وتعالى على العلاقة الحلال – على الزواج – على هذه الفرصة، على نعمة الذرية، نعمة الأبناء.
البيوت لا تُبنى على الحب وحده، إنما على الحب وعلى التكافل وعلى رعاية العيال وعلى أخوة الإيمان، وعلى حق القرابة، فهذه قواسم مشتركة، ونحن نتمنى أن تزيدوا بينكم القواسم المشتركة، فكلما زادت القواسم المشتركة زادت الروابط القلبية، فادخل إلى حياتها، وعش اهتماماتها، وشاركها في الأمور التي تحبها، وعليها كذلك أن تفعل معك نفس الشيء، أن تدخل إلى حياتك وإلى اهتماماتك، فإن هذا مدخل عظيم لنسيان كل ماضي، وعندما يحصل الانسجام، وكلما زادت القواسم المشتركة بينكما كان ذلك أدعى للوفاق، وأدعى للإقبال على بعضكم، وأدعى للتآلف بين القلوب.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بين القلوب في طاعة علام الغيوب، وعليكم بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
نسأل مصرف القلوب أن يصرف قلوبكم إلى طاعته، وأن يصرف قلوبكم كذلك إلى حب بعضكم البعض في هذه العلاقة الحلال التي لا يرضى الله إلا بها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.