أنا سجينة وزني الذي حطم حياتي، أنقذوني!

2013-11-25 15:21:48 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم...

أنا فتاة عمري 25 سنة، أعاني من زيادة في الوزن، حيث كان وزني (50) كيلو، وأصبح (85) كيلو، وشهيتي مفتوحة للأكل باستمرار، سجلت بنادٍ لمدة ثلاثة شهور، لكن لبعد المكان لم أذهب إليه، وبعدها بستة أشهر سجلت بنادٍ آخر لمدة شهر، ونزلت (4) كيلو، لأنني قمت بعمل نظام غذائي قاس، اسمه (ديتوكس)، ثم رجعت لنظامي السابق، فزاد وزني، ولكن ما زال همي الأكبر هو إنقاص وزني، وأتحمس لكل شيء يتعلق بهذا الأمر، لكن تنقصني العزيمة والإصرار، شاهدت كثيراً من أفلام النجاح في إنقاص الوزن، وحاولت أن أقلدهم، وأتحمس لذلك، لكنني أفقد حماسي بعد فترة قصيرة قبل الوصول لتحقيق هدفي، والآن سجلت بنادٍ آخرٍ قريباً مني لمدة ثلاثة شهور، انتهى الشهرين، ولم أنتظم إلا مرتين.

ليس لدي طاقة إطلاقا، فحصت الهرمونات والفيتامينات، وكلها سليمة –والحمد لله-، لكن لا أعلم لماذا أنا مصابة بهذا التبلد الفظيع والكسل، ربما بسبب نفسيتي، أو قلق الدراسة والمستقبل، لذلك ذهبت لأخصائي نفسي، فوصف لي دواء جعلني أنام كثيراً، فذهبت له مرة أخرى، فأعطاني دواء آخر، لكنه سبب لي أعراضاً جانبية، مثل: الفوضى والضجيج في الرأس، والزغللة في العين، والأحلام المخيفة، فتوقفت عنها.

نادراً أن أحداً يتصل بي، ليشرح لي عن حاله، أو ليتحدث لي عن مشكلة ما حصلت له، أو ليعزمني شخصياً، كي أتحدث معه في موضوع ما، بعكس صديقاتي الأخريات، وأنا أعرف لماذا؟ بسبب حالتي، مما أدى إلى عدم ثقتي بنفسي، ولا أتكلم عند الناس بصوت عال، وإذا تحدثت بأمر ما، قلبي يرفرف بسرعة، وأقلق وأخاف جداً.

وما زالت حالتي في تدهور -أقسم بالله- أحياناً أفكر بالانتحار، بسبب سوء وضعي، أحس كأنني معاقة أو مريضة، لكنني بكامل صحتي، لا أستطيع إكمال أمور المنزل، ولا أدرس، وعندي شرود ذهني فظيع، ولا أركز إطلاقاً، مثلاً: إذا حاولت أن أقرأ كتاباً أو أدرس، أنتهي منه في ثوانٍ، قراءةً فقط، لكنني لا أفهم ماذا قرأت، حتى لو حاولت أن أركز، سرعان ما يشرد ذهني في أمور جداً تافهة، أنا في صراع مع نفسي لأحسن من وضعي، ولكن بدون نتيجة، لدرجة أن البعض يظن أنني على علاقة حب لشدة سهياني، وأيضاً أنسى كثيراً، وأشعر أن الناس يكرهون الجلوس معي، لأنني أحياناً أشعر أنني غبية، لا أفهم حديثهم، ولا أتفاعل، وإذا تفاعلت أجعلهم يعيدون الحديث مرة أخرى لكي أفهمه ثم أعلق.

أنا أعيش في أوروبا منذ خمس سنوات، ولم أتمكن من اكتساب اللغة، كل ذلك بسبب ضعفي وخوفي ونسياني وشرود ذهني، وحتى لو فكرت أن أجتهد، لا بد من ممارسة اللغة مع الناس، وليس عندي الجرأة في الحديث، لذلك أنا انطوائية، معتكفة في بيتي دائماً، وفي مطبخي، أقضي كل وقتي أطبخ، وآكل، ليس رغبة في الطعام ولكن هروباً من واقعي، وأعلم تماماً أن هذا خطراً على صحتي، وأنه سوف يزيد وزني، ولكن لا حياة لمن تنادي.

قريباً سوف أعود للديار، والأقارب جميعهم يفكرون أن لغتي 100٪، والحقيقة هي أن لغتهم أفضل مني، وكلما فكرت بوضعي، وأنني ليس لدي ثقة وعزيمة وليس لدي هدف، ازداد سوءاً، ولا أريد أن أفعل شيئاً، دائماً أقول إن نهايتي سوف تكون قريبة، ولم أحقق شيئاً من أحلامي في اللغة.

وبالنسبة لوزني أفكر في عملية ربط المعدة، لكن الطبيب أخبرني أن (BMI)، يجب أن يكون أعلى من أربعين، وجربت جميع حبوب التخسيس تقريباً ولا فائدة.

أرجوكم شخصوا حالتي، أريد مساعدتكم، ساعدوني، واعذروني على الإطالة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا، وأكيد لم يكن الأمر بالسهل أبداً.

قضية زيادة الوزن، والرغبة في إنقاصه، مشكلة متكررة وكثيرة الانتشار، وتمنيت لو عندي الحلّ السحري، لكنت استفدت منه أنا أولا، ولكن هي المحاولة هنا وهناك.

وسواء نقص الوزن أو لا، فالمفروض في الإنسان أن يكون في حالة نفسية مريحة، وإلا سيتعذب ويلوم نفسه، ولن يحقق شيئاً، لا في نقص الوزن، ولا في الأعمال الأخرى، وكما يحصل معك في موضوع الدراسة، وأعمال البيت وغيرهما.

حاولي صرف انتباهك قليلاً عن موضوع الوزن، وحاولي التركيز على أن تكوني سعيدة أولاً، ماذا يفعل الإنسان البدين، هل عليه أن يعيش تعيسا طوال حياته؟

سعادة الإنسان لا تتعلق بالشكل أو الوزن أو اللباس، ومن الشروط النفسية الصحية للسعادة، والفاعلية في الحياة، أن يكون الإنسان عنده شيء من التقبل لنفسه، فهي رأس ماله، فكيف ينجز ويحقق وهو غير راضٍ عن نفسه التي بين جنبيه؟ اقبلي بالوزن الذي أنت عليه الآن، وأحبّي نفسك، فهذا الذي سيساعدك على تخطي العقبات والتحديات، طبعا هذا لا يعني أن نقلل من أهمية موضوع الوزن، ولا يعني أن يأكل الإنسان كل ما هو أمامه، وبالكميات الكبيرة.

وبعد أن تقبلي بنفسك، يمكنك إنقاص الوزن من خلال إجراءات بسيطة، ومن أهمها، إنقاص كمية الطعام، وخاصة النشويات والدهون والسكريات، وقد وجد أن عامل الحمية الغذائية من باب كمية الطعام ونوعه، أهم بكثير من الرياضة والتمارين، وإن كانت الرياضة مفيدة على الدوام.

إن تقبلك لنفسك، مهما كانت، وبغض النظر عن الوزن والشكل، سيعينك حتى على تواصلك الاجتماعي الأفضل مع الناس من حولك، وسواء كنّ صديقات أو غيرهن.

وأما موضوع اللغة، فالحديث فيه يطول، وإن كانت مبادئ تعلم اللغات معروفة، وأنها تقوم على التعلم والممارسة والتطبيق، وسواء كان قراءة أو حديثا أو كتابة، فهيا انخرطي في هذه اللغة، ولا تأبهي كثيراً لرأي أقربائك لك، عندما تعودين لبلدك، فأنت تتعلمين لنفسك وليس لهم.

وفقك الله، وأسعدك في الدارين، وجعلك من المتفوقات.

www.islamweb.net