أنا خجولة وثقتي بنفس قليلة وأخاف من المشاكل، ساعدوني.
2013-09-09 02:50:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة من سوريا عمري 19 عاما، وترتيبي الأول بين إخوتي، رغم أنني جميلة جدا، وذكية بشهادة جميع من يعرفني، متفوقة ـولله الفضل والحمدـ وأحوالنا المادية جيدة جدا.
لكن ثقتي بنفسي قليلة، وأنا خجولة جدا! يحمر وجهي عند أي سؤال وأتلعثم، أشعر دائما أنني الأقل بين جميع أقراني، ودائما أقلل من شأن إنجازاتي مهما كبرت، ولا أقدر نفسي قدرها ولا أحترمها، ولا أستطيع مواجهة أحد عند مشكلة ما، لذلك أخاف وأحتاط من أي مشكلة صغيرة مع أياً من كانت.
• عندما أتحدث لا أستطيع أن أنظر في عيني محدثي أيا كان ذلك الشخص.
• ليس لدي أصدقاء، وأشعر دائما أنني لست مرغوبة (مع أنني لطيفة جدا)، بل وأشعر أن الجميع يتجاهلني، وأن الجميع يستخدمني ليصل لما يريد، كما أنني قليلة الكلام.
• خاصة بعد حادثة حصلت لي مع أصدقائي في المدرسة في الصف العاشر، لذلك ليس لدي أصحاب إلا ما ندر.
• تحسنت حالتي بشكل طفيف في الجامعة، لكنني أريد توجيهاتكم لأحصل على أفضل النتائج؛ لأنني مستاءة من هذا الوضع، والله يعلم بحالي.
شكرا جزيلاً وأعتذر على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Heba حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا، ولم تطيلي علينا بالسؤال.
إن ما يفسّر عندك معظم النقاط التي ذكرتها في سؤالك هو ليس مرضا نفسيا، وإنما طبيعة ثقتك بنفسك، فالعادة أن تمرّ بالإنسان ظروف كثيرة تجعل منه بالشكل الذي هو عليه من الشخصية والثقة بالنفس والنظرة إلى نفسه وأعماله وإنجازاته والحياة عموما من حوله، وفي لحظة ما من لحظات حياتنا يصعب علينا تقبل هذا الحال ونرغب بالتغيير، وكما هو الحال معك الآن.
هل الموضوع بدأ من المشكلة التي حصلت معك في الصف العاشر، الله أعلم، وإن كنت أقدّر أن الأمر ربما يعود لما قبل هذا.
والتغيير شيء مطلوب، وهو ممكن طالما وجدت الرغبة والعزيمة على السير في عملية التغيير هذه، وخاصة أنك تقولين بأن هناك بعض التحسّن والتغيير منذ دخولك الجامعة، والغالب أن هذا التحسّن سيستمرّ، ما استمرت العزيمة والإرادة.
وقد نستطيع القيام بهذا التغيير بأنفسنا، من زاوية عدم جعل ضعف الثقة بالنفس التي عندنا تؤثر في مجمل حياتنا، وإنما عليك أن تحاولي تحديد تأثيراتها عليك من خلال القيام بالأعمال والمسؤوليات المطلوبة منك من الدراسة والعمل والأنشطة الاجتماعية والترفيهية... ورويدا رويدا ستجدين أن الوضع الداخلي لنفسيتك قد بدأ بالتحسن والتغيّر، وبدأت ثقتك في نفسك تزداد ارتفاعا.
فمثلا قومي بالأعمال التي تريدين أن تقومي بها، واتركي تغيير النفس الداخلية لتتحدث وبشكل طبيعي وتدريجي وكنتيجة للأعمال التي تقومين بها.
والخجل الاجتماعي الذي لديك من الحرج في مقابلة الناس والنظر في أعينهم عند التحدث معهم، الغالب أيضا أنها تعود لضعف الثقة في النفس.
إن تجنب لقاء الناس وقلة الحديث معهم، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك الاستمرار بلقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجدين من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجدين مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.
ومفتاح الأمر كله هو الثقة بالنفس وتقدير الذات، وهذا يجب أن يأتي من داخل أنفسنا، صحيح أن لمعاملة الناس لنا تأثير كبير على هذا، إلا أن الجواب النهائي يجب أن يكون عندنا نحن.
وإذا لم أقدّر نفسي وأثق بها، وإذا لم أقدر إنجازاتي وأعمالي فكيف لي أن أطالب الناس بما لا أقدمه لنفسي؟
حاولي أن تركزي على الصفات الإيجابية التي عندك، ومن الواضح أنها كثيرة -ولله الحمد- وحاولي أن تـُكثري من الأعمال التي تتقنينها وتحبينها، فمثل هذه الأعمال ترفع عندنا كثيرا الثقة في أنفسنا.
وأحيانا يتعذر القيام بهذا التغيير بمفردنا، ونحتاج عندها للحديث مع شخص آخر، إما شخص قريب منا كصديق أو قريب ولديه خبرة في الحياة، أو شخص متمرن على التعامل مع مثل هذه الحالات كالأخصائي النفسي، ممن يفيد الحديث معه، وقد تكون المرشدة النفسية في الكلية أو الجامعة التي تدرسين فيها، فأحيانا مجرد الحديث في الأمر يساعدك كثيرا على التغيير المطلوب.
وفقك الله، وشرح صدرك لتحقيق ما تطمحين إليه، فمن الواضح أنك فتاة طموحة، وتتطلعين للمعالي.