أسئلة وأجوبتها حول الصرع أثناء النوم
2013-12-12 01:53:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
بداية أنا معجب جدا بموقعكم الرائع, أدامكم الله ذخرا للأمة الإسلامية في مساعدتها في مختلف الأمور.
أنا شاب عمري 20 عاما, أعاني من الصرع أثناء النوم حسب ما أعلم, لكنه يتجاوب بصورة ممتازة مع الأدوية, أولى النوبات كانت وأنا بعمر 12 عاما, في ليلة من ليالي الصيف, ووقتها ذهبت للطبيب, وعمل لي فحوصات كاملة, مع تخطيط, وقال بوجود بؤرة في الفص الأمامي من المخ, حسب ما أعلم من أهلي.
قرأت عن صرع الفص الأمامي, وأن معظم نوباته تحدث أثناء النوم, تناولت جرعة (750) مغ في اليوم لمدة 3 سنوات, ثم توقفت تدريجيا بأمر من الطبيب في سن 15 عاما, وفي يوم كنت فيه متوترا عادت النوبة مرة أخرى, واستمريت على حبة واحدة من (ديباكين كرونو) 500 مع, ليلا فقط في السابعة مساء لغاية سن 17 عاما.
لن أطيل في الوصف, لكن في سن 17 عاما شاورنا الطبيب وبدأنا بتخفيف الدواء, المهم أن آخر نوبة لي كانت قبل حوالي 3 سنوات, لكن على جرعات مختلفة, بمعنى أنها ليست جرعة ثابتة, لا أعلم هل يشترط أن يكون الشخص على نفس الجرعة لمدة 3 سنوات أو سنتين, أم يشترط فقط عدم حدوث النوبة, ولا يهم الجرعة؟
في شهر 9 من عام 2010م بدأت بتناول نصف حبة من (ديباكين كرونو) ليلا في التاسعة مساء, وبعد أشهر انقطع الدواء من السوق, واستشرت الطبيب فأمرني بالتحول إلى (ديباكين) العادي -ليس كرونو- وهذا حسب ما أعلم أنه لا يدوم تأثيره طويلا في الدم, والآن أنا أشرب نصف حبة ليلا فقط من دواء (ديباكين) العادي 500 منذ سنة و7 أشهر.
الأسئلة كالتالي, وسامحوني على الإطالة:
1- هل أستطيع قيادة السيارات؟ سألت طبيبا أو طبيبين فأشاروا بالسماح؛ لأن الجرعة بسيطة, ولا يوجد تشنجات.
2- كيف لي أن أعرف بحصول تشنجات في النوم؟ حيث أستيقظ أحيانا متعبا, لكن أكتشف أني أصبت بالأنفلونزا أو بالرشح, وهذه تتشابه مع أعراض النوبة التشنجية أثناء النوم, ربما أستطيع التمييز بسبب الحالة العقلية, حيث أستيقظ وتكون الذاكرة مضطربة، بالإضافة إلى النوم العميق جدا, وعدم الاستيقاظ في الموعد المعتاد.
3- في الفترة الأخيرة أقلق كثيرا من هذه الأمور, وأصبحت ألاحظ رفرفة في العين اليمين فقط، بالإضافة إلى أني أجلس على الكمبيوتر كثيرا, ودائما يدي اليمنى متعبة, وأصبحت ألاحظ شيئا مثل ارتجاف العضلات, أو الأعصاب بجانب منطقة الكوع عندما أكون متكئا عليها, وأحيانا يكون الارتجاف قويا, لدرجة أنه يؤدي إلى تحريك أصابع اليد تلقائيا, لكن عندما أزيل يدي عن الطاولة وأحركها تختفي هذه الأعراض مباشرة.
صراحة هذا الموضوع يقلقني, وأخاف أن تكون نوبة جزئية, علما بأني لم أعانِ في حياتي من أي نوبة جزئية.
4- هل أستطيع فعلا التوقف عن أدوية الصرع؟ حيث إني أقرأ قصصا كثيرة عن عودة النوبات حتى بعد سنين طويلة, وأنا أخاف من هذا الأمر.
5- أحسست قبل يومين بخدر في الشفاه, دام لمدة دقيقة تقريبا, وكنت متوترا جدا, وأفكر في أعراض المرض, فما هذا الشيء؟
6- عندما استشرت طبيبي أعطاني نسبة 90 بالمائة أن النوبات لن تعود إن شاء الله عند التوقف عن الدواء, لكن وبصراحة من خوفي لم أتمكن من ترك الدواء, وأنا حاليا مستمر عليه بنفس الجرعة, علما أنه طبيب متميز, وله خبرة أكثر من 30 عاما في هذا المجال.
7- ما هي آخر التطورات في علاج مرض الصرع؟ وهل قريبا سيتم التخلص من هذه المشكلة التي تؤرق البشر -إن شاء الله-؟
هذه بعض من الأسئلة التي تدور في بالي يوميا, ولا أجد منها مناصا حقيقة, أصبحت أمارس الرياضة في الفترة الأخيرة, ولاحظت تحسنا كبيرا في التخلص من القلق.
سامحوني على الإطالة.
أشكركم من أعماق قلبي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على كلماتك الطيبة في حق إسلام ويب، وإن شاء الله تعالى حالتك بسيطة وخبرتك فيها طويلة، وهذا أمر مهم.
الأمور الأساسية في علاج مرض الصرع هي الالتزام التام بجرعة الدواء، وأن تكون الجرعة صحيحة ومكتملة.
أخِي الكريم: جرعة الدباكين العادي أو (كرونو) تُحسب على أن كل كيلوجراما وزنًا من الجسم الجرعة الصحيحة التي يتناولها الإنسان هي عشرون إلى ثلاثين مليجرامًا، يعني الشخص الذي وزنه سبعين كيلوجرامًا إذا أردنا أن نعطيه الجرعة العلاجية الدّنيا هي ألف وأربعمائة مليجراما في اليوم، على هذا الأساس تُحسب جرعة الدباكين.
والأفضل للإنسان أن يتناول الدواء بجرعته الصحيحة وللمدة المطلوبة، هذا أفضل كثيرًا من الجرعات الصغيرة أو الجرعات المتقطعة، هذا هو المبدأ العام، ويجب أن تأخذ به من وجهة نظري.
كل من يظل لمدة ثلاثة سنوات دون أي نوبات صرعية نومية أو غير نومية ويكون هنالك تأكيد قاطع بذلك، بعد ذلك يمكن أن يُسحب منه الدواء تدريجيًا، وإذا كان الإنسان له تاريخًا أسريًا لمرض الصرع يفضل أن تمتد المدة إلى أربعة سنوات، بعدها يتم الخفض التدريجي للدواء.
سوف أجيب الآن على أسئلتك بصورة مباشرة في صورة نقاط، وهي:
1) هل تستطيع قيادة السيارات؟ .. الرأي الأرجح هو نعم، ما دامت نوباتك ليلية فهذا لن يمنعك من قيادة السيارات، مع الأخذ بالحذر.
2) كيف لي أن أعرف بحصول تشنجات لي في النوم؟ .. كما تفضلت الأعراض تعتبر مؤشرًا، لكن المؤكد هو أن يتم إجراء تخطيط للدماغ مباشرة في اليوم التالي بعد اليوم الذي يليه، بعد الليلة التي كان هنالك شك حول أن النوبة قد حدثت فيها.
3) ما تلاحظه من رفرفة في العين؟ .. أولاً الجلوس على الكمبيوتر لفترات طويلة ليس أمرًا جيدًا, الحركات التي قد يحس بها الإنسان –أي انقباضات عضلية غير إرادية ورفرفة– لا أعتقد أنها سببها الصرع، هي نوع أو نتاج لقلق نفسي، كثيرًا ما يكون مرتبطًا بمرض الصرع، والإنسان يكون دائمًا لديه نوع من القلق التوقعي، لكن قطعًا إجراء تخطيط الدماغ قد يكون مفيدًا.
4) هل أستطيع فعلاً التوقف عن أدوية الصرع؟ .. الجواب نعم، بشرط أن تأخذ الجرعة الكافية للمدة المطلوبة، وأن يتم التأكد تمامًا أنه ليس لديك أي نوبات صرعية خلال فترة تناولك للدواء، بعد ذلك يتم التوقف التدريجي.
5) احتمالية رجوع نوبات الصرع هي عشرون إلى أربعين بالمائة، والإنسان إذا قُدِّر أنه من الذين عاودهم مرض الصرع يجب أن يقبل بهذا الابتلاء البسيط ويستمر على علاجه، وفي هذه الحالة تكون مدة العلاج خمس سنوات أو حسب ما يراه الطبيب.
6) التوقف عن أدوية الصرع يجب أن يكون قرارًا مدروسًا ما بين المريض وطبيبه.
7) سؤالك الخامس: أنا لا أعتقد أن خدران الشفة لديه علاقة بتنشيط البؤرة الصرعية، وإن كان البعض يتحدث عن بعض النوبات الحسية، وتخطيط الدماغ أيضًا قد يكون مفيدًا.
8) ما ذكره لك طبيبك صحيح وصريح، فحاول أن تستفيد من رأيه.
9) التطورات في علاج مرض الصرع: أن الشيء الأساسي أن مرض الصرع يجب أن لا يشكل وصمة اجتماعية للناس.
ثانيًا: مريض الصرع يمكن أن يعيش حياة طيبة وهانئة جدًّا.
ثالثًا: أن الأدوية فيها تقدم كبير.
الأمر الآخر هو: أن بعض الحالات قد تستفيد من بعض الجراحات الدماغية الدقيقة.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ورسالتك أعجبتني كثيرًا، والذي أعجبني أكثر أنك تمارس الرياضة، وأنا من وجهة نظري يمكنك أن تعيش حياة طبيعية جدًّا، خبرتك متميزة في مقاومة هذا المرض.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.