أعاني الظلم من أهلي وسوء علاقتي بهم
2013-08-01 04:29:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة في الرابعة عشرة، أصغر فتاة في عائلتي، ولا يوجد إلا أخ واحد وأربع بنات، هذا الأخ دمر حياتي تدميرا، منذ صغري يضربني، لدرجة أن كل ذكرياتي وأنا صغيرة عنه وهو يضربني ويظلمني، وصرت أحقد عليه حقداً غير طبيعي، كلما أتذكر ماضيّ أبكي، وأخواتي كلهن يدرسن في مدن أخرى، وأنا لوحدي في البيت، من كثرة الوحدة صرت شخصية هادئة جداً، وأحب فعل كل شيء وحدي، ولا أحب التحدث كثيراً، لأني في البيت لا أكلم أحداً، أخواتي لا يفهمنني، ولما أحتاجهن لا يكن بجانبي، وإذا دخلت في مشكلة يكن ضدي، وأنا شخصية لو تفهمني تراني لطيفة وأهتم بالآخرين.
وبهذه المرحلة من حياتي أحتاج لأخت تكون بجانبي، وفوق هذا كله يخاصمنني على عيوبي، ويجعلنني أخجل من نفسي لأني لست مثل البقية، بالعكس يزدن مشاكلي أكثر، عندي مشاكل بالمدرسة مع المديرة ومع صديقاتي، وفوق هذا كله أرجع البيت ألاقي خصاماً من أمي أو أبي، صار عندي احتقانات نفسية مليئة بالحقد والقهر من كثرة الظلم الذي بداخلي.
أنا أكره أهلي لأنهم ظلموني كثيراً، ولا أحد منهم يريد أن يتكلم معي أو يحبني، أجد نفسي أحب كل شيء للأطفال، أحب دفاتر التلوين، وأشياء الصغار وألعابهم، لأني أحس نفسي لم أعش طفولتي، قلت هذا كله بأمل أن يفهمني أحد، ويرشدني لطريقي لأني أحتاج لإرشاد، وأخاف أن أفعل ما أندم عليه.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ameerah El Helwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك -يا صغيرتي- على الكتابة إلينا بهذا السؤال المؤلم، والذي قرأته عدة مرات محاولاً أيضاً قراءة ما بين السطور، وهو شيء كثير، يصعب على الإنسان قبوله أو التكيّف معه، أعانك الله ويسّر طريقك.
صحيح -كما قلت- أن الفتاة في هذا العمر اليافع تحتاج لأم، أو أخت ترشدها وتوجهها وتعتني بها، وصحيح أن ما ذكرت يشير إلى العلاقة السلبية بينك وبين أمك وأبيك وأخواتك، لكن هل فقدت كل الأمل في إمكانية التقارب بعض الشيء من أمك خاصة؟ وربما إحدى أخواتك ممن يمكن أن تنشأ بينكما علاقة وديّة، تحققين من خلالها العلاقة العاطفية المطلوبة، لا يمكنني إلا أن أطلب منك محاولة الانفراد بأمك للحديث معها، وحاولي في هذا اللقاء أن تبتعدي عن اللوم والعتاب وذكر السلبيات، وإنما قولي لها كم أنت تقدّرين أمك، وكيف أن الإسلام يدعو المسلم للاهتمام والعناية بأمه، وكما قال الرسول الكريم: (قال أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال أمك)، خذي لها هدية تعتقدين أنها ستقدرها، وافعلي الشيء نفسه مع أطيب أخواتك، فمهما حدث في الماضي فهم يبقون أسرتك، فحاولي أن لا تتخلي عنهم بسهولة.
ويمكن بعد أن تتحسن بعض هذه العلاقات، أن تشعري بالقوة مما يمكن أن يعينك على تجاوز ما فعله أخوك الكبير من سوء المعاملة، والامتهان والضرب الجسدي، ومن يدري أن هذه التجربة الصعبة التي تمرّين بها ستخرجين منها وأنت أقوى وأقدر على فهم معاناة الإنسان، وقد تصبحين طبيبة نفسية أو مرشدة اجتماعية، تساعدين الكثير من الفتيات اللاتي تمرّ بهن ظروف صعبة في حياتهن، ويبدو من الاسم الذي وضعتيه لهذا السؤال "الأميرة الحلوة" أنك فتاة متفائلة بالرغم من كل الظروف، أرجو أن لا تدفعك كل هذه الظروف والمعاناة للقيام بأمور غير سليمة تندمين عليها، أو تجعلين أحداً شريراً يستغل حاجتك العاطفية وهم كثر، ممن يمكن أن يحاول استغلال حاجتك للعطف والرعاية، فيأتي إليك بلباس من يرعاك ويعطف عليك.
وفقك الله وفتح لك أبواب الخير.