بعد نوبة الهلع... ساعدوني في التخلص من الأعراض المتبقية.
2014-01-11 05:54:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 30 ومتزوج، مشكلتي بدأت سنة 2009 عندما حدثت مشكلة مع زوجتي وطلبت الطلاق، كنت ذاهبا للبيت أريد أن أنام بعد قضاء يوم ونصف بالسهر مع أصدقائي، عندما وصلت البيت أردت أن أتصل على زوجتي، وكانت عند أهلها، ولكنها رفضت أن ترد علي، أنا كنت متوقعا مثل كل مرة نتشاجر وتعود، لكن هذه المرة طلبت الطلاق، فخفت أن تتركني لأني أحبها جدا.
حاولت وحاولت الاتصال بها لكنها مصممة على الطلاق، كأنني جزعت، ذهبت للنوم لكني لم أستطع، بدأت دقات قلبي تزيد، وتفكيري منشغل في المشكلة تارة، ودقات قلبي وعدم استطاعتي على النوم تارة، حاولت أن أهدئ نفسي لكني لم أستطع، هنا بدأت المشكلة!
كنت مرهقا حيث إنني لم أنم منذ يوم ونصف، أنا من الأشخاص الذين متى ما طلبوا النوم أتى، لكن هذه المرة لم أستطع، وقلبي دقاته سريعة، بدأ الخوف يتسلل إلي، الآن لا أريد النوم، لماذا دقات قلبي سريعة، فزاد الخوف من عدم النوم، وزاد الخوف من دقات القلب السريعة.
ذهبت للطبيب وعندما رأى ضربات قلبي أجلسوني على السرير، وأعطوني حبه تحت اللسان، وزاد خوفي فاستفرغت، طلبوا دكتور القلب فلما رآني أخذني إلى غرفته وسألني ماذا بك؟ فشرحت له وقال لي أنت ليس لديك مشكلة في قلبك، مازلت صغيرا، لكن اذهب للصيدلية وخذ بندول نايت ونم، ذهبت للصيدلية وفعلا أخذت بندول ونمت، لكن اليوم الثاني حصلت نفس المشكلة، لكن هذه المرة عندما استيقظت شعرت بضيق شديد من غير سبب، وخوف لا أعرف لماذا؟!
بدأت المعاناة فمن طبيب إلى طبيب، إلى راق شرعي، بدأت معي سد الشهية، وكانت حالتي يعلم بها الله.
للعلم زوجتي عادت لي بعد ذهابي للمستشفى المرة الأولى، لكن استمرت معي الأعراض التي ذكرت، خوف، وضيقة، وأرق بدون سبب، كانوا يقولون لي إنه عين وحسد؛ مما جعلني لا أذهب لطبيب نفسي، بعد تقريبا ستة أشهر خفت الأعراض؛ حيث إن طبيب الباطنية أعطاني فافرين 50 مل؛ لأنني كنت أشتكي سد الشهية، ومشاكل بالجهاز الهضمي، ولم أكن أعرف أنه دواء نفسي، وكانت المشكلة الكبرى الأرق، ومازال الخوف بشيء بسيط، والقلق موجود، لكنه خف لدرجة جيدة مع الفافرين.
حاولت بشتى الطرق أن أعالج الأرق ولم أستطع بعد استجماع قواي، ذهبت لطبيب نفسي ووصف لي البروزاك 20 مل وتحسنت تحسنا ملحوظا.
ذهب كل شيء -الحمد الله- لكن الأرق ما زلت أعاني منه، أحيانا أنام، لكن في أيام قليله جدا أكاد لا أتذكرها.
دكتور الآن -الحمد الله- بقي 20 ٪ من المشكلة وهي الأرق، للعلم أوقفت البروزاك منذ شهرين، وحياتي جميلة وطيبة، وأنا سعيد، لكن فقط هو الأرق.
أريد أن أنام كالإنسان الطبيعي الذي يأخذ كفايته من النوم، عندما أنام أشعر بالناس وأسمعهم يتحركون وكأنني لم أنم وأذهب للعمل مرهقا جدا.
وأدى ذلك الأرق إلى عدم انتظام في دقات القلب ملحوظة وإجهاد؛ حيث إنني لو أقوم بأي عمل لو أنه بسيط يبدأ قلبي بالخفقان بشدة، وإذا توقفت يستمر بالخفقان مدة طويلة حتى يعود للنبض الطبيعي، ودائما ما يكون بين 100-90 وفي حال أي عمل كالمشي أو صعود الدرج 100-130 .
دكتور أرجوك أريد أي دواء يساعدني على النوم، فقط لا أشعر باكتئاب حاليا، فقط أرق وصعوبة النوم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله على الإصلاح الذي تم بينك وبين زوجتك، كن لطيفا معها، وحاول ألا تصعد أي مشاكل، والحياة الزوجية يجب أن تكون طيبة ومستقرة، خاصة في مثل عمرك هذا، فكن حريصا على إسعاد نفسك وإسعاد زوجتك.
حالتك التي تتحدث عنها هي نوع من القلق النفسي الحاد، وهي حالة ربما تكون قد بدأت معك في نوبة ما نسميه بنوبة الهلع أو الفزع، بعد ذلك استمرت الحالة على ما أنت عليه، عقار البروزاك لا شك أنه جيد جدا.
أما بالنسبة لمشكلة النوم فإن شاء الله سوف تعالج من خلال وسيلتين: الأولى الحرص على تحسين صحتك اليومية، وهذا يتم من خلال ممارسة الرياضة، وأذكار النوم، وعدم النوم أثناء النهار، وعدم تناول الشاي والقهوة بعد السادسة مساء، وتثبت وقت الفراش، وأن لا تذهب للسرير قبل أن تحس بشيء من النعاس، هذا أيها الفاضل الكريم سيساعدك على تحسين نومك.
وبما أن نومك مرتبط بحالة القلق والتوتر التي تعاني منها، فأعتقد أن تناولك لأحد الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب والمحسن للنوم، بجانب البروزاك سيكون قرارا حكيما، والدواء الذي أرشحه مبرتازبين واسمه التجاري (ريمارون REMERON)، وهو دواء مشهور ومعروف وغير إدماني أو تعودي، وأنت تحتاج بجرعة نصف حبة أي 15 مليجرام تناولها ليلا ساعتين قبل النوم، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء.
لا تكثر من التردد على الأطباء وستكون حالتك بخير، وكن فعالا في حياتك ونشطا ومفيدا لنفسك ولغيرك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبدالعليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
تليها إجابة الشيخ أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية فأجاب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نرحب بك ابننا الفاضل ونهنئك على هذا التحسن في صحتك، وعلى عودة زوجتك، ونشكر الدكتور على هذه الإجابة الرائعة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يستعملنا وإياه في طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
ونحن سعداء في الموقع بتواصلك معنا، ونبشرك بأنك بحول الله ومنه ستصل للخير كله، فاحرص على كل أمر يرضي الله تعالى، وتوجه إلى الله تبارك وتعالى فإن السعادة والخير كله بيده، وحاول أن تتفاهم مع زوجتك الذي نتمنى أن تجد منها كل مساعدة، وكل تعاون على البر والتقوى.
ونؤكد لك أن هذه المظاهر تأتي للإنسان وقد استمعت لتوجيهات الطبيب ، ونذكرك بضرورة أن تصلح ما بينك وبين الله تعالى، وتتذكر أن العافية هبة من عند الله تعالى، وأن ما عند الله من الخير والفلاح لا ينال إلا بطاعته، فأبدأ أولا بالدعاء وكثرة اللجوء إلى الله تعالى، وأكثر من قراءة القرآن، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، وعندما تأتي للفراش اشتغل بذكر الله تعالى، وعندها سيحاول الشيطان أن يمنعك من الذكر حتى يحول بينك وبين ذكر الله تبارك وتعالى، وأكثر من الأذكار، خاصة دعوة نبي الله يونس حين قال: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإن الله قال بعدها: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم} وهي ليست له خاصة ولذلك قال: { وكذلك ننجي المؤمنين} والغم حزن وضيق ربما لا يعرف الإنسان له سبب، وهنا البشارة وكذلك ننجي المؤمنين! متى لجؤوا إلينا بهذا الذكر العظيم، كذلك أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله" وقول" حسبنا الله ونعم الوكيل" فما من إنسان يخاف ويقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل" فالله تعالى قال عقبها قال: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}.
وعليك ألا تفكر في المستقبل ولا تخف، فالكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما قدره الله وأراده، فأجلك لن يستطيع أحد أن ينقص فيه أو يزيد فيه، ورزقك لن يستطيع أحد أن يأخذه، فلم الهم والحزن والاضطراب، فالأمر لله من قبل ومن بعد.
وعليك أن تتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خير له، وإن إصابته سراء شكر فكان خيرا له) وعليك بمتابعة الأخيار، ومتابعة الذين يهتمون بأسرهم، ولا تسهر بعيدا على البيت، فإن كان ولا بد فحذاري أن يكون في معصية أو أمر لا يرضاه الله.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء والعافية.