معجبة بابن عمتي، كيف أتصرف؟
2013-09-05 01:34:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عندما كنت في السابعة من عمري أعجبت بابن عمتي، كنت أظن أني أحبه، لكن بعد سنة نسيته، أدركت أنه مجرد إعجاب، والآن أنا في عمر 11 عاماً، وأعجبت به مرة ثانية، لكني هذه المرة أعجبت به بشدة، وأريده أن يكون زوجاً لي في المستقبل، بحثت على الانترنت على أي شيء أستطيع أن أعرف به، هل أنا أحبه أم لا؟ ووجدت أني أحبه، أخبرت أخاه لأني أعزه كصديقي، وأخبرته ألا يخبر أحداً ولا حتى ابن عمتي.
السؤال: كيف أجعله يحبني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونشكر لك التواصل معنا، وأنت صغيرة لكنك كبيرة بالكلام الذي ذكرته، وكبيرة بهذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير.
نؤكد لك أن كل هذا الذي يحصل يسمى (الإعجاب)، والحب لا بد أن يرتبط بصفات، يعني هي تحب أخلاقه، أمانته، دينه، خلقه، وهذه هي المعاني التي تريدها هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، والفتاة إذا وجدت في إنسان خصالاً تعجبها، تدفعها إلى أن تميل إليه، فإن عليها أولاً أن تكتم هذه المشاعر، لأنها ربما تكون من جانب واحد -من جانبها فقط-، وكذلك أيضًا عليها أن تحرص على أن يكون هذا الإعجاب في صفات فعلية هي الدين والأخلاق، فجميل للفتاة أن تعجب بدين الفتى، ومنقبة للفتى أن يختار في الفتاة دينها وخلقها، قال تعالى: {إن خير من استأجرت القوي الأمين} هكذا قالت المرأة العفيفة الصالحة، وهذا أقصى ما تقوله المرأة العفيفة في الرجل {إن خير من استأجرت القوي الأمين} فهي أشارت إلى هذه الصفات الهامة.
مع ذلك فإننا لا نريد أن تستعجلي في مثل هذه الأمور، وعليك أن تتقربي إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلب ابن العمّة، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء سبحانه وتعالى.
اعلمي أن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، ونعتقد أن الوقت مبكر، وكم تمنينا أن لا تُخبري أحدًا بهذا خاصة من الشباب ومن الرجال، فإنا لا نريد أن تكون هناك صداقة بين البُنيات والأولاد، بل الفتاة ينبغي أن تكون صديقة لمثيلاتها وزميلاتها، ولو كان هناك من تستطيع أن تُخبريه لكان أخوات ذلك الشاب، يعني بنات عمتك أخوات ذلك الولد، يمكن أن تخبريهم، أما أن تخبري شاباً آخر فنحن أولاً نحذرك من التوسع في الكلام مع الشباب، مهما كان قُربهم، فابن العمّة وابن الخالة كلهم أجانب عن الفتاة، والأجنبي في الشريعة هو الذي يجوز له أن يتزوج الفتاة، وليس كما نفهم أن الأجنبي هو الذي من بلد آخر، كل من يستطيع أن يتزوج الفتاة يعتبر أجنبيًا عنها، لذلك علاقتها به لا بد أن تكون محكومة بقواعد وضوابط هذا الشرع الحنيف، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
نحن نريد أن نؤكد لك أن الفتاة تجعل الشاب يُحبها بدينها، بأخلاقها، بحشمتها، بآدابها، ببعدها عنه، بعدم التوسع في الكلام معه، بالحياء منه، وهذه معاني مهمة جدًّا، فإن الرجل يهرب من المرأة التي تجري خلفه، ويجري وراء المرأة التي تهرب منه وتلوذ بإيمانها وحيائها وعفتها وحشمتها، وهذا ما نوصيك به، وندعوك إلى عدم تقديم التنازلات، ولا تتوسعي في المكالمات، وندعوك إلى أن تحتشمي وتبالغي في التستر، فإن هذا هو الذي يلفت نظر الرجل إلى الفتاة، ويجعله يُصر على الارتباط بها، وهذا معروف بين الشباب، حتى السفيه عندما يريد أن يؤسس أسرة فإنه يختار العفيفة الحيية المتسترة المتحجبة.
نسأل الله أن يعينك على التمسك بآداب وأحكام هذا الشرع الحنيف، واعلمي أن الحب من الرحمن، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، {وجعل بينكم مودة ورحمة} من الذي يجعل الحب؟ الله سبحانه وتعالى، فالجئي إلى الله وكوني مع الله، وتوجهي إلى الله، طبقي على نفسك شرع الله وآداب هذا الدين، وأبشري عند ذلك بالخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.