أشعر بضيق وخوف اجتماعي.. هل أتناول نصف حبة من الزيروكسات؟
2013-12-10 00:13:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
نشكركم على دعمكم، وحب مساعدتكم وإرشاداتكم، ومهما شكرناكم لن نوفيكم جهدكم، نحسبكم كذلك ولا نزكي على الله أحدا، وفقكم الله في نفع هذه الأمة.
أنا أعاني من اضطرابات هلع وخوف شديدة اجتماعياً، وبعد الاطلاع على بعض الاستشارات الكريمة وجدت أن هذا المرض هو الرهاب الاجتماعي، وأنه مكتسب؛ لأنه منذ 3 سنين تقريبا، وهو حاد جدا لا يدعني أرتاح مع الناس، أو أتحدث معهم، وأحيانا أشعر وكأني سأسقط.
عندما أتحدث، أو اتناول الطعام أشعر بضيق في التنفس وخجل شديد جداً، وأنا الآن أحاول في العلاج السلوكي -ولله الحمد- يعطي نتيجة، ولكن سرعان ما تعود تلك الاضطرابات والنوبات، مما يجعلني أعتقد أن العلاج الدوائي ضروري.
سمعت عن دواء اسمه (الزيروكسات)، وأنه من أفضل الأدوية للرهاب، هممت أنا آخذ 25 ملغ، ولكن لا أعرف هل أتناول نصف حبة في بداية العلاج؟! ومتى أتناوله؟ أريد منكم -رعاكم الله- إرشادا عن كيفية تناوله؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ناجي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أنك قد تدارست حالتك بصورة جيدة، ووصلت إلى قناعات أنك تعاني من قلق الرهاب الاجتماعي، وأنا أقول لك أن هذه الحالات بسيطة خاصة في مثل عمرك، وغالبًا ما تكون عارضة، فكن متفائلاً، لا تستسلم أبدًا للخوف.
المجاهدات السلوكية مطلوبة، والتي تقوم على مبدأ المواجهة، وتحقير فكرة الخوف، والإكثار من التواصل الاجتماعي والجماعي فقد وجد أنه مفيد جدًّا، مثل حضور صلاة الجماعة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وكذلك ممارسة الرياضة الجماعية... هذه أسس علاجية مهمة جدًّا، ومن المهم والضروري أن تساهم أيضًا في كل ما ينفع أسرتك؛ لأن أخذ المبادرات الإيجابية داخل الأسر يطور من مهارات الإنسان ويعطيه ثقة أكبر في نفسه.
على مستوى الدراسة: أمامك أيضًا فرصة سانحة جدًّا لأن تتفاعل مع زملائك، وابتعد عن التجنب؛ لأن التجنب يقوي المخاوف ويجعل الإنسان محصورًا في ضائقة نفسية وجغرافية ضيقة جدًّا حتى ينعزل تمامًا.
عقار (زيروكسات) من الأدوية المناسبة جدًّا، ونسبة لسنك أعتقد أن 12.5 مليجرام سوف تكون كافية جدًّا، استعمل زيروكسات CR بجرعة 12.5 مليجرام يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء قطعًا من الأدوية المفيدة والفاعلة، وأعتقد أن حالتك بسيطة لا تتطلب أي جرعات كبيرة، هذه الجرعة الصغيرة حين تمازجها بخططك السلوكية وتنفذها بصورة دقيقة قطعًا سوف تكون هنالك فعالية تضافرية ما بين الدواء وما بين العلاج السلوكي، مما يمهد لك التعافي والشفاء الكامل -بإذن الله تعالى- .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.