كيف أحقق هدفي بالنجاح والتفوق مع قلة ذات اليد؟
2014-01-16 04:59:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله أريد منكم النصيحة
أنا طالب طب في السنة السادسة، وهذه آخر سنة لي، مع العلم أني طالب سوري، والحقيقة إخوتي لا أعرف إلى أين الذهاب بعد التخرج؛ لأن الأوضاع بسوريا سيئة للغاية، ولكن ليست هذه المشكلة، إنما المشكلة كنت أتمنى أن أساعد أهلي بعد التخرج، ولكن العالم بأسره يعلم ما يحدث في سوريا، وما يحدث للشعب السوري، والحقيقة أتمنى أن أكمل الدراسة أو الاختصاص لتكملة مشوار ما بدأت به، ولكن لا أستطيع لأسباب اقتصادية.
مع العلم أن الأوضاع في سوريا إلى الآن لا تُعرف متى تنتهي، وأنا حزين على نفسي، ولا أعرف ماذا أفعل بعد التخرج؟ ولا أستطيع العمل بشهادتي دون تعديل في بلدي، وهذا أمر مستحيل فعله؛ فلذلك إخوتي في الله أرجو النصيحة ماذا أفعل؟!
ولكم جزيل الشكر، وبارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمر أهلنا في سوريا، وأن يلهمهم السداد والرشاد، ونحب أن نؤكد لك أن سوريا تحتاج إلى شباب متعلم، وتحتاج إلى عزيمة كبيرة، وتحتاج إلى جهود جبارة، ونحن نعول بعد الله على شبابنا الكرام من أمثالك، وخير ما تنصر به سوريا والأهل والأمة والناس على وجه هذه الأرض هو أن تجتهد في دراستك، فنتمنى أن تشغل نفسك بالدراسة، وتشتغل بالتفوق في تحصيلك الدراسي، واعلم أن هذه المأساة سحابة تُوشك أن تزول وستزول، وسينتقم الله من كل ظالم، وعند ذلك سينجلي هذا الركام وهذا الغبار عن عزيمة جديدة وعن روح جديدة، نتعاون فيها جميعًا على بناء هذا البلد وبناء أوطاننا كمسلمين وكعرب.
فلذلك ينبغي ألا تنظر إلى الأمور بهذه النظرة السوداء، رغم الصعوبات، ورغم ما نشاهده، لأنا نوقن أن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، لأنا نؤكد أن بلادا كثيرة كألمانيا حُوربت ودُمَّرت ثم بناها أهلها، اليابان تعرض لقنابل نووية ولزلازل ثم بناها أهلها، والأوطان تُبنى بسواعد أبنائها، نحن نوقن وندرك خطورة ما يحصل من دمار ومن إساءة ومن قتل، لكن ليل الظالمين لن يطول بإذنِ الله.
فلذلك ينبغي أن تغيّر الطريقة التي تفكر بها، وتُدرك أن هذا الكون ملك لله تبارك وتعالى، وأن الأحوال يغيّرها العظيم، الذي ينبغي أن نطيعه ونلجأ إليه، ونستعين به، ونتوكل عليه، ونتوجه إليه بالدعاء، لأنه يُجيب المضطر إذا دعاه.
سنكون سعداء جدًّا في تواصلك مع موقعك، لأنا نحمل معك هذا الهم، فلا تحمل هم سوريا وحدك، كلنا يسعى لنصرة إخواننا، وكلنا يتعاون معكم في حمل هذا الهم، ليس لأن هذا تفضلاً منا، لكن لأنه واجب، ولأن سوريا ولأن الشام ديار بارك الله فيها، ولأن طريقنا إلى أقصانا المبارك يحتاج منا إلى أن نهتم بسوريا ونهتم بالشام، ونمكن لمعاني هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
زادنا، قادتنا، رأس الرمح، هم أمثالك من الطلاب النابهين الناجحين، الذين سيقودون - إن شاء الله تعالى – جهاد البناء والعمران وإعادة هذا البلد الإسلامي الكريم العزيز على نفوسنا إلى الصدارة، إلى موقعه الذي يستحقه في أمته وبين جيرانه وبالنسبة لسائر العرب والمسلمين أجمعين.
لذلك ينبغي أن تغيّر هذه النظارة، فلا تنظر للحياة بتشاؤم، ولكن ينبغي أن يكون لنا في الله أمل، والنبي - صلى الله عليه وسلم – غرس في أصحابه معاني الأمل في أضيق اللحظات وفي أحرج اللحظات، حتى وهو طريد شريد بشَّر بسواري كسرى وقيصر، والمؤمن لا تهبط معنوياته؛ لأنه يتذكر أن الكون ملك لله تبارك وتعالى، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونسأل الله أن يعيننا وإياك على كل أمر يُرضيه.