الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنالك عدة ظواهر تحدث لبعض الناس في أثناء النوم، منها المشي أثناء النوم، الكلام أثناء النوم، نوبات الهرع، أو ما يسمى بالفزع النومي، الجاثوم، كذلك النوبات الصرعية الليلية، وهنالك علة أخرى تعرف بعلة حركة الرجل المطلقة أثناء النوم.
هذه الظواهر معروفة لدى المختصين، وما وصفته حقيقة قد يكون مماثلاً أو مقاربًا لدرجة كبيرة إلى نوع من الفزع الليلي، وهذه الحالة أسبابها غير معروفة على وجه التحديد والدقة، لكن كثيرًا ما تكون مصحوبة بالقلق النفسي، أو نوع من الإجهاد الجسدي والنفسي، وربما تلعب العوامل الوراثية فيها دورًا أيضًا، وغالبًا هذه الحالات تنتهي تلقائيًا.
أيتها الفاضلة الكريمة: الذي أريده منك هو ألا تنزعجي لهذه الحالة أبدًا، حاولي أن تنامي نومًا هانئًا وهادئًا وعميقًا، وذلك من خلال ألا تنامي في أثناء النهار، أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، أن تتناولي وجبة العشاء مبكرًا، وأن تكون خفيفة جدًّا، وأن تتجنبي الأطعمة الدسمة، لا تشربي الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا أو تتناولي الشكولاتة في فترات المساء، فكلها تحتوي على الكافيين ومثيرات قد تؤدي إلى اضطراب النوم، وحاولي أن تذهبي إلى الفراش في وقت محدد وحين تحسين بالنعاس.
النقطة الأخرى والهامة جدًّا هي أن تكوني في حالة استرخاء ذهني وجسدي، وهذا غالبًا يتأتى من حسن ذكر أذكار النوم، أن يذكرها الإنسان بتعمق وبتدبر، ويا حبذا لو قرأت شيئًا من القرآن، جربي أيضًا أن تتوضئي قبل النوم، هذا -إن شاء الله تعالى- يبعث فيك طمأنينة كبيرة جدًّا.
النقطة الأخرى والتي أريدك أن تكوني حريصة عليها هي: تطبيق تمارين الاسترخاء، موقعنا أعدَّ استشارة تحت رقم (
2136015) فيها تعليمات وإرشادات بسيطة جدًّا، لكنها أيضًا مفيدة جدًّا، فحاولي أن تطبقيها صباحًا ومساءً، و-إن شاء الله تعالى- سوف تجدين فيها خيرًا كثيرًا يساعدك على أن تنامي نومًا هنيئًا دون فزع أو هلع أو تحرك في أثناء النوم.
هذا هو الذي أنصحك به -أيتها الفاضلة الكريمة– وأسأل الله -تعالى- لك نومًا سعيدًا. الذي أتوقعه أن هذه التعليمات السلوكية والإرشادية إذا طبقتيها سوف تعود عليك -إن شاء الله تعالى- بعائد إيجابي جدًّا في صحتك النومية.
هنالك احتمال بسيط أن يكون لديك شيء من اضطراب كهرباء الدماغ، هذا الاحتمال ضعيف جدًّا، والذي أود أن أنصحك به هو: إذا لم تتحسن هذه الحالة في ظرف شهرين، فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب حتى يقوم بإجراء تخطيط للدماغ، ليتأكد من مستوى الذبذبات الكهربائية داخل الدماغ، وإن وُجد هناك أي اضطراب أو خلل فعلاجه سهل جدًّا عن طريق بعض الأدوية.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.