أعاني من القلق والاكتئاب والوساس بعد ولادة طفلي مباشرة، فما العلاج؟

2013-09-04 01:59:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

- هل الأشعة البانورامية مضرة؟ لأنني عملت أشعة بانورامية مرتين في غضون ثلاث أشهر؟ لأن هناك الكثير ممن قال لي بأنها خطيرة، وأنا خائفة جداً.

- هل أستطيع أن أستخدم حبوب السبرالكس مع حبوب منع الحمل؟

- ما هي الجرعة المناسبة لي من السبرالكس؟ لأنني أوسوس بشدة في موضوع الأمراض المستعصية، وأشعر بأعراضها، وقلقة دائماً أن أفقد لذة حياتي.

وهذه الحالة أشعر بها من بعد ولادة طفلي مباشرة، وحتى الآن مضى علي أربعة أشهر، ولم تذهب حالة الاكتئاب هذه والقلق عني.

وللعلم: فإن عمري 27 سنة، وهذا طفلي الأول.

أرجوكم لا تتأخروا بالرد لأني بحاجة للمساعدة، وشاكرة لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأشعة (بانورامية) هي أشعة عادية جدًّا، فهي أشعة إكس المعروفة، وهي تشمل تصوير أسنان الفكين في صورة واحدة، كما أنها تشمل تصوير المفصل الفكي، وكذلك الجيوب الأنفية، وقاعدة العينين، وهذه كلها ضرورية لأن يصل المختص -خاصة في طب الأسنان-إلى التشخيص الصحيح، فهي أشعة سليمة جدًّا، ويعرف أن جرعات الإشعاع فيها قليلة جدًّا في هذه الحالات.

أما إذا كنت تقصدين أنك قد قمت بالتصوير وأنت في مرحلة الحمل فهذا بالطبع أمر غير صحيح من الناحية الطبية، ولكن نتمنى ألا تكون هنالك أي خطورة قد عادت على الجنين، والتعرض للإشعاع مرة أو مرتين لا أعتقد أن فيه أي إشكالية، ولكن إذا كنت قد قمت بإجراء هذه الأشعة في أثناء الحم؛ فأرجو أن تراجعي طبيبة النساء والتوليد.

بالنسبة للسبرالكس: ليس هنالك ما يمنع أبدًا استخدامه مع حبوب منع الحمل، والسبرالكس يتميز بأنه من الأدوية النقية، من الأدوية قليلة التفاعل جدًّا مع الأدوية الأخرى، وهذه ميزة تميز هذا الدواء. فلا تنزعجي أبدًا في تناول السبرالكس مع حبوب منع الحمل.

بالنسبة لحالة التخوف المرضي الذي تعانين منه: هو نوع من قلق المخاوف ولا شك في ذلك، وقلق المخاوف كثيرًا ما يكون مصحوبًا باكتئاب ثانوي بسيط، وهذه الحالة حدثت لك أو بدأت في فترة النفاس، وهذه الفترة يعرف أنها تتسم بوجود تأرجحات نفسية وتقلبات مزاجية كثيرة جدًّا، فبعض النساء ينتهي بهنَّ الأمر إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، أو حتى بالاضطرابات الذهانية التي تحدث في فترة النفاس.

حالتك بسيطة -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأنا أؤكد لك أن السبرالكس فعلاً سوف يكون مفيدًا لك جدًّا للقضاء على قلق المخاوف المرضية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بخمسة مليجرام -أي نصف حبة-، ويتم تناولها لمدة أسبوع، وبعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوع، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، -وإن شاء الله تعالى- سوف يزول ما بك من قلق ومخاوف واكتئاب.

وبالنسبة للمخاوف المرضية: عليك أيضًا أن تعيشي حياة صحية، لأن الحياة الصحية تتطلب:

• أن يكون الإنسان منتظمًا في نومه، خاصة النوم الليلي.

• وأن تمارسي بعض التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة.

• وأن تُديري وقتك وتوزعيه بصورة جيدة.

• وأن تحرصي على أن يكون غذاؤك غذاءً صحيًّا وسليمًا.

• كذلك الحرص على العبادات وخاصة الصلاة في وقتها.

• وجزء من الحياة الصحية التي تقود الإنسان إلى التعافي -إن شاء الله تعالى-.

الذين يتخوفون من الأمراض ننصحهم أيضًا بمراجعة طبيب الأسرة مرة واحدة كل أربعة أشهر مثلاً، وذلك من أجل إجراء الفحوصات العامة، وهذا الأمر مطمئن جدًّا، وهناك دراسات كثيرة أشارت إلى ذلك، والذين لا يتبعون هذا المنهج قد ينتهي بهم الأمر إلى التنقل بين الأطباء، وهذا يؤدي قطعًا إلى نوع من التوهمات المرضية.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net