زوجي يعاني من مشاكل في الإنجاب، ماذا أفعل؟
2020-04-21 05:25:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 27 عاماً، ولا أعاني من أي مشاكل، تقدم لي شاب عمره 29 عاماً، بعد أن تعرفت إليه صارحني بأنه يعاني من خلل كبير يؤثر في الزواج، ولا أعرف كيف تقبلته، وبات كل شيء رسميا وجديا، ورسم أحلامه بوجودي بعدما كان يعاني الاكتئاب والحزن.
مشكلته: أنه يعاني من نقص في هرمون FSH, LH، وتم تشخيص مرضه في سن 18 عندما ذهب إلى طبيب بسبب تأخر بلوغه.
تداوى وبلغ، وفي سن 27 أجرى الفحوصات وكانت سلبية، فوصف له الطبيب حقناً تعويضية للهرمونات، لا أعرف إن كانت هي نفسها التي وصفت له من قبل، أكد لي بأننا سوف نعاني من مشاكل في الإنجاب، وأنه لا يعاني من أي مشكلة في القدرة الجنسية ولا الرغبة، بل إن رغبته زائدة، أخبرني طبيب بأنه: لا بد أنه يعاني من ضعف جنسي.
أحبه كثيراً، لكني أحس بحزن شديد؛ لأني دفنت نفسي وأحلامي بزواج كامل وسعيد، والآن بات كل شيء رسميا، وقرأنا الفاتحة، وهذا السر أخفيه عن أهلي، أرجو من إدارة الموقع اعتبارها استشارة طبية وأسرية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zeina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأمر يحتاج لتوضيح وتدقيق، فيجب الإطلاع على نسب تحليل الهرمونات، ويجب عمل تحليل سائل منوي لمعرفة هل الخصية تعمل أم لا؟ والهرمونات هي:
- FSH, LH
-Testosterone free & total
-E2
-Prolactin
مع عمل تحليل السائل المنوي، وبعدها يتم توضيح الحالة، ففي حالات نقص هرموني الـ FSH LH يمكن تناول علاج تعويضي لنقص الهرمونات، وبالتالي تعمل الخصية بصورة جيدة، وقد يحدث حمل طبيعي بعد العلاج في حال تحسن السائل المنوي، وتحسن نشاط الخصية.
++++++++++++++++
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران استشاري أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة.
وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
++++++++++++++++
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونسأل الله أن يرزقكم الذرية الصالحة، ونشكر لك التواصل مع الموقع وعرض هذه المشكلة، ونتمنى أن تستفيدي من إجابة الطبيب، وعليك أن تلبي التوضيحات التي طلبها.
ولكننا نريد أن نقول: إذا وُجد الحب وكان الرجل مناسبًا، وكانت عنده القدرة على أداء وظائفه كزوج فإن هذه أمور نرجو أن تستمري معها، ونريد أن نقول: ولله الحمد الطب في زماننا تطور جدًّا، ويمكن - إن شاء الله تعالى - أن يعينكم الله تبارك وتعالى بفضله ومَنّه أولاً، ثم بفضل هذه المجهودات وبسبب هذه المجهودات الكبيرة في هذا المجال على أن تكونوا أيضًا من أهل الذرية.
ونحب أن نؤكد أن الحياة الزوجية، وأن المشاعر بين الزوجين هي الأساس الذي يقوم عليه البنيان، لا شك أن الأبناء هم زينة الحياة الدنيا، ودائمًا نقول السعادة ليست في الأبناء، وليست في الأموال، وليست في الوظائف، ولكن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ونحب أن نؤكد لك أن المشاعر الإيجابية تجاه الرجل، وأن الذي أعجبك ودعاك للقبول به والرضا به زوجًا هي مشاعر ينبغي أن تستمر وتدوم؛ لأن الإنسان ينبغي أن يُدرك أن الحياة الزوجية ليست كلها معاشرة، ليست كلها أشياء معينة كما يتصور الناس، ولكنها سعادة، ولكنها تفاهمًا، ولكنها توافقًا، ورغم أهمية الولد في حياة الزوجين إلا أن هناك من لم يُنجبوا أبناء، ومع ذلك عاشوا سعداء، وقد تكون القدرات سليمة، لكن لا يرزقهم الله تبارك وتعالى؛ لأن الله هو الذي يُقدِّر هذه الأمور.
لذلك نحن نريد أن تظل القضية أولاً في إطارها، ولا تُدخلي أطرافًا أخرى، واستمعي لتوجيهات الطبيب، ويمكن أن تبني على هذه التوجيهات كثيرا من القناعات، ولكن على كل حال نحن نريد أن نقول: هذا أمر ليس بيد الرجل وليس مسؤولاً عن الإنجاب، وليس من الشرط في أي زواج أن يكون فيه إنجاب، خاصة إذا تحقق الجانب الثاني، وهو أنه يؤدي هذه الوظيفة بطريقة كاملة مما يُحقق لنفسه العفاف ولزوجته العفاف.
ولا نعتقد أن الرجل الذي أخبرك بهذه الحقائق عنده عجز في ذات الممارسة، ولا في ذات العلاقة، ولكن ربما يكون الأمر بعد ذلك، وسنسمع رأي الطبيب جميعًا فيما بعد العلاقة الحميمة التي تكون بين الزوجين.
ونريد أن نقول: إن الإنسان قد يصعب عليه أن يجد في هذه الحياة شيئا كاملا، يصعب أن تجد الزوجة رجلاً كاملاً بلا عيوب، وقد يصعب على الرجل أن يجد امرأة بلا عيوب، ولكن المطلوب هو أن نسدد وأن نقارب، وأن نختار الدين والأخلاق، وأن نتأقلم مع الأوضاع التي تمر على الأسرة أو تقوم عليها الأسرة، أن يكون هناك نوع من التفاهم والتعاون وصولاً إلى التوافق والتآلف، يعني هذه معاني يمكن أن يصل بها الناس سواء وجدت ذرية أو لم توجد، طالما كان التعاون على البر والتقوى، وطالما كان التفاهم، وطالما كانت الرغبة في التنازل والتأقلم مع الوضع هو الأساس وهو القاعدة التي نبني عليها.
بلا شك أنت صاحبة الخيار في هذه المسألة، ولكنا لا نرى أن يقف هذا الزواج إذا كان هذا هو السبب فقط -مسألة الإنجاب- رغم أنه مشكوك فيه، إذا تأكدت أن الممارسة تتم بطريقة صحيحة، وأن المتعة الذي يريدها الزوج والزوجة والعفاف الذي ينشده الإسلام - كأهم أحد أهداف الزواج - يمكن أن يتحقق، فإنا عند ذلك نرى إمضاء هذه المسألة، ولا مانع من أن تنظري في وضعك، فأنت في سن معينة، والفرص المتاحة ليست كثيرة.
وكذلك أيضًا قد يصعب فهم رفض شاب سوي صاحب خلق ودين بعد أن رضيت به وقبلت به، وعليك أن تنظري في الخيارات المتاحة، وفي عواقب الاستمرار، وفي آثار الترك، فمن حقك أن تنظري في كل الأبعاد قبل اتخاذ القرار الذي نتمنى أن يكون صحيحًا، وأن يكون موفقًا.
ونسأل الله أن يكتب له الشفاء العاجل، وأن يقدر لك وله الخير حيث كان ثم يرضيكم به، وأن يرزقكم ذرية صالحة تحمل معاني الدين ومعاني الخير بعدكم وفي حياتكم، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.