هل يصح الجمع بين الأدوية النفسية والأعشاب المفيدة في العلاج؟
2013-11-19 23:42:07 | إسلام ويب
السؤال:
أنا أعاني من رهاب اجتماعي واضطراب وجداني ثنائي القطب خفيف يغلب عليه اكتئاب، ولذا أستشيركم بالوصفة التالية؛ من حيث سلامتها من ناحية التفاعل السلبي بين الأدوية:
(لسترال، ديباكين، بوسبار)، وكذلك الوصفة التالية في حال فشل الأولى سيبراليكس، أو لسترال، توبامكس.
علماً بأني لا أريد علاجا يسبب السمنة المفرطة، أو أضرارا على الكبد، ونحو ذلك.
دكتورنا الكريم: أنا أعاني من رهاب واكتئاب ووساوس، وسؤالي هو:
هل يصح الجمع بين الأدوية النفسية وبين بعض الأعشاب المفيدة لتخفيف الأمراض النفسية، كقول أحدهم الدكتور عبد الباسط؟
قال الدكتور عبد الباسط: " لعلاج الوسواس القهري يؤخذ 3جم حرمل مطحون كل ليلة على ماء قبل النوم لمدة 45 يوما، أو 100جم من بذور الحرمل تؤخذ قبل النوم لمدة 3 أشهر". انتهى.
فإن كان جوابكم بالخوف من زيادة الجرعة والتسمم الدوائي، فأنا أود استخدام هذه الأعشاب من أجل تخفيض جرعة الدواء النفسي إلى حده الأدنى للتخفيف من الأعراض الجانبية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن انتهاج المنهج العلمي دائمًا هو الأفضل، وهو الأحوط.
بالنسبة لموضوع الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية: الأدوية المضادة للاكتئاب قد لا يُنصح بها أبدًا؛ لأنها ربما تُعقِّد الأمر كثيرًا بأن تجعل نوبات الثنائية القطبية متقاربة بعض الشيء.
هذا موضوع معقّد كثيرًا، ولا أريدك أبدًا أن تقدم على تناول دواء مضاد للاكتئاب، وأقصد بذلك الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي، مثل: الباروكستين والسيرترالين، لا تقدم على تناولها دون نصيحة طبية مباشرة.
من الناحية النظرية وحتى العملية: تناول اللسترال مع الدبكين والبسبار لا بأس به أبدًا، على العكس تمامًا الدباكين دواء ينشط فعالية الأدوية الأخرى، وذلك من خلال التمثيل الأيضي لهذا الدواء عن طريق الكبد، حيث إنه يحجّم من إفراز الأنزيمات التي تتولى استقلاب اللسترال والبسبار، وهو من هذه الناحية يرفع من مستوى هذه الأدوية في الدم، ويحسِّن فعاليتها، وهذا فيه قيمة إضافية تتمثل فيما نسميه بـ (زيادة الحيوية البيولوجية للدواء) من خلال التضافر في الفعالية.
بالنسبة لموضوع السمنة وأضرار الكبد: قطعًا هذه لا أحد يريدها، الدباكين قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، كما أنه قد يؤدي إلى زيادة في ارتفاع أنزيمات الكبد، لكن تعتبر زيادة طبيعية تتطلب المتابعة - وأقصد الطبيب - واللسترال أيضًا قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن.
بالنسبة لتناول السبرالكس أو اللسترال مع التوباماكس: لا أعتقد أن التوبامكس دواء فعّالا لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن من حيث التفاعلات مع السبرالكس أو اللسترال ليس هنالك ما يمنع تناول هذه الأدوية مع بعضها البعض، لكن من ناحية الفعالية أشك كثيرًا في جدواها، كما أن السبرالكس أو اللسترال – كما ذكرنا سلفًا – قد يدفعا الإنسان نحو القطب الانشراحي.
بالنسبة لموضوع الأعشاب المفيدة: حقيقةً ليست لي خبرة كبيرة في هذا الأمر، ولم أكتسب خبرة عن قصد، كنتُ متحمسًا جدًّا لمعرفة الأعشاب وتكويناتها، ولي صديق عزيز أحد أبناء دفعتي، وهو أستاذ جامعي مرموق في علوم الصيدلة، وتخصصه الأساسي هو الأعشاب الطبية، سمعتُ منه أن معظم الأعشاب الطبية الموجودة والمتداولة الآن ليست نقية، ليست مضمونة التركيب، هنالك الكثير من عدم التحوط في إعدادها وتحضيرها، وهذا (حقيقة) يجعلني أكون أكثر ميولاً للأدوية النقية؛ لأنها صُنعت بضوابط معروفة، بعلمية، بقيام العملية التصنيعية على البراهين والأدلة، وهناك ضوابط رقابة، رقابة الجودة مضمونة في معظم الأدوية.
فلا علم لي أبدًا إن كان الـ (حرمل) يساعد في علاج الوساوس القهرية، وقطعًا أحترم رأي الآخرين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.