تنتابني نوبات هلع يصاحبها خوف من الموت.. هل هذا طبيعي؟
2013-12-01 03:36:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طالب جامعي كانت تأتيني نوبات هلع وخوف، والآن تأتيني بكثرة لدرجة، حتى التفكير البسيط يأتيني معه خوف مثل: (سوف أموت، سأفقد عقلي، أريد أن أهرب إلى المنزل، سوف أصرخ بقوة)، هل هذا طبيعي؟
لا أريد الذهاب لطبيب نفسي، هل من علاج لا يؤدي للإدمان؟ وهل هي مضاد أو فقط مهدئ؟ كنت أحلم بالسفر لدول العالم لكن للأسف أصبحت جبانا!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كلنا نحتاج لشيء من الخوف، كلنا نحتاج لشيء من القلق، كلنا نحتاج لشيء من الوسوسة حتى نكون إيجابيين وفعّالين ومفيدين لأنفسنا ولغيرنا، هذه وسائل وطاقات نفسية حبانا الله تعالى بها لتنفعنا في حياتنا، أما إذا زادت هذه الوظائف النفسية فبالفعل قد تؤدي إلى الخوف الشديد، قد تؤدي إلى الوسوسة، قد تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.
فأريدك - أيها الفاضل الكريم – أن تعرف أنك الآن في مرحلة التكوين النفسي والبيولوجي والاجتماعي، وهذا قد يؤدي إلى شيء من الخوف في بعض الأحيان.
أولاً: أنصحك ألا تخاف من الفشل لأنك لست بفاشل.
ثانيًا: يجب أن تستفيد طاقاتك النفسية والجسدية، فأنت في عمر مليء بالحيوية بفضل الله تعالى.
ثالثًا: ضع لنفسك أهدافًا وآمالاً، وكن حذقًا ومخططًا لما يجعلك -إن شاء الله تعالى- من المتميزين في المستقبل.
رابعًا: عليك أن تنظم وترتب وقتك بصورة صحيحة، ومارس الرياضة بانتظام، وكن دائمًا بارًا بوالديك... هذا يعطيك دفعًا نفسيًا إيجابيًا.
سؤالك هل الذي يحدث لك طبيعي أم لا؟ .. كما ذكرت لك في بداية هذه الرسالة أن التغيرات النفسية موجودة لدى الناس، وحين تزداد عن المعدل هنا قد تكون المشكلة، أنا أرى أن الذي يحدث لك هو أمر طبيعي في مثل عمرك، لكن قطعًا يجب أن نعالجه، وتعالجه من خلال ما ذكرته لك من إرشاد.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأنت تحتاج إلى دواء بسيط جدًّا، ونحن لا نصف أدوية إدمانية أبدًا، هذا هو مبدأنا الأصيل في موقعنا (إسلام ويب) نحن نسعى لنفع الناس لا نضرهم، بل على العكس تمامًا تأتينا أسئلة كثيرة حول الإدمان وبتوفيق الله تعالى نقدم الإرشاد الذي نراه مناسبًا.
أنت تحتاج لدواء بسيط جدًّا يعرف باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلاً، وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، تناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة مساءً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
أما بالنسبة لهذا الدواء فهو يتميز بأنه مضاد حقيقي للقلق، ويؤدي إلى التهدئة في ذات الوقت، وعليك أن تستفيد من فعاليته بأن تجعل حياتك فعّالة وإيجابية، وتطبق ما ذكرته لك من تغيير كامل في السلوكيات ونمط الحياة، هذا هو الأفضل.
أما فيما يخص حلمك أن تسافر إلى دول العالم: هذا لا يمنع - أيها الفاضل الكريم – ليس هنالك ما يمنعك أبدًا، لكن السفر يجب أن يكون لهدف ويجب أن يكون مرتبًا، ويجب أن يكون سفر بر وطاعة، لا سفر سوء، وفي ذات الوقت أن تحدد أسبقياتك، أنت الآن عليك أن تتزود بنور العلم، -وإن شاء الله تعالى- تذهب مسافرًا لتلقي المزيد من العلم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.