كيف أتدرب على الصبر وتحمل الحياة الشاقة؟
2013-11-12 00:47:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 20 سنة، أحاول تدريب نفسي وأخي على الصبر والتحمل، لأننا سنعود قريباً إلى بلدنا، ولا نعلم ما ينتظرنا، لذلك أريد نصب خيمة على سطح منزلنا، والبقاء فيها مع حر النهار وبرد الليل، والصيام إلى أن نعتاد على ذلك، وليعلم أيضاً أخي الصغير أنه الآن في نعمة.
سؤالي: هل ما أقوم به صحيح، أم هناك طريقة أسهل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على الصبر، فإن الصبر هو نصف الإيمان، والصبر هو حبس النفس على ما تكره، والإنسان إذا أعطي الصبر كما قال عمر: (ما أعطي الإنسان بعد الإيمان عطاءً خيرً ولا أوسع من الصبر)، فنسأل الله أن يجعلنا وإياك من الصابرين، وأن يلهمنا جميعًا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أما بالنسبة لما يحصل لكم عندما تعودون إلى البلد والصعوبات التي تتوقعون حصولها، فنتمنى أن تتهيؤوا على الأقل من الناحية النفسية لذلك، ولكن لا أرى أن تعذبوا أنفسكم بأمور غير مطلوبة منكم، ولكن الصيام طبعًا –خاصة نحن الآن في شهر الله المحرم– هناك صيام عاشوراء وتاسوعاء، وشهر من أوله إلى آخره من أكثر الشهور، التي ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يكثر من الصيام فيها، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (أفضل الصيام بعد الفريضة شهر الله المحرم).
لا نرضى عمل خيمة في الشمس، والتعرض للشمس وللبرد وللظروف القاسية، فكل شيء ينبغي أن يُترك لوقته، ولكن أن يُدرك الإنسان أنه بحاجة إلى الصبر، وبحاجة إلى أن يتعلم ويتدرب على هذه الأمور التي لا بد أن تمر عليه، حتى ولو كان حاجًا لبيت الله الحرام أو نحو ذلك، أحيانًا يأتي هذا النسك في الحر الشديد، وقد يأتي في زمان فيه برد شديد، فالإنسان يهيأ نفسه لتقلبات الظروف وتقلبات الأيام.
لكن لا نرى أن الإنسان يُتعب نفسه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– لمَّا وقفَ رجلٌ في الشمس وكان صائمًا، قال: (مروه فليستظل) ثم قال: (مروه فليتم صومه)، فنحن لا نرى تعذيب النفس بمثل هذه الأمور إلا إذا كان في عمل نافع؛ كجهاد أو عمل يضطر الإنسان إلى أن يقف، عند ذلك ندعوه إلى أن يصبر ويتحمل، لأنه ينتظر الأجر والثواب من الله -تبارك وتعالى-.
نكرر ترحيبنا بك، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يُصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل زمان ومكان، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يعين هذه الأمة على أن تتربى على القوة؛ لأنها أمة الجهاد، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والفاروق عمر كان يحذر هذه الأمة من الهروب من الشمس ومن التربية على التنعم، كان يقول: (إياكم والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين) وكان يقول: (اخلولقوا، واخشوشبوا، واخشوشنوا، وعليكم بالشمس فإنها حمام العرب، وإياكم وزي الأعاجم والتنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين)، فإنها كلمات عُمرية مهمة جدًّا، لكل أحد أن يستحضرها، ولكن لا نرى أن يعمل الإنسان برنامج تدريبي يقف في الشمس أو نحو ذلك، ولكن نحن نتمنى من الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا جميعًا على أن يصبر في المواطن الصحيحة للصبر، وأن يؤجرنا على صبرنا، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.