أعاني من ألم في عضلاتي وصداع وزواجي قريب.. ساعدوني

2013-09-09 01:38:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ 3 سنوات تقريبا أصبت بألم مفاجئ، عبارة عن صداع شديد، وثقل في أسفل الرأس، وألم في الرقبة والأكتاف والظهر، ورعشة في الأطراف، وغثيان شديد جداً، ذهبت لعدة مستشفيات في الرياض، آخرها مستشفى الحبيب، وأجريت لي الفحوصات، والتحاليل وتخطيط للدماغ، وجميعها سليمة.

وعملت أشعة الرنين المغناطيسي للرقبة، وأسفل الرأس، فتبين أنه يوجد تقلصات في عضلات الرقبة والأعصاب المتصلة بالرأس، وصفت لي طبيبة المخ والأعصاب حبوب (الأميتربيتلين 25 ملغم)، وارتحت عليها، وخففت الألم بنسبة 95% مع فيتامينات حديد استمررت عليها 6 أشهر، وبدأت الطبيبة في إنقاص الجرعة تدريجيا لي، لكن بمجرد ما بدأت في إنقاصها حتى تركتها إلا وعادت لي الأعراض والألم بنفس شدته، ورعشة في الأطراف فلما راجعتها قالت: أنا لا أرى في حالتك أي مرض يستدعي كل هذا الألم، ولا أستطيع عمل أي شيء آخر لك، ونصحتني بالتوقف عن أخذ أي علاج.

ذهبت إلى طبيب أعصاب آخر، فوصف لي (سيبرالكس وسلبركس) لمدة شهر، ولم أحس بأي تحسن نهائيا فقال لي: نفس الكلام أنه لا يوجد بي أي مرض، ونصحني بعدم أخذ أي علاج، وقال هو (صداع توتري بسبب الضغوطات النفسية)، وكنت خلالها مخطوبة فصارحت خطيبي بذلك، ورجعت للطبيب فسألته: هل أستطيع استخدام الحبوب بعد الزواج والحمل؟ قال: لا، لا بد من إيقاف الحبوب قبل وأثناء الحمل قلت: وماذا أفعل بالألم الشديد؟ فقال هناك حل قد يكون مناسبا، وهو إعطاؤك إبر من البوتوكس في عضلات الرأس والرقبة والأكتاف، وبالفعل أخذتها رغم تكلفتها العالية، ولكن لم أستفد منها إطلاقا، ولا حتى 1% فصارحت خطيبي بذلك، فتردد في إكمال الزواج بحجة أنه يريدني أن أحمل مباشرة بعد الزواج، ويأس من شفائي فتركني.

استمررت أخذ الأميتربتلين 10ملغم، لكني انضغطت نفسيا خلال هذه الفترة؛ لأنني أدرس الماجستير فزاد علي الألم بقوة، فذهبت لطبيب نفسي في عيادة شهيرة جدا في الرياض، وقال إن حالتي ناتجة عن القلق والتوتر، وبالفعل مررت بضغوطات كثيرة في حياتي، فوصف لي مضادا للقلق، والاكتئاب(فيكسال اكس ار) جرعة37 ملغم حبة لمدة أسبوع، ثم حبتين لمدة أسبوع آخر، ثم 75 ملغم حتى المراجعة إضافة لحبوب(ليكزوتانيل)3 ملغم حبة عند اللزوم، وأخذتها مرتين فقط.

المرة الأولى شعرت بارتياح، وذهب الألم لمدة 3 أيام، والمرة الثانية خفف الألم يوما واحدا فقط، واستمررت عليها شهرا، لكن لم أستفد من العلاج أبداً، بالعكس زاد ألم الصداع الخلفي، وآلام العضلات في جميع أنحاء جسمي، وغثيان حتى بدأت أشعر بنوبات من الأرق والفزع أثناء النوم، وزيادة ضربات القلب، وتنميل في جسمي، خاصة رأسي، وكأن عروقه تنبض وأيضا وجهي وزغللة في عيوني من هذا العلاج.

رجعت مرة أخرى واستخدمت الاميتربتيلن 10 ملغم وحتى الآن أموري مستقرة معه، لكن عند حدوث عارض يوترني، أو يقلقني يرجع لي الألم.

وللعلم أنني عملت الكثير من جلسات الاسترخاء ورياضة المشي، وجلسات التأمل، عملت جلسة لدى متخصص في تقنية (الحرية النفسية) التي تقوم على الربت على مسارات الطاقة، ولم أستفد! عملت جلسات الإبر الصينية لمدة شهر، ولم أستفد! استنزفت ماديا خلال هذه الثلاث سنوات بدون أي نتيجة!

وأنا الآن مقبلة على الزواج، ويجب أن أوقف العلاج من أجل الحمل، وإذا تركته أتعب كثيرا، وتتعطل حياتي بأكملها بسبب عدم قدرتي على احتمال هذا الصداع، والألم الشديد والغثيان! حتى أنني أصبحت كالعجوز أشكو من ألام في مفاصلي وعضلاتي وعظامي عند أي مجهود بسيط جدا!
أنا عمري 35 سنة، فهل هناك حل جذري لحالتي؟ وهل هناك بديل أستطيع استخدامه أثناء الحمل، ولا يؤثر على الجنين أو الرضاعة؟ وليس له مضاعفات على جسمي ويعطي نفس مفعول الأميتربتلين؟

وللتنويه: أنا ناجحة جدا في عملي ودراستي وطموحة جدا، وذات شخصية واثقة، وحضور مميز، ولا أعاني من أي مشاكل أخرى غير ما ذكرت، وأيضا أنا لا أتعرض للضغوط بشكل مستمر قد تكون مرة أو مرتين في السنة! لكن الألم مستمر سواء تعرضت للضغوط أم لم أتعرض لها!.

أريد أن أرجع كما كنت قبل ثلاث سنوات، (الحمد لله على كل حال)، أرجو إفادتي ومساعدتي في أسرع وقت ممكن مع الشكر الجزيل.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قطعًا أنت لديك ما يمكن أن نسميه بأعراض العُصاب التوتري، وهذا هو الذي يجعلك تحسين بهذه الآلام الجسدية، خاصة في عضلات الرأس والرقبة.

الأمر - إن شاء الله – بسيط وبسيط جدًّا، ويتمثل في:

أولاً: يجب أن تغيري نمط حياتك، من وجهة نظري أنك اعتمدت على الأدوية كثيرًا، نعم قمت ببعض الأشياء الجيدة كتمارين الاسترخاء والعلاج عن طريق التأمل، هذا كله جيد، وإن أحسست أنك لم تستفيدي منها فهذا يجب ألا يكون دافعًا لك لتتوقفي عنها؛ لأن الاسترخاء مطلوب، مطلوب للنفس وللجسد، ولا بد أن تكون هنالك فوائد منه.

لكن تغيير نمط الحياة يتطلب منك: التفكير الإيجابي، وعدم الحكم على نفسك بأفكار مسبقة، يعني مثلاً: هل من المؤكد أن تصابي بهذه الآلام بعد الزواج؟ الإجابة قطعًا لا، ربما تذهب هذه الآلام تمامًا لأنك انتقلت إلى حياة فيها مودة، فيها سكينة، فيها رحمة، فيها احترام ما بينك وبين زوجك، فيها تحمل مسؤولية.

فإذًا أنت محتاجة لتغيير نمط التفكير لديك، وهذا مهم وهذا ضروري جدًّا، أنت ألبست نفسك ثوب المرض، لا أقول أن هذا خطؤك، أبدًا، لكن التنقل من عيادة إلى عيادة، والاستماع إلى رأي طبيب هنا، وطبيب هناك، قطعًا أنت لست مخطئة في ذلك أبدًا، أنا لا أضع عليك أي لوم، لكن الشيء الوحيد الذي أوجهه لك هو أن يكون لك صرامة ومقدرة على التحكم في ذاتك من خلال الإصرار على التحسن، وأن كل الذي بك هو قلق توتري، وقولي لنفسك: (ما الذي يجعلني أتوتر؟ أنا بخير، أنا لديَّ أشياء طيبة وجميلة في حياتي) وهكذا، وغيّري نمط تفكيرك، وغيّري نمط حياتك.

الممارسات الرياضية مهمة جدًّا، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة قطعًا سوف تفيدك، التواصل الاجتماعي المثمر فيه خير كثير لك، القراءة، الاطلاع، هذا أيضًا مهمًّا.

وهنالك أيضًا أشياء بسيطة جدًّا، لا بد أن تتأكدي منها: مثلاً وضعية النوم، كثير من الناس ينامون على وسائد مرتفعة، ومساند غليظة، وبعد ذلك يشتكون من هذه الآلام، ويعتقدون أن وضعية نومهم ليست هي السبب، لا، هي السبب قطعًا.

هنالك أطعمة معينة، مثلاً الإكثار من أكل الشكولاتة، الإكثار من أكل الأجبان، هذا يؤدي إلى الصداع، يؤدي إلى التوتر العضلي، شراب الكولا والبيبسي غير جيد، وغير صحي، وله أضرار كثيرة على النفس، وعلى الجسد.

فلا بد أن تنظري للأمور من هذا المنحى، يعني أريدك أن تعالجي نفسك بنفسك، وهذا هو الذي أنصحك به، وأنا مستبشر جدًّا أن أعراضك سوف تزول، لكن بشرط أن تغيري منهجية وطريقة تفكيرك وتنقليها مما هو سلبي إلى ما هو إيجابي، وتعيشي حياتك بقوة والمستقبل بأمل ورجاء، هذا مهم ومهم جدًّا.

اقرئي كتاب ديل كارنيجي (دع القلق وابدأ الحياة) كتاب جيد، تصفحي دائمًا كتاب الشيخ عائض القرني (لا تحزن) فيه فوائد كثيرة وجمة، وهو حقيقة كل ما كتبه الشيخ عائض يقوم على منهج سلوكي ممتاز جدًّا.

احرصي على الدعاء، وعلى الصلاة في وقتها، صلي رحمك، كوني بارة بوالديك، هذه علاجات وعلاجات مهمة وضرورية جدًّا، وأُثبت الآن على الأقل من مشاهداتنا الشخصية المتواضعة أن هذا علاج، أنا أرى أن بر الوالدين علاج عظيم، يبعث في النفس الطمأنينة، وهذا مجرب.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أولاً أنا أقول لك ابعدي عن هذه الأفكار المسبقة، بعد أن تتزوجي توقفي عن الدواء، وأنا أؤكد لك أن الإميتربترالين دواء سليم في أثناء الحمل، هذا الكلام مثبت ومعروف، لكن لا يُنصح باستعمال أي دواء في أثناء الحمل خاصة المائة وثمانية عشر يومًا الأولى التي يتم فيها تخليق الأجنة، فربما لا تحتاجين لدواء، وإذا احتجت للدواء تناولي الإميتربترالين، لكن تحت إشراف طبيبة النساء والتوليد، والدواء الآخر الذي يعرف بسلامته في أثناء الحمل وفي أثناء الرضاعة، ومعروف ومجرب هو عقار (فلوكستين/البروزاك).

فإن شاء الله تعالى الحلول موجودة، أنا أعتقد أن نمط تفكيرك السلبي هو الذي أضر بك، وإن شاء الله تعالى تأخذين بكلماتي البسيطة هذه، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net