توهم مرض السرطان أثر على حياتي جدا، فكيف الخلاص منه؟
2014-01-07 01:43:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شابٌ عمري 23 سنة، أعتقد أنني أعاني من مرض التوهم المرضي، فقد بدأ معي عندما كنتُ في الخامسة عشر من العمر؛ حيث بدأت أراقب نبضي وأشعر بأن هناك خللاً ما، ثم بدأت أشعر بألم عند القلب، ويمتد إلى الكتف واليد اليسرى، وقد ذهبتُ إلى طبيبٍ وقام بعدة فحوصات، ثم أكد لي أن الألم هو ألم نفسي.
بعد فترةٍ وجدتُ عقدةً منتفخة في رقبتي، وبدأت أقرأ على النت، ووجدت أن لدي أعراض لمفوما، وبدأت أشعر بأن حرارتي مرتفعة، وأتعرق عرقاً غزيراً.
ذهبتُ إلى طبيب وطمأنني بأنها منتفخة بسبب التهاب بسيط في الحلق، وما إن خرجت من عيادة الطبيب حتى زالت الأعراض تماماً.
وبعد فترة شعرتُ بأن حنجرتي منتفخة، وأن صوتي يتغير، وبوجود جسم غريب في حلقي، بدأت أقرأ على النت -والنت يأخذ الإنسان إلى السرطان مباشرة-، ففي إحدى المرات كتبت: "ألم في الظهر" فيGoogle فقالوا لي: إنه سرطان نقي العظام!!
ذهبت إلى الطبيب وأنا مقتنع تماماً أني مصاب بسرطان الحنجرة، فقال لي: بأنه مجرد احتقان بسيط في الحلق -وهو يضحك-، ثم قام بتنظير الحنجرة بناءً على إلحاحي الشديد، وقال: بأنها سليمة 100%.
أنا لدي شامة في رأسي تحسستها فشعرت أنها أكبر من ذي قبل، وبدأ الخوف والوسواس بأنها تحولت إلى ورم، ذهبت إلى طبيبة جلدية، وقالت: إنها سليمة، ويمكنني إزالتها متى أشاء.
أما الآن فأنا أعاني من إمساك وإسهال، وحموضة في المعدة، وآلام في البطن، وذهبتُ إلى أكثر من طبيب، والجميع أكدوا لي أنه لا داعي لأي فحوصات؛ لأنها أعراض بسبب التوتر، طبعاً أنا أشعر بأعراض سرطان القولون، وسرطان المعدة، وسرطان المريء، بسبب النت؛ فعند قراءة الأعراض أشعر بها في جسدي فوراً.
أريد الخروج من هذا الكابوس الذي أعيشُ فيه؛ فقد أفقدني متعة الحياة، حتى أصدقائي وأهلي سئموا مني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fares حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قطعًا الذي تعاني منه هي مخاوف وسواسية، تتمركز حول الخوف من الأمراض، خاصة أمراض السرطان، وإن أردت أن تسميها التوهم المرضي لا بأس في ذلك، لكني لا أفضل هذه التسمية، والتسمية الأحسن هي (المراء المرضي)، وهو الخوف من الأمراض، والتشكيك حتى في نتائج الفحوصات، وهذا يؤدي إلى الكثير من الوسوسة والمخاوف.
أيها الفاضل الكريم: هذه الحالات أولاً تُعالج من خلال الإجراءات التالية:
أولاً: الإنسان يجب أن يحافظ على صلواته وعلى أذكاره، ومعظم الأذكار تشمل الدعاء بأن يحفظ الله تعالى الإنسان من الأمراض ومن الأسقام، وأن يعطيه الصحة والعافية، فهذه الأدعية تمثل دعمًا نفسيًا ممتازًا.
ثانيًا: ألا تطلع على ما يُنشر في الإنترنت حول الأمراض، أنا لا أريد أن أحرمك من المعلومات، لكن يفضل أن تأخذ أي معلومة من الكتب الطبية، وهنالك كتب مكتوبة لعامة الناس، وفيها معلومات مفيدة جدًّا.
ثالثًا: يجب أن تكون لديك مواعيد منتظمة مع طبيب الأسرة، تقابله مرة كل ثلاثة أشهر مثلاً، والمراكز الصحية بدولة قطر فيها خدمات طبية عامة ممتازة جدًّا، فإجراء الفحوصات الروتينية يبعد الإنسان من التنقل ما بين الأطباء والمخاوف المرضية.
رابعًا: عليك بممارسة الرياضة.
خامسًا: عش حياة صحية: احرص على النوم المبكر، والغذاء المتوازن، والقراءة، والاطلاع، واسع لأن تكون متميزًا في دراستك أو في عملك إن كنت في محيط العمل.
سادسًا: بر الوالدين وصلة الرحم فيها خيرٌ كثير، وتبعث في الإنسان الطمأنينة.
النقطة الأخيرة هي: أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، ودولة قطر فيها خدمات ممتازة جدًّا، وإن لم تستطع فهنالك أدوية ممتازة يمكنك أن تتناولها، من هذه الأدوية عقار يعرف باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، ودواء آخر يعرف علميًا باسم (استالوبرام) واسمه التجاري (سبرالكس). هذه الأدوية قد لا تُصرف لك في الصيدليات، لذا أعتقد أن ذهابك إلى المركز الصحي لمقابلة الطبيب، أو حضورك إلى قسم الطب النفسي سيكون أمرًا جيدًا ومفيدًا لك إن شاءَ الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.