ما أفضل أعمال الوقف للميت؟ وكيف أدعو غير المسلمين للإسلام؟
2013-11-13 23:30:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا محتارة في أكثر من شيء وأتمنى أن تساعدوني.
أولاً: أنا فتاة عمري 25 عاماً، -الحمد لله- التزمت من فترة قريبة، وأسأل الله أن يثبتني، الآن أتمنى أن أكون داعية للخير، وأتمنى أن أتعمق في أمور ديني وأتعلم، أريدكم أن تنصحوني بموقع أو ما شابه يمكن أن أتواصل معهم، ويكونوا صحبة صالحة لي، ونتعاون على الخير، ويكون عندهم أفكار لأعمال خيرية، فأنا والله متشوقة وأتمنى أن أعمل شيئاً لديني ولآخرتي، ولكن احترت فلا أعرف أتواصل مع من؟ المواقع صارت كثيرة، والواحدة لا تدري ما الصالح فيهم وما أفضلهم؟ -إن شاء الله- طلبي يكون وصل مقصده.
ثانياً: أبي متوفى وأريد أن أتصدق عنه، أو أعمل له وقفاً، فبماذا تنصحوني؟ أريد أفضل عمل، جزاكم الله خيرا.
ثالثاً: أنا أعمل في مستشفى، وكما تعلمون في مثل هذه الأماكن يوجد الكثير من الأجانب وغير المسلمين، أتمنى أن أستغل عملي هذا في الدعوة إلى الله، والله أقصى وأعظم أمنية عندي، ويا رب تتحقق، أتمنى أكون سبباً في إسلام أحد، أريد أفضل كتاب، أو إذا كانت هناك طريقة أفضل من الكتاب تنصحونني بها، -إن شاء الله- سأشتري كتباً كثيرة وأوزعها، لكن محتارة ماذا يكون هذا الكتاب؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعًا على طاعته، وأن يثبتك ويسددك، هو ولي ذلك والقادر عليه.
بداية نهنئك بهذه التوبة والعودة إلى الله تبارك وتعالى، وقد أحسنت فإن التائبة ينبغي أن تُكثر من الحسنات الماحية، ومن أعظم الحسنات الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فأنت -ولله الحمد- عُدتِ متأخرة، لكنك بدأت بأوسع الأبواب، باب الدعوة إلى الله تبارك وتعالى (ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا –أو امرأة– خير لك من الدنيا وما عليها– خير لك من حُمْر النِّعم) نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونحن سعداء بهذه العودة، وسعداء بهذا الحماس، الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله خالصًا لوجه الكريم، هو ولي ذلك والقادر عليه.
بداية ندعوك إلى أن تبحثي عن الرفقة الصالحة في مراكز العلم، مراكز القرآن الكريم، وتواصلي مع موقعك هذا، وحاولي أن تدخلي إلى أكاديميات المجد، أو الجامعات الإسلامية الموثوقة عندكم في المملكة، -ولله الحمد- هي جامعات طيبة، ولها مواقع على الإنترنت، وفيها تعليم عن بُعد، وأفضل من ذلك أن تجدي داعية، تحضري دروسها وتجلسي معها وتستفهمي معها، لأن من المهم جدًّا لطالبة العلم لمن تبدأ في طلب العلم الشرعي أن تكون لها شيخة تدرس عليها، والحمد لله الفاضلات كُثر عندكم.
ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة والرغبة في التصدق على الوالد، ونحن نريد أن نقول: الصدقات الجارية أبوابها واسعة، ولكن إذا استطعت أن تحفري آبارًا لمسلمين فقراء، أو تؤسسي مركزًا إسلاميًا، أو تساهمي في وقفٍ يكون لعلاج المرضى من الأمراض المستعصية أو نحو ذلك من أبواب الخير الواسعة، وطبعًا هذا يُحدده المال الذي بين يديك، وأيضًا نقترح عليك أن تمري على جمعية خيرية وتحاولي أن تتعرفي على المشاريع التي عندها، ويمكن بعدها نساعدك على الاختيار، ولكن كل ما كان نفع المشروع أعظم وأكبر، وكلما كانت الحاجة شديدة كان الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى عظيم.
نحن سعداء بهذه الروح، ونسأل الله أن يرحم والدك رحمة واسعة، وندعوك إلى أن تُكثري له من الدعاء، فإن الله يُجيب هذا الدعاء، وأكثري له من الاستغفار، وكثّر الله من أمثالك من أصحاب الوفاء الذين يتذكرون الآباء والأمهات بعد وفاتهم، ونسأل الله أن يقر عينك بالخير وأن يثبتك، وبشرى لك فإن الله سيعوضك بهذا البر برًّا وإحسانًا.
أما المسألة الأخيرة وهي مسألة وجودك في المستشفى، ورغبتك في أن تُقدمي الهدايا للأخريات وللناس من غير المسلمين، فإننا أولاً: نطالب المسلم والمسلمة أن يلتزم بأحكام الدين وآداب الدين، وأخلاق هذا الدين العظيم، ليكون داعية للإسلام قبل أن يتكلم، فأنت داعية للإسلام بسمتك ووقارك، وحيائك وحسن تعاملك وصدقك وأمانتك، وداعية إلى الله تبارك وتعالى بأقوالك وفعالك، ونتمنى أن يكون التمهيد بهذا الجانب، وهو إبراز جمال وكمال هذا الدين العظيم، ورحمة هذا الدين العظيم بالناس أجمعين.
ثم بعد ذلك عليك أن تحاولي أن تُشاهدي أقربهنَّ إليك، ثم تحاولي أن تؤلفي قلبها، ثم تقدمي لها الهدايا في شكل هدية مغلفة، وتتابعيها، وتشجعيها، فإذا آمنت كانت عونًا لك على الأخريات، وتجنبي الحديث المباشر عن الإسلام في البداية، حتى لا يحصل نفور، وتجنبي أيضًا الحديث أمام مجموعة منهنَّ؛ لأن كل واحدة ستجامل الأخرى، ولكن احرصي على الدعوة الفردية، اختاري من تتوسمي فيهنَّ الخير، حاولي أن تدخلي إلى قلوبهنَّ بالهدايا والعطايا والابتسامة وحسن المعاملة، ثم بعد ذلك قدمي الدعوة إلى الله تبارك وتعالى في لطف، ولا تستعجلي النتائج، فإن علينا أن ندعوَ، والهداية من الله تبارك وتعالى القائل: {فذكِّر إنما أنت مذكر}.
سعداء –مرة أخرى– بهذه الرغبة وبهذه العودة وبهذا البر، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.