أعاني من رائحة كريهة تنبعث من أنفي منذ سنوات.

2014-01-08 04:43:55 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم...

أنا فتاة عمري 20 سنة، أعاني منذ خمس سنوات من نفس المشكلة، وهي خروج رائحة كريهة من أنفي تُشبه رائحة الريح التي يخرجها الإنسان -أكرمكم الله-، في البداية اجتهدت باستخدام الملح وبيكربونات الصودا لتنظيف الأسنان، وواظبت على الاستنشاق، ولكن بدون فائدة، وبدأ يخرج من الحلق كتل حمراء كبيرة، ثم تختفي الرائحة مدة يوم تقريباً وتعود مرة أخرى، لما أخبرت أسرتي بالحرف الواحد عن حالتي، كان ردهم أنت توسوسين، فساءت حالتي النفسية، وتردى مستواي التحصيلي؛ لأنني كنت دائمة الغياب عن المدرسة بسبب تضايق صديقاتي ومن معي في الصف من الرائحة.

واستمر الحال حتى ذهبت إلى طبيب، ووصف لي بخاخاً لغسول الأنف، واستخدمته ولكن الرائحة تذهب وتعود، ناهيك عن صوت في الأذن يُشبه صوت تشويش التلفزيون، والصوت أسمعه منذ كنتُ في عمر السابعة تقريباً وإلى الآن، أخبرتني الطبيبة أن السبب هو انسداد قناة بالأذن، بسبب الحساسية والإفرازات المستمرة، التي أثرت حتى على اللوزتين، واضطرني ذلك إلى إجراء عملية لإزالتها، ولكن الصوت والرائحة الكريهين ما زالا مستمرين، فما الحل؟ وكيف أزيل انسداد القناة؟ لأنني أظن أنها هي المسببة للمشكلة منذ البداية، وكيف أجعل الإفرازات الخلفية في الحلق تتوقف؟ درجاتي تقل وصداقاتي أيضاً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرائحة البرازية من الأنف تنتج عن عدة عوامل بسبب التهاب جرثومي مختلط يتضمن جراثيم (الإيكولاي)، هذه الأسباب تشمل:

1- جسم غريب بالأنف:
هناك حالات من أجسام غريبة في الأنف تم نسيانها وعدم تشخيصها لعشرات السنين، وهي تسبب التهاباً مزمناً بجراثيم متنوعة، منها (الإيكولاي) وتسبب المفرزات القيحية والرائحة الكريهة، ولا بد لتشخيصها أحياناً من إجراء الفحص الدقيق بالمنظار الأنفي، مع غسيل الأنف وسحب المفرزات، ويمكن استخدام الأشعة بإجراء التصوير البسيط بالوضعيات المختلفة، والتصوير المقطعي بمقاطع جبهية ومحورية، والبحث في كامل تجويف الأنف، وفي حال وجود الجسم الغريب فالاستخراج الفوري وعلاج الأنف بالغسول والمضادات الحيوية بالطريق العام، يؤدي لشفاء سريع -بإذن الله-.

2- التهاب جيب فكي من منشأ سني:
بالنسبة لالتهاب الجيب الفكي من منشأ سني، فهو يحصل في حال وجود نخر سني أو تعفن في الأسنان العلوية، والتي قد يكون جذر إحداها بارزاً في قاع الجيب الفكي مع غياب عظمي للجيب في هذا المكان, ووجود الالتهاب فيه يؤدي لالتهاب في الجيب الفكي وامتلائه بالمفرزات القيحية، وخروجها من الجيب عبر فتحة الجيب إلى الأنف، وهي تعطي الرائحة البرازية المميزة، وتترافق مع انسداد الأنف، وآلام في الجيب الفكي تتمثل بألم في الوجنة المناسبة، وصداع وجهي وصدغي، والتشخيص بالتصوير البانورامي والبسيط، وأحياناً نلجأ للتصوير الشعاعي المقطعي، والعلاج طبعا يشمل علاج الجذر المصاب وفتح الجيب لاستقصائه من ناحية وجود قسم مكسور من الجذر السني داخل الجيب، ولسحب القيح وغسيل الجيب واستئصال الأنسجة الالتهابية الحبيبية وعلاجه بالمضادات الحيوية المناسبة.

3- وجود ورم متنخر في الأنف أو الجيوب الأنفية:
أما السبب الأخير وهو وجود ورم متنخر؛ فهو على الأغلب لا ينطبق على حالتك -يا أختي- لأن القصة المرضية عندك طويلة، وهو ما لا يتناسب مع وجود ورم كان على الأغلب سيكون قد سبب تنخراً في العظام والأنف وسقف الحنك، وأعطى الكثير من الأعراض الأخرى الأكثر أهمية، ولم يكن الأمر سيقتصر على مجرد الرائحة، وعلى كل حال فإن للتصوير الشعاعي القول الفصل في هذا الخصوص.

بالنسبة للكتل الحمراء التي تخرج من البلعوم بعد الغسول، فهي على الأغلب نسيج التهابي حبيبي، ينتج من الالتهاب المزمن للأنف ويعالج -بعد إزالة السبب الأساسي من الأسباب المذكورة سابقاً- دوائيا بالصادات والمضادات الحيوية والكي أحيانا.

وأما التشويش في الأذن، فهو قد يكون من أسباب كثيرة تبدأ من الأذن الخارجية والوسطى والداخلية، وأسباب عصبية مركزية، فبعد نفي وجود أسباب في الأذن الخارجية مثل الصملاخ أو الأجسام الغريبة، لا بد من دراسة الأذن الوسطى وحركة غشاء الطبل عند الطلب من المريض بأن يضغط الهواء بالأنف مع إغلاق طرفي الأنف باليد، فإذا تحرك غشاء الطبل للخارج فهذا يعني أن أنبوب تهوية الأذن الوسطى -نفير أوستاش- يعمل جيداً، وإلا فلا بد عندها من إجراء تخطيط للسمع بالطريق الهوائي والعظمي وتخطيط لمعاوقة - مرونة- غشاء الطبل، وهو اختبار نوعي ويكشف مدى تهوية الأذن الوسطى، ومدى كون نفير أوستاش سالكا أم لا، وكذلك فإن تخطيط السمع الهوائي والعظمي يكشف إذا كان هناك نقص بالسمع سببه الأذن الوسطى أو الداخلية والعصب، وهو ما يترافق مع الوشة الأذنية على الأغلب، فإن كان سبب الوشة في الأذن الوسطى فنلجأ للعلاج الدوائي والمواظبة على نفخ الأذن بالطريقة التي شرحتها، وقد نلجأ للجراحة بثقب غشاء الطبل ووضع قنية تهوية مؤقتة لحين إصلاح آلية التهوية للأذن الوسطى بالطريقة الطبيعية، عن طريق نفير أوستاش، أما الوشة بالأذن من سبب في الأذن الداخلية أو العصب السمعي فعلاجها صعب، ويمكن تجربة الموسعات الوعائية الدماغية من مركبات الهيستامين والفيتامينات التي تحوي فيتامين (ب) المركب.

لك منا كل الدعاء بالشفاء الكامل.

www.islamweb.net