كيف أبتعد عن العادة السرية وتكون لدي ثقة وقناعة؟

2020-04-21 02:04:28 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شخص تدمّرت حياتي تقريبًا, وأريد أن أعيش ما تبقى من عمري فقد تعبت جدًّا, ثلاث مشاكل هي التي دمّرت جزءًا كبيرًا من حياتي, فساعدوني في حلها, فأنا أثق بكم جدًّا, وأعتمد على الله ثم عليكم إن أردتم أن تحيوا هذا الشخص الميت وهو على قيد الحياة, فقد سلمت أمري لكم في حل الجزء الصعب من مشاكلي النفسية.

المشكلة الأولى: أريد أن أتخلص من العادة السرية؛ لأنها دمّرتني نفسيًا, وحاولت عدة مرات وفشلت, فماذا أفعل غير الزواج؟

أريد أن أعرف هل المخدر الموضعي (البخاخ) له آثار على القضيب؟ فأنا أستعمله عندما تزداد شهوتي الجنسية، فأرجو منكم أن ترشدوني إلى الحل المقنع الذي يمنعني من فعلها؛ فقد تعبت جدًّا.

المشكلة الثانية: طولي سبَّب لي عقدة كبيرة جدًّا, وأحس بنقص في نفسي, علمًا أن طولي 168, وأريد أن تدلوني على تمارين تساعدني في حلِّ عقدة حياتي التي أهلكتني نفسيًا, وما الأكلات التي تساعدني أيضًا في نمو جسمي؟ علمًا أنني قبل يوم بلغت العشرين من عمري, وأعرف أن النمو يتوقف عند سن 21 أو 25, فأرجو منكم أن ترشدوني إلى الحل.

المشكلة الثالثة: بعد كل ما مررت به من ظروف قاسية ومؤلمة في حياتي أصبحت شخصيتي ضعيفة بعض الشي وحساسة جدًّا, وفيها نوع من التوتر والقلق, وأريد أن أعرف تدريبات عملية يجب أن أباشر تطبيقها حتى أقوي شخصيتي وثقتي بنفسي؛ لأني بدأت محاولة حل مشاكلي؛ فقد تعبت كثيرًا, وأريد أن أرتاح - بإذن الله -.

اعلموا أني أعتمد عليكم بعد الله عز وجل, وأريدكم أن ترشدوني إلى التمارين التي يجب عليّ أن أفعلها لكي أجعل شخصيتي قوية, وتقوي ثقتي بنفسي، وفقكم الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

في البداية ندعو الله أن نكون خير عون لك, وأن يعينك الله على تجاوز كل ما تعاني منه بخير وسلام.

عن العادة السرية فأعلم أن الأمر يؤرق الكثيرين, ويسبب متاعب نفسية وجسدية عديدة, وعليك -أخي- أخذ الأمور بنوع من البساطة والهدوء أكثر من ذلك, فلا يتسبب قلقك من العادة السرية في دخولك في نفق نفسي مظلم يسبب لك مشاكل عديدة أخرى.

الأمر يحتاج في البداية إلى صدق التوكل على الله في وجود الرغبة الحقيقية للتخلص من العادة السرية, وأن تكون دائم الذكر, وأن تشغل نفسك بالحق والطاعة وطلب العلم والعمل, ولا تترك وقتًا فارغًا أبدًا, بل اشغل وقتك قدر المستطاع, مع الحرص على الصوم, وعلى الرياضة المنتظمة المجهدة, وقد نلجأ لبعض المهدئات النفسية التي قد تساعد في تقليل الشهوة الجنسية - وإن كنت لا أفضل ذلك لتجنب الآثار الجانبية لها - وسأترك هذا الجانب من تناول الأدوية المهدئة إلى أخي المستشار النفسي.

يمكنك استعمال البخاخ المخدر الموضعي عند الحاجة, ولا يسبب هذا مشكلة - بإذن الله - خاصة مع تباعد فترات الاستخدام.

ومرحبًا بك للتواصل معنا لمتابعة الحالة وتوضيح أي تساؤلات، والله الموفق.

+++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور / إبراهيم زهران ... استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة، وتليها إجابة الدكتور/ مأمون مبيض .... استشاري الطب النفسي
+++++++++++++

شكرًا لك على التواصل معنا والبوح لنا بما في نفسك.

من الواضح أن الجوانب الثلاثة لسؤالك متعلقة ببعضها، ويجب أن ينبع الحل أولًا من داخل نفسك، وليس من خارجها، والله تعالى يقول لنا مرشدًا لطريق التغيير: {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}.

إن من الصفات النفسية الأساسية لأي سعادة إنسانية هي أن يتقبل الشخص نفسَه كما هي, فيتقبل شكله وطوله, وما حباه الله من الصفات البدنية والنفسية، وكل ما فيه، فهذا هو حجر الزاوية، والذي من دونه سيشقى الشخص؛ لأنه دومًا يتطلع إلى ما ليس عنده، وربما يقارن نفسه بالآخرين، ولا يقدّر نفسه التي بين جنبيه.

إن سعادة الإنسان الداخلية والنفسية ونجاحه في حياته وفي المجتمع لا يتوقف على طوله أو قصره، إلا إذا هو وضع في ذهنه توقعًا معينًا غير صحيح، وبناء عليه يشعر بالشقاء المستمر, فمثلًا هناك من الشباب من يقول في نفسه فكرة من نوع: "أنا لن أكون ناجحًا إلا إذا زاد طولي" أو "أنا لن أكون سعيدًا إلا مع فلانة" و"أنا لن أكون سعيدًا إلا إذا نقص وزني" ... وغيره الكثير, فنجد هذا الشاب قد علق كل سعادته على موضوع أو شرط واحد، إما أن يحققه أو هي التعاسة والشقاء.

من قال هذا؟ ولماذا أوقف سعادتي على أمر واحد - مهما كانت أهمية هذا الأمر؟ وهل الإنسان الذي فقد ساقه في حادث أليم ليس أمامه أن يشعر بالسعادة من جديد؟ وهل الإنسان الذي فقد أعز أحبابه لن يشعر بالسعادة مجددًا؟ من قال هذا؟

إن السعادة يجب أن تنبع من داخلنا، وكما يقال: "السعادة ليست محطة نذهب إليها، وإنما هي كل الرحلة، وفي كل الظروف" إن هذا الفهم يجعلنا لا نبحث عن السعادة خارجنا، وإنما هي بين جنبينا.

أنا على يقين - من خلال عملي مع الأعداد الكبيرة من الناس، والشباب خاصة - أن التركيز على ما ذكرته لك هنا هو مفتاح الحلّ للمشكلات الثلاث التي سألتنا عنها، كالعادة السرية، والطول, وضعف الشخصية.

يجب أن يبدأ الحل بأن تحبّ وتقدر نفسك، شكلًا ومضمونًا، ومن ثم يمكنك من بعد ذلك التغيير الظاهري في الجوانب الثلاثة التي سألت عنها، والله تعالى يقول لنا معززًا من ثقتنا في أنفسنا: {ولقد كرمنا بني آدم} فنحن مكرّمون عند الله، ويقول لنا: {وسخّر لكم ما في السموات وما في الأرض} ليشعرنا بقيمتنا الذاتية في هذا الكون، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف.

هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقتك في نفسك، منها:

- مما يعزز الثقة بالنفس كثيرًا موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرف على نقاط القوة عندك، وافتخر بها، وتجنب التركيز على السلبيات فقط، فهذا قاتل.

- حاول أن تكون إيجابيًا مع نفسك، ومع الآخرين، وانظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس للنصف الفارغ فقط.

- اشكر الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

- إن تقديرنا لما عند الآخرين يعزز ثقتنا في أنفسنا، فاحرص على توجيه تشجيعك للناس من حولك.

- ساعد الآخرين بما يحتاجون إليه، على قدر الاستطاعة، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس.

- وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فلا تتردد في تقبل هذا المدح، فاقبله واشكره عليه، واشكر الله من قبل ومن بعد.

- حاول أن تعبّر عن رأيك في المواقف الاجتماعية، وإن رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، فهذا من حقك.

- في بعض لحظات الضعف في بعض المواقف الاجتماعية، لا بأس أن تتصنع أو تتظاهر بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة, فتصرف كأنك أكثر شباب العالم ثقة بنفسه، ولمَ لا؟!

- تذكر أن النجاح يؤدي للمزيد من النجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا.

- ربما أنصحك هنا بتأخير التغيير الذي تريده في الجوانب الثلاثة حتى تمتلك زمام نفسك، وتبدأ بتقدير ذاتك، والأمور من بعد، ليس فقط ما ورد في سؤالك، وإنما ربما كثير غيره لم تذكره لنا، سيحلّ ويزول.

وفقك الله ويسّر لك الخير.

www.islamweb.net