الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابننا الكريم - في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم علينا وعليك النعم، وأن يعيننا على الخروج من كل أمر يُغضبه سبحانه وتعالى، وندعوك إلى أن تعجّل بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن الله غفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى.
نحذرك - أيها الابن الكريم – من التفكير في مسألة الانتحار، لأن هذه جريمة الجرائم، وهي من كبائر الذنوب، ومن أخطر ما يمكن أن يفكّر فيه الإنسان، فتعوذ بالله من شيطان يوقعك في المعصية، ثم يجلب لك هذا الأسى حتى يوصلك إلى اليأس من رحمة الله تعالى، حتى يدفعك إلى الإقدام إلى جريمة كهذه الجريمة الكبيرة.
إننا نرفض مجرد التفكير في مسألة الانتحار، فكيف بالسؤال عن الكيفية وأنت تفكر في الكيفية، فتعوذ بالله من الشيطان، وعُد إلى صوابك، واعلم أن الإنسان وإن أخطأ فإن عليه أن يُجدد التوبة والعهد مع الله تبارك وتعالى.
حاول أن تبتعد عن أسباب هذه الممارسة، فتجنب الخلوة، ولا تأتي الفراش إلا وقت النوم، وتجنب أيضًا المكوث في الفراش بعد أن تستيقظ من نومك، واجتهد في غض بصرك وامتثل أمر ربك، واحرص على أن تنام على طهارة، وتستيقظ على ذكر الله تبارك وتعالى، واشغل وقتك وطاقتك بالعلم المفيد وبالأشياء والهوايات النافعة، واحرص على أن تكون مع الناس، وخاصة الصالحين، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وكرر محاولات التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمرٍ يُرضيه.
نحب أن نؤكد مرة أخرى أن هذا الخطأ الذي يحصل منك (بالعادة السيئة والممارسة الخاطئة) لا ينبغي أن يدفعك لمزيد من الأخطاء الكبيرة والتفكير بهذه الطريقة السالبة جدًّا التي تُلحق الأذى والضرر بالإنسان في دينه وفي دنياه.
نسأل الله أن يعينك على التوبة، ونبشرك بأن باب التوبة مفتوح، وأن الله يقبل توبة من يتوب إليه، وهو القائل: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون} وهو القائل: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} وهو القائل: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} ورحمة الله تغدو وتروح، فحذاري أن تيأس من رحمة الرحيم التي وسعت كل شيء، ونحن وأنت وجميع الخلق ممن تسعه رحمة الرحمن الرحيم.
تعوذ بالله من شيطان يوقعك في المعصية، ثم يريد أن يوصلك إلى اليأس والحزن، وهمَّ هذا العدو هو أن يُحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذنِ الله، فعامل هذا العدو بنقيض قصده، واعلم أن الشيطان يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا تبارك وتعالى، ويخنس إذا استعذنا، فعامله بنقيض قصده.
ولمزيد الفائدة يراجع:
• أضرار هذه العادة السيئة: (
2404 -
3858 -
24284 -
24312 -
260343).
• كيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (
227041 -
1371 -
24284 -
55119).
• الحكم الشرعي للعادة السرية: (
469 -
261023 -
24312).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرفعك عنده درجات، هو ولي ذلك والقادر عليه.