ما الطريقة لأقوي ذاكرتي لأني أعاني من التشتت؟

2020-04-20 21:55:12 | إسلام ويب

السؤال:

السلام عليكم
إسلام ويب شكراً على مساهماتكم في مساعدة الآخرين، وقد جئت أملاً في إيجاد حل لمشكلتي، مع العلم أني بعمر 16عاماً.

أعاني من ضعف شديد في الذاكرة، وإذا أردت أن أحتفظ بشيء في ذهني أنساه بعد لحظات، وعندما أخطط لشيء عندما أنام أستيقظ وأجد نفسي لا أتذكر ما خططت له، ولو انتظرت على مراسلتكم قليلا لنسيت أني أريد مراسلتكم.

مع أني أجلس على الكمبيوتر لفترات طويلة، وأمارس العادة السرية بكثرة في أحيان كثيرة، أتمنى أن ترشدوني إلى طريقة أقوي بها ذاكرتي.

وشكرا.

---

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الضعف الشديد في الذاكرة ليس نتاجًا لعلة في الدماغ، مخك سليم وخلاياك العصبية -إن شاء الله- سليمة جدًّا، لكن أنت دخلت في هذا الشرود الذهني الشديد؛ لأنك تمارس العادة السرية بكثرة، أنت في سن صغيرة، خلايا الدماغ لديك غضة، وانكبابك على هذه العادة وما يصاحبها من خيالات وأفكار سيئة، هو الذي شد انتباهك بل صرف انتباهك لئلا تفكر في الأشياء الطيبة والجيدة والجميلة، إذًا أصبح هنالك إغلاق على تفكيرك، إغلاق على استيعابك، إغلاق على تذكرك، فيجب أن تتوقف عن العادة السرية.

أنا أنصحك –أيها الابن الكريم–: قلل منها بالتدريج، وسوف تجد نفسك أنك قد توقفت عنها تمامًا، لكن حين تبدأ هذا البرنامج –أي برنامج التقليل عن العادة السرية– يجب أن تكون دائمًا مُصرًّا على نفسك أنها فعل قبيح، أنها مقززة، أنها تضر بالإنسان في تركيزه، في دينه، في مستقبل حياته الزوجية، حاول أن تدعم نفسك بهذه الأفكار.

النقطة الأخرى التي أريدك أن تركز عليها هي: بر والديك، بر الوالدين يساعدك في أمور الدنيا والآخرة، يشعرك بالرضا وبالطمأنينة، يحسن لديك التركيز، يذهب عنك هذا التشويش، وصدقنا سوف يساعدك أيضًا في موضوع التخلص من العادة السرية؛ لأنه إنما يتقبل الله من المتقين.

ادعم نفسك هذا الدعم الكبير وسوف تجد نفسك أنك على خير.

أنا أريدك أن تدمن أشياءً أخرى، تستبدل إدمان العادة السرية بإدمان المذاكرة، الاطلاع، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، حب والديك، الحرص على دينك، أن تكون وفيًّا لأصدقائك، أن تنخرط في أي أنشطة شبابية، هذا كاف جدًّا، بل هو أكثر مما هو مطلوب، انظر إلى واجهة الحياة الأخرى وسوف تجد فيها الكثير من الجمال.

أيها الفاضل الكريم: كن دائمًا مع الشباب الطيبين، مع الشباب الصالحين، مع الشباب النجباء، الإنسان يتعلم من رفقته، والإنسان يحتاج للزمالة والنماذج الطيبة في الحياة.

أنا أريد أن أسمع عنك ما هو أطيب في المرة القادمة، أنا لا أمنعك من الجلوس على الكمبيوتر، لكن يجب أن يكون هذا بصورة مرشدة، حدد أوقاتًا معينة، ضع خارطة، ضع جدولاً يوميًا للواجبات والمهمات وكل ما تريد أن تقوم به، حتى الترفيه نحن نشجع الشباب عليه، ممارسة الرياضة نشجع الشباب عليها.

لا تحرم نفسك مما هو طيب أبدًا، لكن وزّع وقتك توزيعًا صحيحًا، وأريدك أيضًا أن تتصور نفسك بعد عشر سنوات من الآن، أين أنت؟ من أنت؟ نريدك أن تكون شابًا قويًّا من شباب الإسلام، نريدك أن تكون عالما جليلاً، نريدك أن تكون زوجًا صالحًا، هذا لا يتأتى أبدًا إلا من خلال المعرفة والاطلاع ومصاحبة الخيرين وبر الوالدين والتمسك بدينك.

أمامك فرصة عظيمة جدًّا لأن تتغير، هذا هو الذي نود أن نُرشدك إليه، وهو الطريق القوي وهو الطريق القويم، وهو العروة الوثقى -إن شاء الله تعالى-.

للاستفادة ينصحكم قسم الاستشارات بالنظر في الاستشارات التالية، والتي فيها علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: (226145 _264551 - 2113978)، وأضرار العادة السرية: (2404 - 3858 – 24284 – 24312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119 )، وحكمها الشرعي: (469- 261023 - 24312).

بارك الله فيك أيها الابن الفاضل.