زوجي يعبر عن حبه برسائل مكتوبة لا شفوية.. هل هو يحبني حقا؟
2013-10-26 04:56:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته..
جزاكم الله خيرا، وجعلكم من سكنة الفردوس الأعلى.
منذ ثلاثة أسابيع تم عقد قراني على شاب، وبعد الأسبوع الأول أصبح يقول أنه يحبني، مع العلم أنه في خطوبتنا لم أره سوى 3 مرات، وكما أنه لم يفصح عن حبه بلسانه قط، فقط يكتبها في رسائله، وأعتقد أنه يخجل من هذه الأمور؛ لأنه بعد عقد القران كنت أنا من تمد يدها للمصافحة، ومشكلتي أني لا أحمل تجاهه أي مشاعر، وأخاف أن تكون مشاعره مجرد شهوة، وأن تذهب بعد الزواج، كما أشعر بتأنيب الضمير عندما أكتب له أني أحبه فهل يحبني حقا؟ وكيف أتأكد من ذلك؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة رياض حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك بنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يجمع بينك وبين هذا الشاب الذي اختارك من بين سائر الفتيات وقصدك ورغب في الارتباط بك، وهذا كله دليل على أنه يميل إليك، وأنه يُحبك، وإلا فلا يمكن أن يحصل مثل هذا التلاقي، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ونحن نعتقد أن الشاب صادق في مشاعره، صادق في كلماته، وشبابنا -ولله الحمد-؛ لأنه لم يعتد على مثل هذه الأمور فيجد صعوبة، هذه الصعوبة مكانها قبل الزواج، أما بعد أن تُصبح المرأة زوجة له فينبغي أن يُبالغ في إظهار مشاعره، وتبالغ في مشاعرها، وينبغي أن تظهر الكلمات الجميلة والمداعبات اللطيفة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – لجابر: (هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحك) إنها معاني جميلة أشار إليها النبي عليه صلاة ربي وسلامه.
ولذلك نرجو أن تقابلي عباراته الجميلة بعبارات أجمل، وتقابلي كلامه الجميل بكلام أجمل، فإذا تقدم خطوة فتقدمي نحوه خطوات، بل بادري في إسعاده، واحرصي دائمًا على أن يكون بينكما من الانسجام والتفاهم، ولا تُظهري له ما في نفسك من معاني سلبية، أو هذا الفتور الذي سيزول، هذا الفتور دائمًا في البدايات؛ لأن الإنسان داخل على تجربة جديدة، ويتعامل مع قرين أو شريك يختلف عنه ربما في كل شيء في البداية، ثم بعد ذلك بعد التأقلم والتعايش يحصل التلاقي، وبقدر ما تكون هناك قواسم مشتركة بينكما تُصبح فرص الالتئام والتوحد والمشاعر المتبادلة الممتزجة، تصبح واحدة عندما تكون هناك قواسم مشتركة.
ولذلك نتمنى أن تعيشي نفس الاهتمامات، أن تدخلي إلى حياته، أن تحرصي على إسعاده، وأن تصدقيه وتجامليه، وتردي على كل كلمة جميلة تصدر منه، ونسأل الله أن يعينكم على إكمال المراسيم، والدخول بالزوجة يعكس كثيرًا من الأمور، وتتغير عند ذلك كثيرا من المفاهيم، وما من شاب أو فتاة تزوج إلا ندم على تأخيره، وندم على أنه دخل هذا القفص الذهبي - كما يُقال - متأخرًا.
ففي انتظاركم - إن شاء الله تعالى – أيام حلوة جميلة، نتمنى أن تبدأ بالطاعة، وبالتعاون على البر والتقوى، وبالذكر لله تبارك وتعالى، واهب هذه النعمة، ولو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي، وقال (بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) فقضي بينهما ولد، لم يضره الشيطان أبدًا، {وابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له} فابتغوا عند الله الرزق والولد، واجتهدوا كما قال الله: {وابتغوا ما كتب الله لكم}، هذا أمر ولذة حلال، أكرمنا الله تبارك وتعالى بها، وجعلها مباحة لمن جاء للبيوت من أبوابها، وطلب يد الفتاة بطريقة رسمية، ومن حق الفتاة أن تطالب بالنظرة الشرعية كما من حق الرجل أن يطالب بالنظرة الشرعية، ثم بعد ذلك علينا أن نتعرف أكثر وأكثر على البيتين، على الأسرتين، فإذا حصل الوفاق والاتفاق والانشراح والارتياح فعند ذلك لا نملك إلا أن نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).
وأرجو ألا تنزعجي إذا كان عنده خجل وعنده فتور، هذا متوقع في البدايات، ولكن كما قلنا بعد أن تُصبحي زوجة له يُصبح كل شيء متاح، وكل شيء مطلوب، وكل شيء يؤجر عليه الإنسان.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم عليكم النعم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يجمع بينكما على خير، ونؤكد لك أنه يحبك، وإلا فكيف اختارك من بين ملايين النساء، قصدك ورغب في التواصل معك.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.