الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على كلماتك الطيبة، بارك الله فيك، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.
أيها -الفاضل الكريم-: أنت الآن -الحمد لله- وصلت لمرحلة نسميها بإدراك الذات، وإدراك الذات هذا مطلوب، لأن الوعي بالنفس هو الذي يساعد النفس على التطور، أنت أصبحت تعرف إيجابياتك وتعرف نواقصك، وقد سردت ذلك بصورة جميلة جدًّا.
ما تعانيه هو هذا الدفع القلقي الذي يجعلك تتسابق مع الزمن وتعظم كثيرًا من الصغائر، هذا دليل على أن المكون القلقي هو جزء أصيل في شخصيتك، وهذه الأعراض تختفي بمرور الزمن، أتفق معك أنها مزعجة، ولا بد أن يُوقفها الإنسان عند حدها بقدر المستطاع.
أنا أرى أنك إذا قمت بتمارين عملية سوف تساعد نفسك كثيرًا: أصر على تأجيل بعض الأمور، مثلاً قم بتعطيل شيء معين في المنزل، لا يكون شيئًا ضروريًا، قم أنت بتعطيله، وأصر ألا تحضر من يُصلحه أبدًا، أو لاحظ أي نواقص في المنزل وحددها، وقل (لن آتي من يُصلح هذا العيب إلا بعد أسبوعين) وكن حازمًا مع نفسك، وتحدد وقتًا، تحديد الوقت مهم جدًّا جدًّا، هذا تمرين بسيط جدًّا لكنه عملي وعلمي جدًّا.
ثانيًا: الإكثار في تمارين الاسترخاء، له وقع إيجابي جدًّا على الإنسان، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (
2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها.
بالنسبة للعلاجات الدوائية: أنا أرى أن عقار (فافرين) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) بجرعة صغيرة إلى متوسطة سيكون مفيدًا جدًّا لك ولن يؤثر على وزنك -إن شاء الله تعالى-.
ابدأ الفافرين بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، استمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعلها مائة مليجراما ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هو دواء جيد، فاعل، مضاد للقلق، محسن للمزاج، وأيضًا له فعالية أساسية في علاج الوساوس.
في موضوع الرياضة: أنت أدرى بأهميتها، والحمد لله تعالى لك تجارب عظيمة معها، هذه التقلبات المزاجية قد تحدث للإنسان، ولكن يمكنك أن تقهرها بأن تثبت جدولا رياضيا غير متعب بالنسبة لك أصلاً، مثلاً أن تمشي لمدة نصف ساعة، اجعل هذا أمرًا ثابتًا، وبعد ذلك يمكن أن ترفع معدلك بإضافة رياضات أخرى، هذا -إن شاء الله تعالى- يجعلك تتطبع وتتواءم مع وضعك هذا.
أنا أريدك أيضًا أن تقرأ بعض الكتب، هنالك كتب مفيدة جدًّا، خاصة الكتب حول الذكاء العاطفي، هنالك كتاب ممتاز لدانييل جولمان، وهو رائد الذكاء العاطفي، نتعلم من خلاله أن نُدرك ذواتنا، ونُدرك مشاعر الآخرين ونتعامل معها، هذا فيه مساعدة كبيرة للإنسان. كتاب الدكتور محمد عبد الرحمن العريفي (أسعد حياتك) أيضًا من الكتب الجميلة جدًّا، وهو يقوم على نفس منهجية دانييل كارنيجي وجولمان، لكن قطعًا بمنهجية إسلامية.
كتاب (التعامل مع الذات) للدكتور بشير الرشيدي، أيضًا أراه جيدًا.
هكذا -إن شاء الله تعالى- تسير حياتك بصورة جيدة، وكن إيجابيًا في تفكيرك، مفعمًا بالأمل والرجاء، وأنا على ثقة كاملة أن أحوالك سوف تتحسن كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.