عرفت أن ابنة عمي تحبني..فهل أتزوجها؟
2013-10-29 01:16:34 | إسلام ويب
السؤال:
أشكركم على الجهد المبذول في تقديم النصيحة الصادقة للجميع.
سؤالي هو: أنا من عائلة محافظة وقبيلية، عمري 24 عاما، وبقي سنة على تخرجي من الجامعة، تخصص هندسة، وأنوي الزواج، لكن شروطي في الزواج جعلته يتأخر؛ لأنكم كما تعلمون لا يوجد أحد كامل، وأبحث عن ذات الدين والأخلاق والجمال، والتوافق العلمي والثقافي.
لي ابنة عم تريد الزواج مني وعمرها 21 سنة، وتخصصها علم نفس، وهي تحبني ومعجبة بي، وقد يسأل سائل كيف عرفت ذلك؟ فالجواب أن أحد أخواتي كانت جالسة مع ابنة عمي، وأخبرتها أنهم سوف يخطبون لي من عند أناس من جماعتنا، وقدرا اكتشفت أختي ذلك الأمر بعدما تنرفزت البنت، وبدأت بالبكاء، وبعد محاولات لمعرفة السبب اتضح أنها تحبني وتريدني زوجا، علما أنها ذات دين وأخلاق وحياء، وعلى قدر من الجمال.
سؤالي هو: هل ما فعلته البنت صحيح؟ وهل الزواج من الأقارب قد يؤثر على علاقتنا الزوجية؟ وهل عندما تحصل النظرة الشرعية فهل من المناسب رفض البنت لعدم وجود الجمال المطوب منها؟ أنا لا أخفيكم فأنا معجب بها لكثرة ما سمعته عنها في تفوقها في دراستها، وطاعتها لوالديها، وحسن أدائها في المنزل، وأخلاقها وحبها للتعلم، لكن هل هذا الإعجاب بها هو حب لها أم هو مجرد إعجاب؟ البنت لديها ظروف أسرية تريد الخلاص منها، وذلك عن طريق الزواج، فهل أتقدم لخطبتها لمجرد معرفة قدر حبها لي، وأنها لا تريد شيئا غير الزواج، وأنها ستصبر على ظروفي كوني لا زلت في بداية حياتي؟ أفيدوني جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ saad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل وهذه الثقة، ونؤكد لك أن بنت العم بالمنزلة الرفيعة، وأن بنت العم بهذه المواصفات المذكورة هي الأنسب لك، وفي زواجك منها خير كثير، والموقف الذي حصل ولم تملك فيه نفسها يدل على أن لك عندها مكانة رفيعة جدًّا، ولا عجب فأنت ابن عمها وأحب الناس إليها وأقرب الناس منها، ولذلك نحن ننصحك بأن لا تفرط في هذه الفتاة.
ونحب أن نؤكد لك أن تخصص علم النفس مفيد جدًّا للمرأة كأم، فإذا أضافت إليه العلم الشرعي والمعرفة في التربية فإنها ستكون أُماًّ ناجحة بكل المعايير وبكل المقاييس، وهذا من أنسب التخصصات بالنسبة للمرأة كأم، لأن دراسة النفسيات والتعمق في الأمور التربوية مفتاح من مفاتيح النجاح في التربية.
لذلك ينبغي ألا تتردد ولو للحظة واحدة في التقدم لبنت العم هذه والارتباط بها، ونحن -إن شاء الله تعالى- على ثقة أن السعادة ستكون كبيرة طالما أنت أيضًا مُعجب بها وهي على قدر -ولله الحمد- من الجمال، وهي تميل إليك، وهذا الموقف (سبحان الله) جاء الله به ليكشف ما في قلبها من ودٍّ واحترام وتقدير ورغبة في الارتباط بك، وهذه مؤهلات عالية جدًّا لزوجة مطيعة لزوجها، لزوجة حريصة على إسعاد زوجها، لزوجة حريصة على أن تكون مع زوجها.
فلا تفرط في بنت العم بهذه المواصفات، وبهذا التخصص الفريد الهام جداًّ الذي هي تحتاجه في وظيفتها، وأرجو أن تعلم أن المرأة جعلها الله تبارك وتعالى لها وظيفة رئيسية، وهي القيام بتربية العيال وإسعاد الزوج، وهذا يتحقق بدرجات أكبر فيمن تخصصتْ في علم النفس، بخلاف الزوجة التي تتخصصت في نفس تخصص الزوج، وربما تتفوق عليه، وقد يكون بينهما نوعًا من التحدي -إلى غير ذلك- وإن كان هذا الجانب يمكن أن يُحقق نوعاً من الوفاق في طريقة التفكير، ولكنه في الغالب ينقلب إلى ضده وإلى عكسه، فهي ترى نفسه ندا له ومثيلا له ودارسة مثله وربما شهادتها أعلى منه -إلى غير ذلك من الأمور المفاهيم السالبة بكل أسف-.
فإذاً نحن مرة أخرى نؤكد أن الخير بإذن اللهِ، وأن الصواب في أن تُقبل على بنت العم، وأنت ولله الحمد مُعجب بها وبأخلاقها وبجمالها -كما ظهر من خلال هذه الاستشارة- وعليه فنحن نؤكد لك أن الخير وأن الفلاح وأن الصواب وأن إسعاد العائلة وإسعاد بنت العم وإسعاد الأسرة سيكون في الزواج من هذه الفتاة التي لك عندها منزلة رفيعة، والتي لم تملك نفسها وهي تعبر عن تقديرها لك بهذا المستوى وبهذه الطريقة وأمام أختك والشقيقة، وطبعًا بين البنات تزول مثل هذه الإشكالات، وأيضًا لعل صدقها سبقها في أن تعبر هذا التعبير الواضح عن رغبتها في أن تكون زوجًا لها، وفي أن تكون أُمًّا لأولادك ورفيقة لك في دربك ومشوار حياتك، فلا تخذل من أقبلت عليك، وفيها من المؤهلات ما ذُكر من خلال الاستشارة.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.