أرغب بزوجة ثانية لكني أخشى عدم تحقيق السعادة
2013-12-15 22:47:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
جزاكم الله كل خير على موقعكم الرائع.
أرغب بزوجة ثانية لأكثر من سبب، علماً بأن زوجتي الحالية على أدب وجمال، وتحبني كثيرا، وأنا أبادلها هذا الشعور، أرغب بالزواج من أخرى لعدة أسباب، ولكني أخشي ألا أوفق في هذه الخطوة؛ فماذا أفعل؟
بارك الله فيكم!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجعلك من العلماء العاملين والأولياء المقربين، وأن يوفقك لإقامة الإسلام في هذه البلاد، وأن تكون قدوة يُحتذى بها بين من تعيشون بينهم، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإنه مما لا شك فيه أن التعدد أمر فيه خير، وأيضًا تترتب عليه مضار، خاصة إذا كانت الزوجة ليس لديها أي استعداد لقبول الزوجة الثانية، وقد يؤدي ذلك إلى فراقها وطلاقها منك، وتشتيت الأسرة.
لذلك عليك -بارك الله فيك- أن تنظر في أمرك من جميع الجوانب؛ لأن ذلك في حد ذاته أمر حسن، وهو من سنة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- والتعدد مما لا شك فيه كما ذكرت لك فيه خير كثير، ولكن يُشترط ألا يؤدي ذلك إلى مفسدة أعظم منه، فأنت تعلم أن إنكار المنكر في حد ذاته لا بد أن يكون في حدود معينة، فإذا أدى إلى منكر أكبر منه لا ينبغي إنكاره، كما ذكر أهل العلم في فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كذلك الزواج، إذا كنت ستتزوج بامرأة جديدة وتخسر زوجتك وأولادك فأرى أن عدم الزواج قد يكون أولى، وإن كان الأمر في أصله مشروع، لذا أرى أن تختبر زوجتك وأن تحاول أن تلمح لها، فإن كانت من النوع الذي يمكن جبر خاطره ويمكن استرضاؤه، وأنها قد تغضب لفترة ثم تعود إلى وضعها الطبيعي، ولن تحمل عليك حملة شعواء كما تفعل معظم النساء، فأرى أن تتوكل على الله، وإن شاء الله تعالى سيكون في ذلك خير.
أما إذا كنت تعلم من امرأتك أنها ليست من هذا النوع، وأنها فعلاً قد تفارقك وقد يترتب على ذلك تشتيت الأسرة وذهاب ريحها وتمزيق الأولاد خاصة في بلاد المهجر، فأنت لا يخفى عليك الضياع والخطورة التي تُحيط بأبناء المسلمين عندما يحدث فراق ما بين الوالدين.
إذا كنت ترى أنها من النوع الشديد الذي لا يقبل، وأنها فعلاً قد تفضل الطلاق وقد تُصر على ذلك ولا تتراجع؛ فأرى أن تكتفي بها، وألا تلمح لها، وألا تتكلم معها، وأن تترك هذا الأمر، عسى الله تبارك وتعالى أن يعوضك خيرًا بنيتك الحسنة.
أما إذا كانت امرأتك كما ذكرت من النوع الهين اللين التي من السهل إرضاؤه، قد تغضب لأيام ثم تعود إلى وضعها الطبيعي، فأرى أولاً أن تلمح لها، فإن هيأت نفسها لذلك الأمر فتوكل على الله،.
أرجو ألا تكون عنيفًا في التعامل مع هذه القضية، وألا ترى أن الدين كله محصور في هذه المسألة، فإذا كنا نعتبر أن هذه سنة فهي سنة من السنن، فهل يا تُرى نحن أقمنا كل السنن؟ ينبغي أن نكون عقلاء وأن نكون عقلانيين أيضًا في طرحنا وفي تناولنا لهذه القضية، حتى لا نؤدي لتشويه صورة الإسلام وصورة التعدد.
لذا أرى أن تكون رفيقًا، وأن تعلم أن هذه سنة، ولو لم تطبق فليس عليك من ضير، أما إذا رغبت فيها فلا بد أن تنظر في الآثار المترتبة عليها، فإن كان ضررها أكثر من نفعها فأرى أن تُعرض عنها، وإن كان من الممكن أن يتم الأمر بشيء بسيط من التضحية فأرى أن تتوكل على الله، وأسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لطاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.